هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

احذر من كسرة النفس لأنها مؤلمة
فالله سيسألُك يوماً عن عينٍ أبكيتها
وعن قلبٍ أوجعته
وعن روح كنت سبباً في
فقدِها لأمانها وإطمئنانها
فأحذر أن يشتكيك أحد إلى الله

بقلمي

شكوتُ إليها حُبّها فَتبسّمتْ

ولمْ أرَ شَمساً قبلـها تتبسّمُ

....

قال ابن القيّم رحمه الله
فَمن رَحمةِ اللهِ أنْ نغّص على عِبادهِ الدُّنيا وكَدّرها لِئلا يسكنوا إليْها وألّا يَطمئِنوا إليْها ويرغَبوا في النّعيم المُقيم في دَارِه وجوارِه
فسَاقهُمْ إلى ذلك بِسياطِ الابتلاء
فمنعَهم لِيعطيهمْ
وابتلاهُم ليعافيهمْ

ويقول الشاعر:
والمرءُ ساعٍ لأمرٍ ليسَ يُدرِكهُ
والعيشُ شُحٌّ وإشفاقٌ وتأميلُ

بقلمي

القلب إذا أحبّ قاد السمعَ والبصرَ والحواسّ لمملكة المحبوب حيثما حلّت وارتحلت

يقول ذو الرمّة:
ما زلتُ أُتبِعُ فـي آثَارِهم بصري
والشوقُ يقتَادُ من ذي الحاجةِ البصرا

ويقول قيس:
إذا سِرتُ في الأرضِ الفضاءِ رَأَيْتني
أُصانِعُ رحلي أن يَميلَ حِيَالِيَا

يمينًا إذا كانت يمينا، وإن تَكُنْ
شِمالاً يُنازعن الهوى عن شمالِيا

رسالتي لك....

إلى كُلِّ زَوجٍ تَغفو امرَأته على تَعب
لأنّها تُعاركُ الحَياة مِن الصَباح
كَيْ يُقيما حَياةً كَريمة
تَشبّثْ بها فَتِلكَ امرَأة تُسْقى بماءِ العَينين
إلى كُلّ زوجٍ جَعلتْ امرَأته مِن أولادِه
أقماراً يُفاخِرُ بِهم في المَجالس
تَشبّثْ بها فَتِلكَ امرَأة مَكانها القَلب
إلى كُلِّ زَوجٍ تَصمِتُ امرَأته على شَوكِ الأذى مِن كلامِ الأهلِ وَتُكَرِّمه بِرقيِّ الخُلُقِ
فلا تَرُدّ إلا بطيبِ المَواقف
تَتلو في كُلِّ مَساءٍ على رُوحها أحاديثَ الصَبر وتَمضي
تَشبّثْ بها فَتِلك امرَأة هي مِيلادُ أُمنياتِك
إلى كُلِّ زَوجٍ غَطّتْ زَوجته عَورات الأيامِ معه
فَظلّ بها مَستوراً ومُكَرّماً
تَشبّثْ بها فَتِلك لامَقامَ لها
إلا في مَواقعِ النُّجوم
إلى كُلِّ زَوجٍ قَدَّمَتْ له زَوجته السّفْحَ مِن عُمرها والسَّهلَ والجَبل
دُون مَنٍّ ولا أذَى
إلى كُلِّ زَوجٍ كانَت له زَوجته غِطاءً في صَقيعِ الأَيام
تَشبّثْ بها فَتِلك أَجرُكَ وثَوابك
وَسُؤالك يومَ القِيامة

إِذا هَجَرتَ فَمَن لي
وَمَن يُجَمِّلُ كُلّي

وَمَن لِروحي وَراحي
يا أَكثَري وَأَقَلّي

أَحَبَّكَ البَعضُ مِنّي
وَقَد ذَهَبتَ بِكُلّي

يا كُلَّ كُلّي فَكُن لي
إِن لَم تَكُن لي فَمَن لي

....

فإمَّا يَكنْ ذاقَ المنية صابرًا
فقد ذاقها من قبله كلُّ أَروعِ

مضى حسنَ الأخلاق غيرَ مذمَّم
فلم تبقَ كِبدٌ بعده لم تَصدَّعِ

فواللهِ لم أُفجعْ بمثلك ماجدٍ
بعيدَ أبي للهِ فيكَ تفجُّعي

ولا قام يَنعى بعدك الدهرَ هالكًا
أخو النَّعي إلَّا خلتُ أنَّك مَن نُعي

....

صبورٌ وَلو لَم تبقَ مِنّي بقِيَّةٌ
قؤولٌ ولـو أَنَّ السُيوفَ جَوابُ

وقورٌ وأَحداثُ الزمانِ تنوشُني
ولِلموتِ حَولي جيئَةٌ وذَهابُ

....

وغامَت على عيني الحقائقُ وانتضى
ليَ الشكّ سيفاً ظامىء الحد ماضيا

وحيّرتُ من يأسى أأدنى مَنيّتي
فأرحمُ نفسي أم أُميت حياتيا

حياتي طريقٌ لستُ أدرى انتهاءه
وقبلاً جهِلتُ البدءَ منذ ابتدائيا

وموتى بيدٌ يعزف الغيبُ فوقَها
مزاميرَ أشباحٍ تهزُّ الدياجيا

فمالي وللدّنيا سئمتُ نداءَها
أكرّشها إمّا استجابت ندائيا

دعيني لأبقى الخالدين يضمّني
لأخرج منك لا عليَّ ولاليا


الشرنوبي

ألِفتُ صراع الدهر من يوم مولدي
كأنّي على الدنيا مُلاقٍ حسابيا

ويا سلوتي عنها إليكِ فلم أكُن
لأسلوَ من كانت مَنارَ حياتيا

سئمتُ غناءَ الحظ وانساب غائمي
دموعاً على ما ذقته ومآسيا

وطهّرتُ نفسي من تراب مرقّشٍ
يحنُّ إلى رجعاه لهفان صاديا

ومزّقتُ آمالي فباتت ذبيحةً
مشرّدةَ الأشلاءِ تطوى اللياليا


الشرنوبي