منتديات قبائل شمران الرسمية


المنقولات الأدبية لكل ما هوا منقول من شعر وخواطر

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 09-07-2024, 09:21 AM   #16921
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قَدِمتَ وتُفدى بالنفوسِ مع الأهلِ
كَمَا جاءَ دُرُّ الغيثِ في الزمَنِ المَحلِ

وإلاَّ كما جاءَ المُرادُ لِغالبِ
وإلا كَسيفِ الجِدّ في مَنهَجِ الهَزلِ

وإلاَّ كما باتَت وُجُوه بَشَائِرٍ
تُخَلِّصُ غَرقَى في بِحارٍ مِنَ الوصلِ

وإلاَّ كَصُبحِ الوَصلِ أشرقَ نُورُهُ
فأذهبَ ليلاً قد تَبَدَّى مِنَ العَذلِ

بَعُدنا على التشبيهِ جَهلاً وإنَّما
لرؤيةِ إبراهيمَ فَضلاً على الكُلّ

فكيفَ وَدُرُّ العِلمَ قَد جاءَ بَحرُهُ
وَهَل لِمَجيءِ البحرِ تُبصِرُ من مِثلِ

ففي حادثِ الأيام بُعداً وإنَّهُ
أرى حادثَ الأيامِ في غاية البُخلِ

وسارَ لبيتِ الله والعِزُّ مُنتَه
وادخَرَ بالتقوى شَديدَ ذُرى النُزلِ

فحصَّلَ من تلكَ البِقاعِ مَغانِماً
مغانم فتحٍ لا تُرامُ

وجادَ على الأقطار من وَبلِ عِلمهِ
فَأينَعَ غُصنُ العِلمِ من ذَلِكَ الوَبلِ

وقد شَرَّفَ الأمصارَ أخمَصُ رِجلِهِ
وللَّهِ من عزِّ حَوَتهُ مِنَ الرجلِ

وَخَلَّفِ من زَهرِ الثَناءِ مَناسِما
يَفُوحُ شَذاها في رياضٍ مِنَ القَولِ

وآبَ كَمَا أآبَ الزَّمَانُ لأهلهِ
وقد زادَ بالإظعان فَضلاً على فَضَّلِ

فكانَ لنا عيدانِ عيدُ قدومهِ
وعيدٌ لختمِ الصَّومِ فاعجب لذا الشملَ

فهذا إمامُ الدينِ أقبَلَ غانِماً
ليهتَزَّ بالأفراحِ من كان ذا عَقلَ

ولو نَظَرَت عيناكَ يومَ قُدُومِهِ
رأيتَ ثُغُورَ الأرضِ تَبسِمُ بالفِعلِ

ألا أيها المولى الذي حسناتُهُ
تَزيدُ على الأمواجِ والقطرِ والرَّملِ

هنيئاً بجُندِ العلمِ أقبَلَ نصرُهُ
وبشرى جُنودَ الجهلِ بالطعنِ والقتلِ

بقيتَ على رغمِ الحَسُودِ مُعظَّماً
وطيبُ شذا علياكَ أحلى من الوصلِ

ولا قاكَ كُلُّ اليُمنِ والخيرِ حينَ إذ
قدِمتَ وتُفدى بالنفُوسِ مع الأهلِ


الضياف



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 09:22 AM   #16922
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أعدَّ لهُ منشآتِ الجبال
يُريدُ بها الحُسنَ في منظَرِه

عليها الصواعقُ منصوبةٌ
تُحاكي الخطيبَ على منبره

يَزيدُ بها العزَّ في ملكهِ
ويسطُو على البغي في مظهرهِ

ليقتاد قسراً نواصي المُنَى
فتأتي كما شاء في مضمره


الضياف



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 09:22 AM   #16923
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا قريباً في فُؤادي
يا بعيداً عن ودادي

قلت يا غاية مُرادي
واصلني يا مليح

قام يسقي الراح بَدري
وبغُصنِ البان يُزري

قلتُ يا روحي وعمري
واصلني يا مليح

يا مليحاً في عُلاه
يحسد البدر سناه

ليسَ في القلب سواه
واصلني يا مليح

إن بدري قد تجلى
سلبَ العقلَ ووَلَّى

هكذا الصبُّ يُخَلَّى
واصلني يا مليح

قدُّهُ لما تثني
سلبَ الأرواحَ مِنَّا

رُبَّ لحظٍ فوقَ وجنَه
واصلني يا مليح


الضياف



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 09:23 AM   #16924
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

