هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أقوى هجاء سمعته هجاء جرير للراعي النميري في قصيدته الدامغة وبها
يقول في هجاء بني نمير أجمعين :

فَلا صَلّى الإِلَهُ عَلى نُمَيرٍ
وَلا سُقِيَت قُبورُهُمُ السَحابا

وَلَو وُزِنَت حُلومُ بَني نُمَيرٍ
عَلى الميزانِ ما وَزَنَت ذُبابا

فَصَبراً يا تُيوسَ بَني نُمَيرٍ
فَإِنَّ الحَربَ موقِدَةٌ شِهابا

فغض الطرف إنك من نميرٍ
فلا كعبًا بلغت ولا كلابا

سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم
وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

فَإِن عِشتُ فَالطَعنُ الَّذي يَعرِفونَهُ
وَتِلكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ

وإن متُّ فالإنسَانُ لا بُدَّ مَيِّتٌ
وإن طالتِ الأيّامُ وانفَسَحَ العُمرُ

أبو فراس الحمداني




قال شاعر آخر بيتين شبيهين بالبيت الأول لأبي فراس:

سيعلم والأيّام فيها كفايةٌ
إذا مِلتُ عنه، قدر من هُو ذاهبُ

وإن هو بعدي جرّب النّاس كلّهم
ليحظى بمثلي ندّمته التّجاربُ

ولقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا
‏سِرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سرى

‏وأباحَ طَرْفِي نَظْرْةً أمّلْتُها
‏فَغَدَوْتُ معروفاً وكُنْتُ مُنَكَّرا

‏فَدُهِشْتُ بينَ جمالِهِ وجَلالِهِ
‏وغدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا

....

سألتك و المشيبُ له دبيبُ
‏علامَ الحبُّ فينا لا يشيبُ

‏لماذا لا يجفُّ الشوقُ فينا
‏لماذا لا نكفُّ ولا نتوبُ

‏لهيبُ الشمسِ يخبو كلَّ يومٍ
‏وفي أضلاعِنا يعلو اللهيبُ

‏ولو شابتْ نواصي الليلِ يومًا
‏ستبقى أنتَ في قلبي الحبيبُ

....

‏إنّي بوجهكِ أستردُّ طفولتي
‏وبهِ أعيشُ أنا الزمانَ الباقي

‏يوماً ستنكمشُ المسافةُ بيننا
‏مثل الجفونِ بغفوةِ الإرهــاقِ

....

‏عذبٌ هواك ولو أطلت غيابا
‏ولو الفراقُ استفتَح الأبوابا

‏ما ظلَّ عندي مِنك غير قصيدةٍ
‏سقَتِ الفُؤادَ على الدَّوامِ عِتابا

‏وحروفُ شِعرٍ كُلَّما أطلقتُها
‏للرِّيحِ ترفضُ أن تَرُدَّ جَوابا

‏يا أنت هذا البُعد أرَّقَ مُهجتي
حتَّى غَزا عُمري فصارَ سرابا

....

أشكوكَ أم أشكو إليكَ فإنَّني
‏في ذا وذا مُتَحَيِّرٌ مُتَوقِّفُ

‏أخشاكَ، بَل أخشىٰ عَليكَ فَتارَةً
‏أرجو رِضاكَ وَتارَةً أتخَوَّفُ

‏أتلَفْتُ روحي في الهوىٰ فإلىٰ مَتىٰ
‏تَلهو وَتترُكُ مَن يُحِبُّكَ يَتلَفُ

....

كَواكب اللّيل قَد لاحَتْ لنَاظرها
وبَدرُ وجَهكِ عنّي اليَوم مَفقود

فهَل تُرانِي أرى من بَرقه خَبراً
أم أنَّ قلِبي بالأوهَام مَوعُود

....

‏إلى المهيمن نهفو نستجير به
‏في النَّائبات ولا نخشى الأقاويلا

‏إذا قضى الله أمراً لا مفرَّ لنا
‏ممَّا قضاه ولا نسطيعُ تبديلا
‏

العشماوي

ما غاب من أهواهُ عني لحظةٌ
فالقلبُ مني للأحبةِ منزِلُ

ان فاتني مرأى الحبيب فطيفهُ
دوماً أراهُ بجانبي لا يرحلُ

....