هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لو كانَ للأرواحِ صوتٌ ياترى
ماكانَ صوتُ الأنفسِ المشتاقَه

توّاقة تلك النفوسُ يهزُّها
ومضُ الحنينِ وأدمعٌ رقراقه

‏كم مرَّةٍ فارقت قلبًا طيِّبًا
رغمًا وقلبُك لايريدُ فراقَهْ

‏كم مرةٍ تأوي لترقُد باكرًا
وتظلُّ ترجو في المنام عناقَهْ

....

هل تُنكِرونَ وقوفي عندَ دارِكُمُ
‏نِصفَ النَّهارِ وأهلُ الدَّارِ هادُونَا

‏نشكو الظَّماءَ وما نشكُوهُ عَن عَطَشٍ
‏لكنْ لِغُلَّةِ قلبٍ باتَ محزونَا

‏إن كانَ يَنفَعُكُم ماتصنعونَ بنا
‏وسَرَّكُم طولُ مانلقى فزِيدُونَا

العبّاس بن الأحنف

‏يا حاملَ الهَمِّ إنَّ الهَمَّ قَتَّالُ
الدارُ فانيةٌ والركبُ رَحَّالُ

غداً سترحلُ عنْ دنياك تتركها
فليسَ في القبرِ لا أهلٌ ولا مالُ

فوِّضْ أموركَ للرحمن في ثقةٍ
فلمْ تخبْ عندَ ربِّ العرْش آمالُ

....

وَلَا نَدرِي عَن الأقدَارِ شَيئًا
وَفي الأقدَارِ مَنفَعَة وَضُرُّ

فَقَد يَأتِي مِنَ المكرُوهِ خَير
كَمَا يَأتِي مِنَ الَمحبُوبِ شَرُّ

....

ضقتُ ذرعًا لكنني لستُ أشكو
يا عليمًا بالحالِ دونَ كلامِ

إن يكن ما ألمَّ بي غرسَ كفي
أو يكن سُلّمًا لرفعِ مقامي

لا أبالي ما دامَ يُرضيكَ لكن
أنتَ تدري حَولي فلملم حُطامي

....

واتركِ الدنيا فمن عاداتِها
‏تخفضُ العالي وتُعليْ من سَفَلْ

‏كم شجاعٍ لم ينلْ منها المنى
‏وجبانٍ نالَ غاياتِ الأملْ

ابن الوردي

أين الأحبة لا صوت ولا خبر
‏ولا رسائل في الجوال لا صور

‏ما بالهم كانت الأيام عامرة
‏واليوم غابوا فلا أنس ولا سمر

‏فهل يعودون كي نحيا على أمل
‏أم أنهم قد تناسوا أننا بشر

‏فيا نسيم الصبا بلغ أحبتنا
‏أنا على العهد رغم البعد ننتظر

....

‏أَيْنَ الأَحِبَّة لاحِسٌّ وَلَا خَبرُ
أَلَمْ يَحِنُّوا أَمَا اشْتَاقُوا أَمَا ذَكَرُوا

عُودُوا إِلَيَّ كَمَا كُنْتُمْ فَعَوْدَتُكُمْ
تُحْيِي الفُؤَادَ كَمَا يُحْيِي الرُّبَا المَطَرُ

....

‌‎أنستْنيَ الأيام كلَّ أحبتي
إلا التي صان الإله شبابَها

شاب الزمانُ وما تزالُ صبيّةً
تلهو معي وتُعِيرُني ألعابَها

وكأنها في ذكرياتي صورةٌ
منحوتةٌ طولُ المَدَى ما عابَها

أحببتُها واللهِ حتى إنني
أحببتُ من حبي لها مُغتابَها

أحببتُهُ وهو الكريهُ لأنهُ
نقَّى صحيفتَها وزاد ثوابَها

....

‏لما استعارت معطفي
فورا تغير موقفي

يا برد أينك من دمي
أنا شعلة لاتنطفي

الكل من حولي هتف
برد مخيف وارتجف

وأنا عن الكل اختلف
فهي استعارت معطفي

قالت بكل تلطف
تبدو الحنون العاطفي

....