هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏يا مَنْ شَغَلْتُمْ بِالودادِ فُؤَادي
رقّوا لحَالِ المُسْتَهَامِ الصّادي

غِبْتُمْ فغَابَتْ كُلّ نُعْمَى بَعْدكُمْ
وتوشّحَتْ بِيضُ المُنى بِسَوادِ

عفاف عطا الله

ما لي سِوى قَرعي لِبابِكَ حِيلةٌ
فَـلَئِنْ رَدَدتَ فأيَّ بابٍ أقرعُ

وَمَنِ الذي أدعو وَأهتِفُ بِٱسْمِه
إن كان فضلُكَ عن فقيرِكَ يُمنَعُ

حاشا لِمجدِكَ أن يُقَنِّطَ عاصيًا
الفضلُ أجزلُ والمواهبُ أوسعُ

....

‏ربّاهُ إن الروح ترجو رحمةً
‏تـاه الطريقُ فيا إلهي دلّها

‏ضاقت بها الدنيا وبابُك مُشرعٌ
‏إن لم تكن أنت المغيثُ فمن لها

....

تُطل بشائر الخيراتِ فينا
ويزهو النور في كل المسالك

ويبعثُ لاعجُ الأشواقِ لحنًا
يطيب شذاه أمثال العواتك

ويرسم فرحة اللقيا ويدني
وشائج لو تباعدت الممالك

....

‏لما رجعت زوجة اعرابي من سفر وقد أثرت الشمس عليها
قال زوجها :

جَاءَ الحَبِيبُ الّذيْ أهْواهُ منْ سَفَرٍ
والشَّمْسُ قد أثّرتْ في خدِّهِ أثَرَا

عجبتُ كيفَ تحلُّ الشَّمْسُ في قمَرٍ
والشّمسُ لا ينبغي أنْ تدرِكَ القَمَرَا

يا طولَ شَوْقيَ إن قالوا الرّحِيلُ غدا
لا فَرّقَ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَنَا أبَدَا

يا منْ أصافيهِ في قربٍ وفي بعدِ
وَمَنْ أُخَالِصُهُ إنْ غَابَ أوْ شَهِدَا

راعَ الفراقُ فؤاداً كنتَ تؤنسهُ
وَذَرّ بَينَ الجُفُونِ الدّمعَ والسُّهُدا

لا يُبْعِدِ اللَّهُ شَخْصاً لا أرَى أنَساً
وَلا تَطِيبُ ليَ الدّنْيَا إذا بَعُدا

أبو فراس الحمداني

مهما تقَلّبت الأمور فلم أكُنْ
‏إِلَّا بكلِّ بليَّةٍ أتفاءَلُ
‏
‏فالله حسبيَ لا أمَلُّ رجاءَهُ
‏ما خابَ عَبْدٌ بالعزيمةِ سائلُ
‏
‏أوليسَ ذو الملكوتِ كافٍ عبدهُ
‏قد قالها ربًّي ونِعمَ القائل

....

إن الجِراحَ إذا خبأتها شُفيت
فأكتُم جِراحكَ لا تخبر بِها أحدا

كَم مِن كليمٍ شكا لِلناسِ لوعتهُ
فزادهُ الناسُ وجداً فوق ما وجدا


....

برغمِ النسوة اللائي أمامه
سرقت القلب يا أحلى ابتسامة

وأعلنت الضياع عليهِ حُبّاً
فحلّق في السما مثل الحمامة

صحيحٌ أنني أبدو رزيناً
ولكنّي نقيضُ الإستقامة

قد استولى الجنونُ علي دهراً
فلا تستغربي منّي احترامه

....

وإذا نظرتَ إلى السماءِ مُناجِيًا
‏ورجوتَ ربّكَ أن يُحقّقَ مأملَكْ

‏فرأيتَ مالم ترتجيهِ مع الدعا
‏وظننتَ أنّ الحُزن أطفأ مِشعلَكْ

‏لا تجزَعنّ من الحياةِ وضيقها
‏حاشاهُ رحمن السما أن يخذُلكْ

‏ولو اطّلعتَ على الغيوبِ ولُطفِها
‏لعلِمتَ أنّ الخيرَ فيمَ اختار لكْ

....