هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏أتذكرين قُبيل الفجرِ مجلسنا
‏كأنما النجمُ عقدٌ بين أيدينا

‏نبوحُ لليلِ عن أسرارِ قصّتنا
‏بِتنا نسلّيهِ والذكرى تُسلينا

‏لم يبقَ شيءٌ من الذكرى نخبّئه
‏إلا الحنين ودمع في مآقينا

‏كنا بوصلٍ فأمسى الوصل أمنية
‏متى سنبلغ يا قلبي أمانينا

....

جَدِّف معي في الحبّ نَحوَ شواطئٍ
في رملِها الذهبيّ ما يُغريني

عن لونِ عيني لا تَسَلني إنها
جَمَعَتْ من الألوانِ ما يُرضيني

وعن الضفائرِ لا تَسَلْ فَحريرُها
يَحكي على الأعطافِ حُورَ العِينِ

خُذني كما أناْ فالأنوثةُ في دمي
كالنقشِ مُنذُ بدايةِ التَكوينِ

وأَرِح غُرورَ أنوثتي في ضحكةٍ
بفمي الصغيرِ تَذوبُ فوقَ التِينِ

....

لي ألفُ معصيةٍ والذنبُ ملءَ دمي
‏ولا سواك إلهي يرتضي ندمي

فثقلُ ذنبي يساوي ألفَ قافلةٍ
‏لما سجدتُ تلاشى الثقلُ للعَدَمِ

....

لابد للشهدِ من نحلٍ يمنعهُ
لايجتني النفع من لم يحملِ الضررا

لا يُبلَغُ السؤلُ إلا بعد مُؤلمةٍ
ولا تَتمُّ المُنى إلا لمن صبرا

....

وما العمرُ إلا غفوَةٌ بعدَ غفوةٍ
‏وما الناسُ إلا وَمضةٌ وخُسوفُ

‏فمُرَّ على الدّنيا خفيفًا كما النّدى
‏فإنّا على هذي الحياةِ ضيوفُ

....

فأنْتَ وحدَكَ مَنْ بالحُبِّ يَسْكُنُني
وأنْتَ أجْمَلُ ماضَمَّتْهُ أقْداري

وأنْتَ أروعُ خَلْقِ اللهِ في نَظَري
وأنْتَ عِشْقي بإعلاني وأسْراري

واللهِ لَسْتُ أرى إلّاكَ مُنْفَرِداً
كالْبَدرِ مُكْتَمِلاً أشْغَلْتَ أنْظاري

....

‏لعينيك ما يلقى الفُؤادُ وما لقي
‏وللحُبّ ما لم يبق منّي وما بقي

‏وما كنتُ ممّن يدخُلُ العشقُ قلبه
‏ولكنّ من يُبصر جفونك يعشقِ

....

يا أحسنَ الناسِ يا من لا أبوح به
يا من تجَنى وما أحلى تجَنيهِ

قد أتعسَ اللّهُ عيناً صرتَ توحشها
وأسعدَ اللّهُ قلباً صرت تأويه

....

تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي
وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌ رازقي

وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني
وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ

سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ
ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِي

ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرةً
وَقَد قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِقِي

الشافعي

وأهيمُ شوقًا إنْ مررت بخاطري
‏كهيَامِ أرضٍ للسحابِ الماطِري

‏ماذا سأكتبُ والقصيدُ بك اشتكى
‏وشُعاعك الوضاءُ أحرقَ ناظِري

....