هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ولم أر نقص الأرض يوماً كنقصها
بموت إمامٍ عالمٍ ذي فضائل

أبا القاسم الأيام قسمة حاكمٍ
قضى بالفنا فينا قضية عادل

بماذا أعزي المسلمين ولا أرى
عزاءً سوى من قد مضى من أفاضل

عليك سلام الله ما انتفع الورى
بعلمك واستعلى على المتطاول


الحموي

أسفت لإرجائي قدوم أعزةٍ
عليه وتسويفٍ إلى عام قابل

ولو أنهم فازوا بإدراك مثله
لأزروا على سن الصبا بالأمائل

فيا لمصائبٍ عم سنة أحمدٍ
وأحرم منها كل راوٍ وناقل

خلا الشام من خيرٍ خلت كل بلدةٍ
بها من نظيرٍ للإمام مماثل


الحموي

ذرا السعي في نيل العلا والفضائل
مضى من إليه كان شد الرواحل

فقولا لساري البرق إني معينه
بنار أسىً أو سحب دمعٍ هواطل

وتمزيق جلباب العزاء لفقده
بزفرة باكٍ أو بحسرة ثاكل

فأعلن به للركب واستوقف السرى
لقصاده من قبل طي المراحل

وقل غاب بدر التم عن أنجم الدجى
وأشرق منهم بعده كل آفل

وما كان إلا البحر غار ومن يرد
سواحله لم يلق غير الجداول

وهبكم رويتم علمه من رواته
فليس عوالي صحبه بنوازل


الحموي

لاموا عليك وما دروا
أن الهوى سبب السعادة

إن كان وصل فالمنى
أو كان هجر فالشهادة


الحموي

يا قلب دع عنك الهوى قسراً
ما أنت منه حامد أمرا

أضعت دنياك بهجرانه
إن نلت وصلاً ضاعت الأخرى


الحموي

وللزنبور والبازي جميعاً
لدى الطيران أجنحة وخفق

ولكن بين ما يصطاد بازٍ
وما يصطاده الزنبور فرق


الحموي

يا مَن أمالَ الورى طُرّاً إلى حَلبِ
بالجودِ والخُلق المَألوف والأَدبِ

لازِلتَ في نِعمةٍ يَقضي الزمان بها
أصمَّ أعمى بلا همٍّ ولا نَصبِ

ولا شكوت بما أشكو إليك به
الفَقر والشَيب والتَزويج والجَربِ


ابن نوفل

خِتانٌ فيه بالكَرم اعتبارُ
وبالشَمع المُنير وَباليَراع

جرى دمُه لنا شَفَقاً مُذاباُ
لدى بدرٍ تَلفَّع بِالشُعاع

أتى ظَبياً وأبدى صبر لَيثٍ
بِضَنكٍ فيه ذُمَّ أخو الدِفاع


ابن نوفل

أراشَ نبال مُقلته فَأَصمى
غزالٌ فاترُ اللَحظات ألمى

يُعلِّلني بِسَوف وَهل وَحتّى
وقد وَعسى ولَيت ولم ولا ولَمّا

فأوسعه على التَفسيح حمداً
وَيوسعني على الإِحسان ذمّا


ابو منجا

مَتى تَنقَضي أَيّامُ ذُلّي وَاِجتَنى
ثِمارَ وِصالٍ قَد حُرِمتُ جَناها

وَأَستَصحِب القَومَ الَّذينَ بِمُهجَتي
لِفَقدِهِمُ نارٌ يَشُبُّ لَظاها

رَمى اللَهُ أَحداثَ الزَمانِ بِصَرفَةٍ
وَقَيَّضَ لِلأَيّامِ مِثلَ قَضاها

فَكَم لِليالي مِن صُروفٍ تَرَكنَني
أَروحُ وَلي حَظُّ شَبيهُ دُجاها


الحاجري