عِشْ بالشُّعورِ وللشُّعورِ فإنَّما
دُنْياكَ كونُ عواطفٍ وشعورِ

شِيدَتْ على العَطْفِ العميقِ وإنَّها
لَتَجِفُّ لو شِيدَتْ على التَّفْكيرِ

وتَظَلُّ جامِدَةَ الجمالِ كئيبةً
كالهيكلِ المتهدِّم المهجورِ

وتَظَلُّ قاسيَةَ الملامِحِ جهْمةً
كالموتِ مُقْفِرَةً بغيرِ سُرورِ

لا الحُبُّ يرقُصُ فوقها متغنِّياً
للنَّاس بَيْنَ جداولٍ وزُهورِ

مُتَوَرِّدَ الوجناتِ سَكرانَ الخطى
يهتزُّ من مَرَحٍ وفَرْطِ حُبورِ

متكلِّلاً بالورْدِ ينثرُ للورى
أَوراقَ وردِ اللَّذّةِ المنضُورِ

كلاّ ولا الفنُّ الجميلُ بظاهرٍ
في الكونِ تحتَ غَمامةٍ من نُورِ

متَوشِّحاً بالسِّحْرِ ينفُخُ نايَهُ
المشبوبَ بَيْنَ خمائلٍ وغديرِ

أَو يلمسُ العودَ المقدَّسَ واصفاً
للموت للأَيَّامِ للدَّيجورِ

مَا في الحَيَاةِ من المسرَّةِ والأَسى
والسِّحْر واللَّذّاتِ والتغريرِ

أَبداً ولا الأَملُ المجنَّحُ منْشِداً
فيها بصوتِ الحالمِ المَحْبُورِ

تِلْكَ الأَناشيدَ التي تَهَبُ الوَرَى
عزْمَ الشَّبابِ وغِبْطَةَ العُصفورِ

واجعل شُعورَكَ في الطَّبيعَةِ قائداً
فهوَ الخبيرُ بتيهِهَا المَسْحُورِ

صَحِبَ الحياةَ صغيرةً ومشى بها
بَيْنَ الجماجمِ والدَّمِ المَهْدورِ

وعَدَا بها فوقَ الشَّواهِقِ باسماً
متغنِّياً مِنْ أَعْصُرِ ودُهورِ

والعقلُ رغْمَ مشيبهِ ووقَارِهِ
مَا زالَ في الأَيَّامِ جِدّ صغيرِ

يمشي فَتَضْرَعُهُ الرِّياحُ فيَنْثَني
متَوَجِّعاً كالطَّائرِ المكسورِ

ويظلُّ يسأَلُ نفسه متفلسفاً
متَنَطِّساً في خفَّةٍ وغُرورِ

عمَّا تحجِّبُهُ الكَواكبُ خلفَها
مِنْ سِرِّ هذا العالَم المستورِ

وهو المهشَّمُ بالعواصفِ يا لهُ
مِنْ ساذجٍ متفلسفٍ مغرورِ

وافتحْ فؤادكَ للوجودِ وخَلِّهِ
لليَمِّ للأَمواجِ للدَّيجورِ

للثَّلجِ تنثُرُهُ الزَّوابعُ للأسى
للهَوْلِ للآلامِ للمقدورِ

واتركْهُ يقتحِمُ العواصفَ هائماً
في أُفْقِها المتلبِّدِ المقرورِ

ويخوضُ أَحشاءَ الوُجُود مُغامِراً
في ليلها المتهيِّبِ المحذورِ

حتَّى تُعانِقَهُ الحَيَاةُ ويرتوي
من ثَغْرِها المتأجِّج المَسْجُورِ

فتعيشَ في الدُّنيا بقلبٍ زاخرٍ
يقظِ المشاعرِ حالمٍ مسحورِ

في نشوةٍ صوفيَّةٍ قُدُسيَّةٍ
هي خيرُ مَا في العالِمِ المنظورِ


الشابي



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 09:23 AM   #16925
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا أَيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههنا
ثَمِلاً بغبطة قَلْبِهِ المسرورِ

قبِّل أَزاهيرَ الرَّبيعِ وغنِّها
رَنَمَ الصَّباحِ الضَّاحِك المحبورِ

واشرب مِنَ النَّبْعِ الجميل الملتوي
مَا بَيْنَ دَوْحِ صَنَوبَرٍ وغَديرِ

واتْرُكْ دموعَ الفجرِ في أَوراقِها
حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ

