هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أشهى من القرب أن ينأى بك الصدُّ
وأن تكون كصفر ما له عدُ

‏أحلى من القرب نأي غير مكترثٍ
بكل جرح وجرحٍ ماله ردُ

‏تحملت روحك الآلام ذات ضحى
فضجت الروح لما خانها الوعدُ

‏تجرّحين فؤادي أنت يا امرأةً
‏والله يشهد أنْي في الهوى فردُ

كم تدعين بأنْك بي متيمةٌ
وأنت أول من بالجرح لي يعدو

جعلت روحي بآلامي مقيدةً
وقلتِ ذا السعد ذا ما بعده سُعدُ

‏كم ترهقين فؤادي غير آبهةٍ
‏كأنه حجرٌ أو صخرة صلدُ

وكم ‏تظنين أن البعدَ أوله
مراً وأن بآخر دربه الشَهدُ

غلطانة أنت إلا أن يكون على
فؤادكِ الرانُ لا حبٌّ ولا ودُّ
‏
‏غداً تذوقين شهد البعد حنظلةً
وتذكرين ‏وصالي حين لامدُّ

‏غدا تعضّين كفَّ البعد نادمةً
غدا ستبكين إذ يستفحل البُعدُ

غداً إذا الوصل أضحى ميتاً وأنا
ما بين بيني حديثٌ كله سردُ

فلن أعود لأني متُّ ثانيةً
على يديك ومات الحلو والشهدُ

كم جئتُ بالوصل أحييه على ثقةٍ
‏بأن يكون وصالا ما له ندُّ

مددتُ قلبيَ لا يدي على ولهٍ
وأنت والله لاقلبٌ ولا يدُّ

فاروق النهاري

سقطت آخر جدران الحياء
وفرحنا ورقصنا
وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء
لم يعد يرعبنا شيئٌ
ولا يخجلنا شيئٌ
فقد يبست فينا عروق الكبرياء
سقطت للمرة الخمسين عذريتنا
دون أن نهتز أو نصرخ
أو يرعبنا مرأى الدماء
ودخلنا في زمان الهرولة
وو قفنا بالطوابير كأغنامٍ
أمام المقصلة
وركضنا ولهثنا
وتسابقنا لتقبيل حذاء القتلة


من قصيدة المهرولون
لنزار قباني

من يشتري الآن مني قلبي الدامي
عمري حياتيَ أحلامي وأوهامي

من يشتري الآن مني كل ثانية
دقيقتي ساعتي يومي وأعوامي

أبيعه الآن أني غير مكترث
ولا مبال بأفعالي وإقدامي

قلب من الحب مطعون بلا أسف
وكل ماكان خلفي صار قدامي

الحزن سيد قلبي لامفر له
منه وسيد ساعاتي وأيامي


فاروق النهاري

ليس من يقطع طرقا بطلا
انما من يتق الله البطل

ابن الوردي

تُـرَاهُ يَـدرِي أنّ القَلبَ مَسكَنُـهُ
ولَسـتُ أبصُـرُ بالعَينَيـنِ إلّاهُ

القَلبُ يَسـألُ عَينِـي حِيـنَ أذكُـرُهُ
يَا عَينِي قُولِي مَتَى باللهِ نَلقَـاهُ

....

ورَأيتُـكَ فِي مَنَامِـي لَيـلَةً
فَنَسَيـتُ مَـا قَـد كَـانَ مِن أحـزَان

وحَسبتُ نَومِـي فِي حُضُـورِكَ يَقَظَـةً
حَتَّى أفَقتُ عَلَى فُرَاقٍ ثَانٍ

لَو كُنتُ أعلَمُ أنّ الحُلمَ يَجمَعُنَـا
لأغمَضتُ طَولَ الدَهـرِ أجفَانِـي

....

تَلُوحُ الذِكريَـاتُ بِكُـل دَربٍ
لأهرَبَ مِن الشتَـاتِ للشتَـاتِ

ومَـا بِي غَيـر شَوقٍ لايُداوِي
وبعضُ الشَوقِ أشبَـهُ بالممَـاتِ

....

يا ربة الخال والخلخال والطيب
تفنني بين تجريحي وتطبيبي

ومارسي الحب اعراضا وتصدية
ما بين وصل وهجران وتعذيب

زيدي جراحي وزيدي لوعتي بدمي
أنا المشوق وهذا العشق يسري بي

وقطريني صبابات على مهل
وذوبيني بلا حس وتأنيب

لا الحب يشفع يا قلبي ولا ولهي
ولا بكائي ولا حزني وتغريبي

ولا البعاد ولا التحنان يشفع لي
يا قلب يكفيك مالي صبر أيوب

يا قلب مالي وما للحب لست أنا
من يشتري البعد بل أسعى لمحبوبي

هيا نعد كل آمالي مكذبة
على الدوام بشك او بتكذيب

أبيع يا قلب هذي الأرض قاطبة
وأشتري قلب من يسعى لتهذيبي

وأفتدي نعْله حبا وتكرمة
فكل ما فيه يغريني ويغري بي

إن جاء بالصد قلت الصد يقضيَ أن
يذكى الوصال فيا أحشائه ذوبي

من أين أبدأ والدنيا قد اختصرت
مسافتي بين ابعادي وتقريبي

إن صدني اليوم من أحببته عنتا
غدا يعود بوجد جد مشبوب

غدا يعود وأولى أن أكون أنا
عند اللقاء بآمالي المساليب

فاروق النهاري

كيف أهربُ من شيءٍ هوَ القَدَرُ
يجري بقلبي كما الأنهارُ تنحدرُ

كأنما في طريقي قيدٌ يُطاردُني
أين المفرُّ وهذا الهمُّ يستعرُ

أطوي المسافاتِ لكني أعودُ لهُ
كأنني في مدارِ الشمسِ أستدِرُ

....

اشتاقها حد التوجع والبكا
فتصدني بالصمت والإضمار

وتصدني والشوق بين جوانحي
نارٌ وكل جوارحي في النار

فاروق النهاري