هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إنَّ نورَ الدين لمّا أن رأى
في البساتين قصورَ الأغنياء

عمرَّ الربوةَ قصراً شاهقاً
نزهةً مطلقةً للفقراء


ابو اليمن

عرتنيَ أعراض شديد مراسها
عليّ وهمٌ ليس فيه إفراق

ويُذكرُني مرُّ النسيم ورَوحُه
حفائرَ تلعوها من الترب أطباق

وها أنا في إحدى وتسعين حِجَّةً
لها فيَّ إرعادٌ مَخوفٌ وإبراق

يقولون ترياق لمثلِكَ نافعٌ
وما ليَ إِلا رحمةَ تِرياق


ابو اليمن

أرى المرءَ يهوى أن تطول حياتُه
وفي طولها إرهاقُ ذلٍّ وإزهاقُ

تمنيت في عصر الشبيبة أنني
أُعمَّرُ والأعمارُ لا شكَّ أرزاق

فلما أتاني ما تمنّيتُ ساءَني
من العمر ما قد كنت أهوى وأشتاق


ابو اليمن

إمامٌ هُمامُ جوادٌ رضيّ
كريمُ النَّثا عالمٌ عامل

يسوس العبادَ ويُحيي البلادَ
حكمُ سياسته العادل

له سطوات يُذبنَ الصَّفا
ويرهبها الأسدُ الباسل

وكفٌ إذا هطلت باللُّهى
تضاءل منها الحيا الهاطل


ابو اليمن

وأحسنُ ما كنت مغرىّ به
وصالُ فتىً خيرُهُ واصل

فلما نأى أخملتني الخطوبُ
لمُن قَدرُه بالحيا خامل

بعدت أين يحى فلم يحى لي
لبُعدك جاهٌ ولا نائل

وكنتُ ذخرتُك لي عدَّةً
ليشملني فضلك الشامل


ابو اليمن

رعى الله عيشاً نِعمنا به
ملَياً وصرف النوى غافل

أمانٍ تُقضّى ولا غُصَّة
ووصل يُرَجّى ولا شاغل

ونعلو على الناس فيما نقول
وكلٌ له سامعٌ قابل


ابو اليمن

وكم في الأرض من حُسن ولكن
عليك لشقوتي وقعَ اختياري

أيا مَن غرَّني باللطف حتى
خلعتُ على عِذاريه عذاري

ظننتُ بك الوفاءَ فخاب ظني
ونبَّهني على غلطي اختباري

وكم في الأرض من حُسنٍ ولكن
عليك لشقوتي وقعَ اختياري

وكيف أقول قد وقع اختياري
عليك ولم يقع إِلا اضطراري

ولستُ بأول في الجهل حتى
يعنّفني العُذولُ على اغتراري

فقد يكبو براكبه جواد
وليس عليه لومٌ في العثار

ولو أسطيع لم أُعدم خلاصاً
وكيف ومهجتي لك في إسارِ


ابو اليمن

رأتني فأرخت مِن حياءٍ خمارَها
على وَجهِها الزَّاهي لتُخفي بهِ الحُسنا

فأظهر لي مَحضَ الضّياءِ ظلامُهُ
كحِبرِ بليغٍ في افادتهِ مَعنَى

فكانَ كبدرٍ عارَضتهُ سحابةٌ
لتحجبهُ عنّا فلم يحتجب عنّا


داود الايوبي

وهيفاءَ كالغصنِ القويمِ قوامُها
تَثنَّت كما اهتزَّ القضيبث على الكثبِ

بوجهٍ له حسنُ الهلالِ اذا بدا
وقد جَنحت شمسُ النهارِ الى الغَربِ

تبدّت فلم أجرح لاجلالِها يدي
غداةَ بَدت لكن جرحتُ لها قلبي

فواعجباً مِن صاحباتِكَ يوسفٌ
ومنِّي لمّا أن دُعينا الى الحبِّ

ضعيفاتُ لُبٍّ يمتنعنَ على الهوى
وليثُ شرىً تقتادُهُ غادةُ السِّربِ


داود الايوبي

رأتني فأرخت مِن حياءٍ خمارَها
على وَجهِها الزَّاهي لتُخفي بهِ الحُسنا

فأظهر لي مَحضَ الضّياءِ ظلامُهُ
كحِبرِ بليغٍ في افادتهِ مَعنَى

فكانَ كبدرٍ عارَضتهُ سحابةٌ
لتحجبهُ عنّا فلم يحتجب عنّا


داود الايوبي