فَلَرُبَّما كانتْ أَنيناً صاعداً
في اللَّيلِ مِنْ متوجِّعٍ مَقْهُورِ

ذَرَفَتْهُ أَجفانُ الصَّباحِ مدامعاً
أَلاَّقَةً في دَوْحةٍ وزُهورِ


الشابي



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 09:24 AM   #16926
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

تَنَهَّدَ اللَّيْلُ حتَّى قلتُ قَدْ نُثِرَتْ
تِلكَ النُّجومُ وماتَ الجنُّ والبَشَرُ

وعادَ للصَّمتِ يُصغي في كآبته
كالفيلسوف إلى الدنيا ويفتكرُ

وقَهْقَهَ القَدَرُ الجبَّارُ سُخْريةً
بالكائناتِ تَضاحَكْ أَيُّها القَدَرُ

تمشي إلى العَدَمِ المحتومِ باكيةً
طوائفُ الخَلْقِ والأشكالُ والصُّوَرُ

وأنت فوقَ الأسى والموت مبتسمٌ
ترنو إلى الكون يُبْنَى ثمَّ يندَثِرُ


الشابي



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 09:25 AM   #16927
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا ليلُ مَا تصنعُ النَّفْسُ التي سَكَنتْ
هذا الوجودَ ومن أعدائها القَدَرُ

ترضى وتَسْكُتُ هذا غيرُ محتَمَلٍ
إِذاً فهل ترفُضُ الدُّنيا وتنتحرُ

وذا جنونٌ لَعَمْري كُلُّهُ جَزَعٌ
باكٍ ورأيٌ مريضٌ كُلُّه خَوَرُ

فإنّما الموت ضَرْبُ من حبائِلِهِ
لا يُفلتُ الخلقُ مَا عاشوا فما النَّظرُ

هذا هو اللغْزُ عَمَّاهُ وعَقَّدَهُ
على الخليقةِ وَحْشٌ فاتكٌ حَذِرُ

قَدْ كبَّلَ القَدَرُ الضَّاري فرائِسَهْ
فما استطاعوا له دفعاً ولا حزَروا

وخاطَ أعينَهم كي لا تُشاهِدَهُ
عينٌ فتعلمَ مَا يأتي وما يَذَرُ

وحاطَهُمْ بفنونٍ من حَبائِلِهِ
فما لَهُمْ أبداً من بطشِه وَزرُ

لا الموت يُنْقِذُهُمْ من هولِ صولَتِهِ
ولا الحياةُ تَساوى النّاسُ والحَجَرُ

حارَ المساكينُ وارتاعوا وأعْجَزَهم
أن يحذَروه وهلْ يُجديهمُ الحَذَرُ


الشابي



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 09:25 AM   #16928
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

كمْ مِنْ عُهودٍ عذبةٍ
في عَدْوَةِ الوادي النَّضيرِ

فِضِّيَّةِ الأَسْحارِ مُذْهبَةِ
الأَصائِلِ والبُكورْ

كانتْ أرقُّ من الزُّهورِ
ومِنْ أَغاريدِ الطُّيورْ

وأَلذَّ مِنْ سِحْرِ الصِّبا
في بَسْمَةِ الطِّفلِ الغَريرْ

قضَّيتُها ومعي الحبيبَةُ
لا رَقيبَ ولا نَذيرْ

إلاَّ الطُّفولَةَ حولنا
تلهو معَ الحُبِّ الصَّغيرْ

أَيَّامَ كانتْ للحياةِ
حلاوَةُ الرَّوضِ المَطيرْ

وطَهَارَةُ الموتِ الجميلِ
وسِحْرُ شَاطئهِ المُنيرْ


الشابي



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 09:25 AM   #16929
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ

ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ

ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ
تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ

فويلٌ لمَنْ لم تَشُقْهُ الحياةُ
من صَفْعَةِ العَدَمِ المنتصرْ

كذلك قالتْ ليَ الكائناتُ
وحدَّثَني روحُها المُستَتِرْ

ودَمْدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجاجِ
وفوقَ الجبالِ وتحتَ الشَّجرْ

إِذا مَا طَمحْتُ إلى غايةٍ
رَكِبتُ المنى ونَسيتُ الحَذرْ

ولم أتجنَّبْ وُعورَ الشِّعابِ
ولا كُبَّةَ اللَّهَبِ المُستَعِرْ

ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ
يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ

