هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ما أحمقَ الإنسان يسكن للمنى
‏والموت يخطر حوله ويجولُ

‏يهوى الحياة كأنّما هو خالدٌ
‏أبدا ويعلم أنّه سيزولُ

‏ومن العجائب أن تحنّ إلى غدٍ
‏وغدٍ وما يأتي بهِ مجهولُ

إيليا أبو ماضي

لَوْلاَ الحَيَاءُ وَأَنْ يُقَال صَبَا
لَصَرَخْتُ مِلْءَ السَّمْعِ وَاطرَبا

حَضَرَ الحَبيبُ وَغابَ حَاسِدُنا
مِنْ بَعْدِ طُولِ تَحَجُب وَخَبا

فَاليَوْمَ أخْلَعُ فِيكَ يا أَمَلي
ثَوْبَ الوَقارِ وَأطْرَحُ الرُّتَبا

العفيف التلمساني

أَلا يا عَبلَ قَد زادَ التَصابي
وَلَجَّ اليَومَ قَومُكِ في عَذابي

وَظَلَّ هَواكِ يَنمو كُلَّ يَومٍ
كَما يَنمو مَشيبي في شَبابي

عنترة بن شداد

يرى النَّاسُ ما بي مِن جَوى وصبابَةٍ
فيرجونَ لي السَّلوى وأنَّى ليَّ السَّلوى

ولا يعلمُ الصبُّ المصارِعُ للهوى
أيقوى عليهِ أمْ عليهِ الهَوى يَقوَى

وددتُ لو أنَّ الحُبَّ يُقسِّم مُنصفاً
فيسلبني عضواً ويتركُ لي عُضوا

جميل صدقي الزهاوي

لا تطرُق ِالبابَ تَدري أنَّهُم رَحَلوا
خُذ ِالمَفاتيحَ وافتحْ أيُّها الرَّجلُ

أدري سَتذهَبُ تَستَقصي نَوافِذَهُم
كما دأبتَ وتسعى حَيثُما دَخلوا*

تُراقِبُ الزَّاد هَل نامُوا وَما أكلوا
وَتطُفيءُ النُّورَ لو لو مَرَّة ًفعَلوا

عبدالرزاق عبدالواحد

روحي وَروحُكَ مَضمونانِ في جَسَدٍ
يامَن رَأى جَسَداً قَد ضَمَّ روحَينِ

ياباعِثَ السُكرِ مِن طَرفٍ يُقَلِّبُهُ
هاروتُ لا تَسقِني خَمراً بِكاسَينِ

وَيا مُحَرِّكَ عَينَيهِ لِيَقتُلَني
إِنّي أَخافُ عَلَيكَ العَينَ مِن عَيني

البحتري

إذا جئتُها صدَّتْ حَياءً بوجهِها
فتهجرني هجراً أَلذَّ منَ الوصْل

وإنْ حكمتْ جارَتْ عليَّ بحُكمها
ولكنَّ ذاك الجورَ أشهى منَ العَدلِ

ابن عبدربه الاندلسي

فَمَن ذا الَّذي تُدنيهِ مِنكَ وَتَصطَفي
‏فَيَكتُبُ ما يوحى إِلَيكَ وَيَكتُمُ

‏وَمَن ذا الَّذي يُرضيكَ مِنهُ فَطانَةٌ
‏تَقولُ فَيَدري أَو تُشيرُ فَيَفهَمُ

بهاء الدين زهير

‏يَا مَن تَفَرَّدَ بالجمال فمَا تَرَى
عَينِي على أحدٍ سِواهُ جَمالا

أكثرتُ في قَولِي عليكَ مِنَ الرُّقَى
وضربتُ فِي شِعرِي لكَ الأمثَالا

باللهِ قُولِي إن سَألتُكِ وَاصدُقِي
أوجدتِ قتلِي فِي الكتابِ حَلالا

ابو العتاهية

‏وملأت روحي منك حتى لم يَعد
مني لروحي موضعٌ ومكانُ

ما ذَابَ من فَرْطِ الهوى بك عاشقٌ
مثلي ولا عَرَفَ الأسى إنسانُ

قالوا هَجَرتَ فقُلتُ إنّا واحدٌ
وكَفى وِصالًا ذلكَ الهِجرانُ

هو موطني وله فؤادي موطِنٌ
أتَفرُّ من أوطانها الأوطانُ

احمد مطر