هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يقول جبران خليل جبران :
كل شيء ممكن أن يتغير
إلا الصادقون في مشاعرهم

ويقول فيكتور هوغو :
الصادقون لا يعرفون التصنع
كلما هموا بالتلون فضحهم بياض قلوبهم

ياقِصَّةَ الليلِ الحزينِ تَرَفَّقي
مَهْلاً فَإنَّ الشَّوقَ قّدْ أضْناني

الشَّوقُ أرَّقَني وَأتلفَ ناظِري
وَالهَجْرُ مَـزَّقَ خاطِرَ الوجدانِ

وَالصَّبْرُ غادرني وَقَلَّتْ حيلتي
وَالبُعْدُ أَعْقَدَ مُهْجَتي وَلسَاني

أفْنَيتُ في فَصْلِ الغيابِ حِكايتي
وَالنَّـايُ أبْكـى شَـدْوةَ الألحـانِ

ما أن رَحَلْتِي وَ السُّباتُ يَعُمُّني
وَالبَرْدُ يَسْري خِلسةً أحضاني

كمْ ذا صَبَرتُ على الغروبِ وَبأسهِ
وَاسْتَوطَنَتْ في صَمْتها أشجاني

وَاسْتَعْمَرَ الصمتُ المخيفُ أزِقَّتي
وَاللّيلُ ينأى وَحْشَةَ الفُقْدانِ

هـِلِّي عَلَــيَّ كمَا الهِلال بِعِيدهِ
قَدْ طالَ صَومي في نَوَى الحرمانِ

لا أبْتَغي إلَّا الوِصَالَ فَـقَرِّبي
ما عُدْتُ أقوى لوعةَ الهِجْرانِ

رَاهَنْتُ صَبْري وَالغِيابُ أذلَّني
ياليْتني لَمْ أبْتَدِ بِرِهاني

....

سَلَبَتْ فؤادًا لم يَذقْ طَعمَ الهَوَى
وَغَدوتُ كُلّي عِندَهَا مُحْتَلّا

ويلاهُ يا للفَتكِ في نَظَرَاتِهَا
الكُحلُ ذابَ بِجفنِهَا وَابتَلّا

والفَتكُ في الغَمّازَتينِ أذَابَني
وَأحالني غصنًا هَوَى وَانسَلّا

جُمِعَتْ فتونُ السُمرِ في تَكوينِهَا
وَبوصفهَا الشِعرُ انتَهَى مُعْتَلّا*

رَبّاهُ كم دَققتَ في تَفتينِهَا
هبْ لي بهذا السُؤلِ رَبّي حَلّا

أنا لا أظنّ بأنّهَا إنسِيّةُ
بِجَمالهَا التأريخُ لا مَا دَلّا

....

سَلُوني كيفما شِئتم سلوني
وقولوا ما أردتم واسمعوني

فإن كان الغرامُ بها جنوناً
فمرحى ألف مرحى بالجنونِ

إذا ما يمَّمَتْ بالسير درباً
سلكتُ لوصلِها درب المنونِ

سأجعلها بجوف القلب نبضي
وأحفظها بحبٍ في جفوني

إليها في الهوى وجَّهت وجهي
وفي محرابها صَلّت عيوني

فمهما عِشتُ لن أهوى سواها
ومهما صار لن تحيا بدوني

....

افتش الناس بحثا عن شبيهتها
فالله يخلق بين الناس اشباها

عبثاً احاول يامن ليس يشبهها
الا سواها فليت الروح تفداها

....

سأقولُ للسِّرْبِ المغـادِرِ إنَّني
‏مازلتُ رغمَ قَتَـامةِ الآفــاقِ

‏مازلت أنبضُ لم يغادرْ أضلعي
‏دفءُ الحياة وما ذوَتْ أوراقي

‏مازلت رغم العادياتِ مقاوماً
‏متجذراً في الصخر والأعمـاقِ

‏لاتكتبوا نبـأ الرحيلِ رويدكمْ
‏ما زال هَمْسٌ في الجوانِحِ باقي

....

سافرتُ في كل القلوب ِ فلم أجدْ
إلاك قلبا في ضلوعي أزهرا

فأنا الذي باع القلوبَ جميعَها
وأنا الذي لو شاء ما شاءَ اشترى

ولقد رأيتُ سِواك ِ كأسا فارغا
لمّا رأيتك في ضلوعي كوثرا

قد فرَّ صبحي في ليالي غربتي
لكنه من شمس حبك أسفرا

هذي القصائدُ بيننا من حولنا
ياخيرَ رَحْم بالقصيد تعطرا

لمّا توضأ مِنْ دمي أهلُ الهوى
وجدوك مِسْكا ً ذابَ فيه

....

لو كنت انت معي والناس غائبةٌ
عني لما ضرني من غاب او هجرا

إن كنت حولي فكل الناس حاضرةٌ
حولي وإن غبت لم اشعر بمن حضرا

....

وتأنَسُ النّفسُ في نفْسٍ تُوافِقُها
‏بالفكرِ والطّبعِ والغاياتِ والقيمِ

والرُّوحُ لِلرُّوحِ تَدري مَن يُناغمُهَا
كَالطَّيرِ للطير فِي الإنشَادِ مَيَّالُ

لاتَألفُ الرُّوحُ إلَّا مَن يُلَاطِفُهَا
ويَهْجُرُ القَلبُ مَنْ يَقسُو وَيجْفَاهُ

عاشِر من الناسِ من تهوى طبيعتَهُ
وما عليكَ ملامٌ حين تندفع

الحر للحرِ ميالٌ برغبتِهِ
والنذل بالنذلِ مفتونٌ ومقتنع

والناسُ للناسِ والآفاقُ شاسعةٌ
والطير قالوا على أشكالِها تقع

صرح العلاقاتِ يُبنىٰ في ضمائِرِنا
على أساسٍ به الأخلاقُ تنطبِـع

وزينةُ المرء بين الناسِ منطِقهُ
‏نِصفُ الجمالُ بلين القولِ معقودُ

كل الذين لهم في القلب منزلةٌ
تُبنى منازلهم من جنس ماصنعوا

أُعاتبُ من أهوى على قدرِ ودِّهِ
‏ولا ودَّ عندِي للذي لا أعاتِبهُ

....

إني أُحِبُّكِ قاصدًا مُتعمّدًا
‏سلّمتُ قلبًا هامَ في عينيكِ

عمري فداكِ خُذيهِ لا تتردّدي
‏أنتِ الحياةُ وحلوُها بيديكِ

‏إن شئتِ ظُلمًا فاظلميني إنني
‏لكِ مِنكِ فيكِ فلا ملامَ عليكِ

‏أو شئت عدلًا فاعدلي يا مُنيتي
‏إن الهوى في الحالتينِ إليكِ

....