فَعَجَّتْ بقلبي دماءُ الشَّبابِ
وضجَّت بصدري رياحٌ أُخَرْ

وأطرقتُ أُصغي لقصفِ الرُّعودِ
وعزفِ الرّياحِ وَوَقْعِ المَطَرْ

وقالتْ ليَ الأَرضُ لما سألتُ
أيا أمُّ هل تكرهينَ البَشَرْ

أُباركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ
ومَن يَسْتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ

وأَلعنُ مَنْ لا يماشي الزَّمانَ
ويقنعُ بالعيشِ عيشِ الحجرْ

هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ
ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ

فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ
ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ

ولولا أُمومَةُ قلبي الرَّؤومُ لمَا
ضمَّتِ الميْتَ تِلْكَ الحُفَرْ

فويلٌ لمنْ لم تَشُقْهُ الحَيَاةُ
منْ لعنةِ العَدَمِ المنتصرْ

وفي ليلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ
متقَّلةٍ بالأَسى والضَّجَرْ

سَكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ
وغنَّيْتُ للحُزْنِ حتَّى سَكِرْ

سألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ
لما أذبلته ربيعَ العُمُرْ

فلم تَتَكَلَّمْ شِفاهُ الظَّلامِ ولمْ
تترنَّمْ عَذارَى السَّحَرْ

وقال ليَ الغابُ في رقَّةٍ
محبَّبَةٍ مثلَ خفْقِ الوترْ

يجيءُ الشِّتاءُ شتاءُ الضَّبابِ
شتاءُ الثّلوجِ شتاءُ المطرْ

فينطفئُ السِّحْرُ سحرُ الغُصونِ
وسحرُ الزُّهورِ وسحرُ الثَّمَرْ

وسحْرُ السَّماءِ الشَّجيّ الوديعُ
وسحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ

