هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَبيتُ بِاللَيلِ غَريبَ الكَرى
يَأخُذُ مِنّي الدَرسَ وَالكُتبُ

وَقَيِّمُ الحِكمَةِ في أَنمُلي
يَصوغُ مايَسكُبُهُ اللُبُّ

أَنفِ ضَميري حينَ أَرعَفتُهُ
أَفرَغَ ما اِستَوعَبَهُ القَلبُ

لِسانُ كَفّي حينَ أَنطَقتُهُ
أَرضاكَ مِنهُ المَنطِقُ العَذبُ

مُنَحَّفٌ في خَلقِهِ ذابِلٌ
مُعَظَّمٌ في فِعلِهِ نَدبُ

إِن لَم يَكُن كَالعَضبِ في حَدِّهِ
فَإِنَّهُ في فِعلِهِ عَضبُ

يَنكُسُهُ المَرءُ فَيَعلو بِهِ
وَرُبَّ نِكسٍ غِبُّهُ نَصبُ

وَمُذ عَرَفنا لَذَّةَ العِلمِ لا
يَعجِبُنا الحُلوَ وَلا العَذبُ


ابو هلال

مَدَحتَ وَلَم تَصدُق وَلَم تَكُ مُذنِباً
وَلَكِنَّ دَهراً لَم يُساعِدكَ مُذنِبُ

وَما الجَهلُ إِلّا أَن تَقَرَّظَ مَعشَراً
خَلائِقُهُم يَشهَدنَ أَنَّكَ تَكذِبُ


ابو هلال

يَقولُ لَنا غَيرَ مايُضرَبُ
وَيُضرَبُ غَيرَ الَّذي نَحسُبُ

كَكيسانَ يَكتُبُ غَيرَ الَّذي
يَقولُ المُحَدِّثُ وَالمُكتِبُ

فَيَكتُبُ غَيرَ الَّذي قالَهُ
وَيَقرَأُ غَيرَ الَّذي يُكتَبُ

فَصَمتاً إِذا شِئتَ إِطرابَنا
فَنَحنُ إِذا قُلتَ لانَطرَبُ

وَلا تَأتِيَنّي إِذا جِئتَني
فَإِنّي إِذا جِئتَني أَذهُبُ


ابو هلال

عُذَيرِيَ مِن دَهرٍ مُوارٍ مُوارِبٍ
لَهُ حَسَناتٌ كُلُّهُنَّ ذَنوبُ


ابو هلال

قَد تَخَطّاكَ شَبابُ
وَتَغَشّاكَ مَشيبُ

فَأَتى مالَيسَ يَمضي
وَمَضى مالا يَؤوبُ

فَتَأَهَّب لِسِقامٍ
لَيسَ يَشفيهِ طَبيبُ

لاتَوَهَّمهُ بَعيداً
إِنَّما الآتي قَريبُ


ابو هلال

وَأَصفَرَ يَهوي مِن ذُؤابَةِ أَخضَرَ
كَما اِنقَضَّ نَجمٌ في الدُجَنَّةِ ثاقِبُ

لَهُ شُعَبٌ تَهوي عَلى سَرَواتِهِ
كَمِثلِ بَنانِ الكَفِّ يَلويهِ حاسِبُ

فَناوَلَنيهِ ذو دَلالٍ كَأَنَّما
لَهُ الشَمسُ أُمٌّ وَالبُدورُ أَقارِبُ

فَأَصبَحَ مَشهورَ الجَمالِ مُشَهَّراً
لَهُ الحُسنُ خِدنٌ وَالمَلاحَةُ صاحِبُ


ابو هلال

وَخَطٌّ مِنَ التَصحيحِ فيهِ مَعالِمٌ
مِنَ الحُسنِ إِذ يَبدو عَلَيهِ سَبيبُ

يُعَبِّرُ عَنهُ الرَوضَ وَهوَ مُنَمنَمٌ
وَيُخبِرُ عَنهُ الوَشيَ وَهُوَ قَشيبُ

سَوادُ مِدادٍ في بَياضِ صَحيفَةٍ
يَقولُ شَبابٌ بِالمَشيبِ مَشوبُ

كَأَنَّ ظَلامَ اللَيلِ أَذرى دُموعَهُ
فَظَلَّت عَلى خَدِّ الصَباحِ تَصوبُ


ابو هلال

لاتَعتَمِدَ نَشرَ العُيوبِ وَبَثَّها
يَسلَم لَكَ الإِخوانُ وَالأَصحابُ

وَاِشدُد يَدَيكَ بِما يَقِلُّ مَعابَهُ
مافيهِم مَن لَيسَ فيهِ مُعابُ


ابو هلال

تَبدو المَجَرَّةَ مُنجَرٌّ ذَوائِبُها
كَالماءِ يَنساحُ أَو كَالأَيمِ يَنسابُ

وَزَهرَةٌ بِإِزاءِ البَدرِ واقِفَةٌ
كَأَنَّهُ غَرَضٌ يَنحوهُ نَشّابُ


ابو هلال

مَرَقتُ بِنَهرِ المَسرِقانِ عَشِيَّةً
فَأَبصَرتُ أَقماراً تَروحُ وَتَغرُبُ

كَأَنَّهُمُ دُرٌّ تَقَطَّعَ سِلكُهُ
وَغودِرَ فَوقَ الماءِ يَطفو وَيَرسُبُ

فَكَم ثَمَّ مِن خَشفٍ عَلى الماءِ لاعِبٌ
فَيا مَن رَأى خَشفاً عَلى الماءِ يَلعَبُ

كَأَنَّ السَميرِيّاتُ فيهِ عَقارِبٌ
تَجيءُ عَلى زُرقِ الزُجاجِ وَتَذهَبُ


ابو هلال