هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لم أحظَ بالوصلِ حتى بتّ مرتقبًا
يومَ الفراق فلم يُكْتَبْ لموعودِ

كيف انتهاءُ رواياتٍ مُطَوَّلةٍ
إن كان آخر فَصْلٍ غيرُ موجودِ

....

لمنِ الهيامُ لمن تذوبُ هُياما
ولمن تصوغُ من البكا أنغاما

ولمن تُسلْسلُ من ضلوعِكَ نغمةً
حيرى تناجي اللّيلَ والأحلاما

خفّف عليكَ وعش بقلبكَ وحدَه
واسأل نُهاكَ لمَ البكا وعَلاما


البردوني

يا لَيتها عِندي لِأكِرمَ خصرها
ذاكَ النَحيلُ كَحالي المَنهوكِ

أو أَن أعُلّـِمَ نَهدَها لُغة الظما
بِلسانيَ العَبثيّ والصُعلوكِ

في جسمِها نُصِبَت فخاخٌ لِلهوى
فأنا بِفخٍّ دونَ أيِّ شُكوكِ

....

تَعْصِي الإِلهُ وَأَنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ
هذا محالٌ في القياسِ بديعُ

لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ
إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ

في كلِّ يومٍ يبتديكَ بنعمةٍ
منهُ وأنتَ لشكرِ ذاكَ مضيعُ

الشافعي

عذَّبْتَ قلبي بِهَجْرٍ مِّنكَ مُتَّصِلِ
‏يا مَنْ هَواهُ ضَميرٌ غَيْرُ مُنفَصِلِ

‏ما زالَ مِنْ غَيرِ تأكيدٍ صدودُك لي
‏فما عدولُكَ مِنْ عَطْفٍ إلى بَدَلِ

....

لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي
وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي

وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ
وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ

....

وأنا الذي باتَ الليالي ساهرًا
يرعى النجومَ لعلهُ يلقاكِ

مادامَ قلبي والفؤاد ومُهجتي
أسرى لديكِ فأكرمي أسراكِ

....

وأنا الذي أحببتُ فيكَ خواطري
وملأتُ منكَ ومن هواكَ دفاتري

أتظنُّ أني بالفراق بعيد لا
بل رسمتُكَ في حدود نواظري

فأنا لغيركَ لستُ أصلح إنما
خُلِقَ الغرامُ لتحتويكَ مشاعري

....

وقفتُ على دِيارهِمُ وإنِّي
لفرطِ الشوقِ أحسَبُها دِيارِي

فهَلَّا نلتقي فيها بدهرٍ
وننعمَ بالسكينةِ والقرارِ

فإنَّ الوردَ أمسَى في ذُبولٍ
وجفّ نداهُ من حرِّ اصطباري

....

هل يا تُرى كل الورود كما نرى
أم ثَمّ وردٌ لم يشاهده الورى

أم فيك عاش الورد حتى أزهرت
أوراقهُ والحُسن فيه تفجرا

....