وتهوي الغُصونُ وأوراقُها
وأَزهارُ عهدٍ حبيبٍ نَضِرْ

وتلهو بها الرِّيحُ في كلِّ وادٍ
ويدفنها السَّيلُ أَنَّى عَبَرْ

ويفنى الجميعُ كحلْمٍ بديعٍ
تأَلَّقَ في مهجةٍ واندَثَرْ

وتبقَى البُذورُ التي حُمِّلَتْ
ذخيرَةَ عُمْرٍ جميلٍ غَبَرْ

وذكرى فصولٍ ورؤيا حَياةٍ
وأَشباحَ دنيا تلاشتْ زُمَرْ

معانِقَةً وهي تحتَ الضَّبابِ
وتحتَ الثُّلوجِ وتحتَ المَدَرْ

لِطَيْفِ الحَيَاة الَّذي لا يُملُّ
وقلبُ الرَّبيعِ الشذيِّ الخضِرْ

وحالِمةً بأغاني الطُّيورِ
وعِطْرِ الزُّهورِ وطَعْمِ الثَّمَرْ

ويمشي الزَّمانُ فتنمو صروفٌ
وتذوي صروفٌ وتحيا أُخَرْ

وتَصبِحُ أَحلامَها يقْظةً
موَشَّحةً بغموضِ السَّحَرْ

تُسائِلُ أَيْنَ ضَبابُ الصَّباحِ
وسِحْرُ المساءِ وضوءُ القَمَرْ

وأَسرابُ ذاكَ الفَراشِ الأَنيقِ
ونَحْلٌ يُغنِّي وغيمٌ يَمُرْ

وأَينَ الأَشعَّةُ والكائناتُ
وأَينَ الحَيَاةُ التي أَنْتَظِرْ

ظمِئْتُ إلى النُّورِ فوقَ الغصونِ
ظمِئْتُ إلى الظِّلِّ تحتَ الشَّجَرْ

ظمِئْتُ إلى النَّبْعِ بَيْنَ المروج
يغنِّي ويرقصُ فوقَ الزَّهَرْ

ظمِئْتُ إلى نَغَماتِ الطُّيورِ
وهَمْسِ النَّسيمِ ولحنِ المَطَرْ

ظمِئْتُ إلى الكونِ أَيْنَ الوجودُ
وأَنَّى أَرى العالَمَ المنتظَرْ

هُو الكونُ خلف سُبَاتِ الجُمودِ
وفي أُفقِ اليَقظاتِ الكُبَرْ

وما هو إلاَّ كَخَفْقِ الجناحِ
حتَّى نما شوقُها وانتصَرْ

فصدَّعَتِ الأَرضُ من فوقها
وأَبْصرتِ الكونَ عذبَ الصُّوَرْ

وجاءَ الرَّبيعُ بأَنغامهِ
وأَحلامِهِ وصِباهُ العَطِرْ

وقبَّلها قُبَلاً في الشِّفاهِ
تُعيدُ الشَّبابَ الَّذي قدْ غَبَرْ

وقال لها قدْ مُنِحْتِ الحَيَاةَ
وخُلِّدْتِ في نَسْلِكِ المدَّخَرْ

وباركَكِ النُّورُ فاستقبلي
شَبابَ الحَيَاةِ وخصْبَ العُمُرْ

ومن تَعْبُدُ النُّورَ أَحلامهُ
يُبارِكُهُ النُّورُ أَنَّى ظَهَرْ

إليكِ الفضاءَ إليكِ الضِّياءَ
إليكِ الثَّرى الحالمَ المزدهر

إليكِ الجمالُ الَّذي لا يَبيدُ
إليكِ الوُجُودَ الرَّحيبَ النَّضِرْ

فميدي كما شئتِ فوقَ الحقولِ
بحُلْوِ الثِّمارِ وغضِّ الزَّهَرْ

وناجي النَّسيمَ وناجي الغيومَ
وناجي النُّجومَ وناجي القَمَرْ

وناجي الحياة وأشواقها
وضنة هذا الوجود الأغر

وشفَّ الدُّجى عن جمالٍ عميقٍ
يُشِبُّ الخيالَ ويُذكي الفِكَرْ

ومُدَّ على الكونِ سحرٌ غريبٌ
يصرّفُهُ ساحرٌ مقتدِرْ

وضاءَتْ شموعُ النُّجُومِ الوِضَاءِ
وضاعَ البَخُورُ بَخُورُ الزَّهَرْ

ورَفْرَفَ روحٌ غريبُ الجمال
بأَجنحةٍ من ضياءِ القَمَرْ

وَرَنَّ نشيدُ الحَيَاةِ المقدَّس
في هيكلٍ حالِمٍ قدْ سُحِرْ

وأُعْلِنَ في الكونِ أنَّ الطّموحَ
لهيبُ الحَيَاةِ ورُوحُ الظَّفَرْ

إِذا طَمَحَتْ للحَياةِ النُّفوسُ
فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القَدَرْ



الشابي



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-2024, 09:26 AM   #16930
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

في جبالِ الهمومِ أنْبتُّ أغصاني
فَرَفّتْ بَيْنَ الصُّخورِ بِجُهْدِ

وتَغَشَّانيَ الضَّبابُ فأورقتُ
وأزْهَرتُ للعَواصفِ وَحْدي

وتمايلتُ في الظَّلامِ وعَطّرتُ
فَضاءَ الأسى بأنفاسِ وَردي

وبمجدِ الحياةِ والشوقِ غنَّيْتُ
فلم تفهمِ الأعاصيرُ قَصْدي

ورَمَتْ للوهادِ أفنانيَ الخضْرَ
وظلّتْ في الثَّلْجِ تحفر لَحْدي

ومَضتْ بالشَّذى فَقُلتُ ستبني
في مروجِ السَّماءِ بالعِطر مَجْدي

وتَغَزلْتُ بالرَّبيعِ وبالفجرِ
فماذا ستفعلُ الرّيحُ بعدي


الشابي



التوقيع


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
طريقة تحضير طاجين الفسيخ الفلسطيني شمرانية الروح المطبخ والغذاء الصحي 7 05-28-2021 07:34 PM
الشاعر محمد ابو شراره الشمراني يشارك في فعاليات شرفة الشعر بأكادمية الشعر العربي أبو شريح الشمراني منتدى الشاعر محمد ابوشرارة الشمراني 1 02-10-2021 05:24 PM
مالا تعرفه عن صلاة الجنازة ومايتعلق بها ‏‏( معلومات غائبة عن الكثير ) ساكتون المنتدي الاسلامي 7 04-07-2012 04:45 PM
قـصــة زواج الـسيد بـيـبـسي والـسـيدة مـيرنـدا بالصور خوفو الضحك والفرفشة 0 08-26-2010 06:05 PM
نرجع لموضوع (((الشيعة))) وفي هذا اليوم نقدم لكم ~-{المتعة ومايتعلق بها}-~ كركر المنتدي الاسلامي 4 02-09-2008 08:17 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية