هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

جَاذَبَتْ نَسْمَةُ الصَّباحِ رِدائي
عَبَثاً جَدَّ في الهوى مِنهُ دَائي

وأَذاعَتْ سِرَّ الرِّياضِ وَهَلْ يُكْتَ
سمُ بَينَ النَّسِيمِ والآنَاءِ

بَاكَرَتْها غَمامةٌ شَقّتِ الجَيْبَ
وجَادَتْ بِدَمعةِ الثَّكْلاءِ

فَثُغُورُ الكِمامِ ذاتُ ابتسامٍ
وَجُفُونُ الغَمامِ ذَاتُ بُكاءِ


السراج

بِكِلتَا الخِلْعتَيْنِ لَكَ الهَنَاءُ
هُمَا تَشْرِيفُ مُلْككَ والشِّفاءُ

فَبُرْدٌ أَنتَ تُبليهِ وبُرْدٌ
لَهُ فَتَملُّهُ ولَكَ البَقَاءُ


السراج

تَواضَعَ عَن مِقدارهِ وَهْوَ مُرْتَقٍ
كذا البَدْرُ يُدْني النُّورَ منهُ اعتِلاؤُهُ

أَبيٌّ غَدَتْ آباؤُهُ مَنْ عَلِمتُمُ
ألا حَبَّذا آباؤُهُ وإباؤُهُ


السراج

ما حَلَّ عَزْمِي مِثلُ عَقْدِ قَبائهِ
بَدْرٌ يُعَدُّ البَدْرُ مِن رُقَبائهِ

يَحلُو مُقبَّلُهُ وبَرْدُ رُضَابهِ
كالأُقحوانِ غَداةَ غِبِّ سَمائِه

يَتشبّهُ الغُصْنُ الرَّطِيبُ بقدّهِ
يَا غُصْنُ فاتَكَ لَسْتَ من نُظَرائهِ


السراج

شَكْواكَ مِن أَلَمِ المَفاصِلِ لِلّذِي
حَمَّلتَها لِلمَجدِ من أَعْباءِ

تَقِفُ البِحارُ ولَمْ تَقِفْ فارفِقْ بِها
أَو لَمْ تَكُنْ عُضْواً مِن الأَعضاءِ


السراج

مارَثَّ لا وأَبيكَ عَهْدُ زِنادِي
بَلْ عَزَّ عَنْكَ وعَنْ أَبيكَ عَزائي

أُجْرِي الدُّموعَ على الدُّموعٍ وذو الأسى
مَنْ طالبَ العَبَراتِ بالإبطاءِ

إنْ كانَ دَمْعُ العَيْنِ لَمْ يبلُغْ دَمِي
فَوَراءَ شُهْبِ الدَمْعَ جِمْرُ دِماءِ

ماصانَ أحمدُ مالَهُ عَنْ سَائلٍ
فَيَصُونُ مافي جَفْنِه مِن ماءِ

ولَطَالَما جَلِّى سَوادَ مَطالبِ
جُوْدُ ابنِ مُوسى ذِي اليَدِ البيضاءِ

وَلكَمْ أَبى في الجُودِ معنىً قد شأَى
مَعْناً بهِ وطَوى حَديثَ الطَّائي


السراج

ياواهِبَ الصُّلَحَاءِ من دَعَواتهِ
فَوقَ الذي يَحوِي مُجَابُ دُعائِها

سَالَتْ لكَ الرَّحمنَ في جُنْحِ الدُّجَى
تَحْتَ المُسُوحِ السُّودِ مِن ظَلمائِها


السراج

يَدعُو الضُّيوفَ بِأَلسُنٍ مِن نارِهِ
يُمسي الكَرِيمُ بها مُجَابَ دُعاءِ

يَمحُو سَوادَ اللَّيْلِ أَلويَةٌ لها
حُمْرٌ تَسِيرُ أَمامَ كُلِّ لِواءِ

يَأْوِي لها يَمَنٌ وقَيْسٌ رايةً
حَمراءَ تَصدُرُ عَن يَدٍ بَيضاءِ

فبِأَيِّ قدْحٍ نَرتَقِي لِعَلائِهِ
ما أَبعدَ الشِّعْرَى مِن الشُّعَراءِ


السراج

أَمَولانا الأَميرَ وأَنتَ سَمْحٌ
يُجيبُ نَداكَ مِن قَبْلِ النِّداءِ

لَقَدْ بَرَدَ الهواءُ عَلَيَّ فارحَمْ
فَما حالُ السِّراجِ مَعَ الهَواءِ


السراج

تَجلَّى لنا البَدْرُ في خِلْعَةٍ
لَفَاضَ عليها السَّنَا والسَّناءَ

مِن الفاختياتِ لَمَّا بَدَتْ
بِها طَلْعَةُ البَدْرِ كانتْ سَماءَ


السراج