هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لَعَمرُكَ إِنّني وَأَبا رِياحٍ
عَلى طولِ التَهاجُرِ مُنذُ حينِ

لَيُبغِضُني وَأُبغِضُهُ وَأَيضاً
يَراني دونَهُ وَأَراهُ دوني

فَلَو أَنّا عَلى حَجَرٍ ذُبِحنا
جَرى الدَمَيانِ بِالخَبَرِ اليَقينِ


المثقب

ألا ليْتَ الذي أهوى يراني
ويعلمُ أنّ حبّي قد بلاني

ويَسمعُ من كلامِ الشّعر بيتاً
لأخبرهُ حبيبي كَم سباني

وأخبرهُ بأنّي ذبتُ عِشقاً
وشَوقي في عذاباتي رَماني


....

أأخفي الوجدَ أم أُبدي العتابَا
تعبتُ ولم أجدْ منكُم جوابا

يُريحُ القلبَ فالمشتاقُ يهذي
يُذيعُ ببوحهِ ألمًا مُذابا

يُتمتمُ باسمكُم فنراهُ يصبو
ويحتضنُ التوجّدَ والعذابا

يرى الطعنات تطلبهُ فيدنو
ويبسمُ شاكرًا طلبًا مُجابا

....

وإن كُتِبَ لنا الـفـراقُ فصبرًا
فعلى كُلِّ الوَرى كُتِبَ الفِراقُ

‏غداً تُوفّى النفوسُ ما كَسَبَتْ
ويحصُدُ الزّارِعُونَ مازَرَعوا

إن أحسنُوا أحسنُوا لأنفسهم
وإن أساءوا فبئسَ ماصَنَعُوا

....

من كان يَحسبُ أنَّ العشقَ آخِرُهُ
عيشٌ رغيدٌ يُجَرَّعْ غُصَّةَ النَّدَمِ

العشقُ أوَّلُهُ وَهْمٌ وأوسَطُهُ
هَمٌّ وآخِرُهُ مَوتٌ مِن السَّقَمِ

فعِشْ وحيدًا فما في العشقِ مَنفَعَةٌ
وصُن فؤادَكَ عن حُزنٍ وعن ألَمِ

المتنبي

أَقِلَّ اِشتِياقاً أَيُّها القَلبُ رُبَّما
رَأَيتُكَ تُصفي الوُدَّ مَن لَيسَ جازِيا

خُلِقتُ أَلوفاً لَو رَحَلتُ إِلى الصِبا
لَفارَقتُ شَيبي موجَعَ القَلبِ باكِيا

المتنبي

خَليلَيَّ ما أَحلى الهَوى وَأَمَرَّهُ
وَأَعلَمَني بِالحُلوِ مِنهُ وَبِالمُرِّ

ما بَينَنا مِن حُرمَةٍ هَل رَأَيتُما
أَرَقَّ مِنَ الشَكوى وَأَقسى مِنَ الهَجرِ

وَأَفضَحَ مِن عَينِ المُحِبِّ لِسِرِّهِ
وَلا سِيَّما إِن أَطلَقَت عَبرَةً تَجري

....

فَمَا يمرٌ خَيالُ الغدر فِي خلدِي
ولاتَلُوحُ سِمَاتُ الشَّرِّ فِي خَالِي

قَلْبِي سَلِيمٌ وَنَفْسِي حُرَّةٌ وَيَدِي
مَأْمُونَةٌ وَلِسَانِي غَيْرُ خَتَّالِ

....

خذوا الخلق الرفيع من الصحاري
فـإنّ الـنـفـس يـفـسـدهـا الزحـامُ

و كـم فـقـدت جـلالتـهـا قـصـورٌ
و لـم تـفـقـد مـروءتـهـا الخـيـامُ

....