هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

الناسُ أكثرهم إذا فتشتهم
بُعداءُ عن سننِ التقيةِ والهُدَى

فاحذرهُم ما استطعتَ إن وارءَهم
شراً أحَدَّ من الأسنةِ والمُدى

وإذا سلمتَ على امرئ فاشكر له
ما كفَّ عنكَ من الأذى فهو الندى


أبو الفتح

يامَن يَلومُ المُعصِراتُ عَلى النَدى
وَالمزن أَكرَم أَن يَضنَّ نَباهُ

ملك إِذا قسناهُ أَو قُسنا بِهِ
قالَت بَدائِع فَضلِهِ حاشاهُ

ينميه من زيدانٍ يشبه مَعشَرٌ
لَهُمُ من الشَرَفِ الرَفيع ذراهُ

مِن كُلِّ وَضّاحٍ إِذا أَفنى النَدى
من كَفِّهِ المال اِقتَنى بقناهُ


التهامي

ضَحِكَ الزَمانُ وَكانَ عَبّاساً لَنا
بِنَوالِ عَبّاسٍ وَطيب ثَناهُ

ملك يُقِرُّ بِفَضلِهِ وَبِبَذلِهِ
وَبِعَدلِهِ أَصحابَهُ وَعِداهُ

جبل الأَنامِ عَلى الخِلافِ وَلا أَرى
رَجُلَينِ يَختَلِفانِ في عَلياهُ

قَد صاغَهُ الرَحمَنُ مِن كَرَمٍ فَلَو
لمسته راحة باخِلٍ أَعداهُ

اليمن في يُمناهُ كَيفَ تَصَرَّفَت
أَحواله وَاليُسر في يُسراهُ


التهامي

أَهوى الحِجاز وَطلحه وَسيالِهِ
وَأَراكه وَبشامه وَعضاهُ

فَسَقى الإِلَهَ سهولَهُ وَحزونه
وَمروجَهُ ووهادَهُ وَرُباهُ

غَيثاً يُطبِّق بِالفلاة فَيَستَوي
بِالرَوضِ منظر أَرضِهِ وَسَماهُ

جوداً كجوديد ابن عمران الَّذي
بَهَرَ الأَنامَ سَناؤُهُ وَسِناهُ

يَحكي الشَريف أَبا عليِّ جودِهِ
يَتَوَسَّم الوَسميُّ في سيماهُ


التهامي

أَحياهُ بَعدَ اللَهِ إِذ حَيَّاهُ
طَيف يُسرّي الهَمّ عَنهُ سُراهُ

أَهدى السَلام عَلى تَنائي أَرضِهِ
ياحَبَّذا المُهدى ومن أَهداهُ

أَهداهُ أَحوَرَ مِن ظباء تِهامَةٍ
كالظَبّي الحاظ الظباء ظُباهُ

كَلَّت ملاحظُ مُقلتيه وَإِنَّما
لحظ العُيونِ أَكلُّه أَمضاهُ

يُعدي وَلا يزراه سقم جُفونِهِ
وَالسَيف لَيسَ يَضرُّهُ حَدَّاهُ

ما العَيش غير جواره في رَوضَةٍ
يَنضافُ رَيّاها إِلى رَيّاهُ

يَثني النَسيم الأُقحوانُ بِمِثلِهِ
فيها كَما تَتَلاثَم الأَفواهُ


التهامي

وَلما صَفا لي ريق الحَياةِ
وَساغ لي العَذب مِنهُ المَريّ

بَذَلتُ حَدائِقَ شُكري لَهُ
واِتبعتُ فيهنَّ مَدحاً جَنيّ

فَقُلتُ الَّذي رامَ مَسعي أَبي حسن
لَقَد خابَ سَعياً بَطيّ

إِذا هوَ خُودِعَ عَن مالِهِ
تَخادَعَ وَهوَ النَبيه الدَريّ

منحتك عَذراء زُفَّت إِلَيكَ
كَما اِزدَلَفَت لِلهَداء الهَديّ

إِذا ما ثَنى التيه أَعطافها
تَضَوَّع من نشرها المَندَليّ

فَقَد قَصَّرَ المَدحُ عَن شُكرِ مَن
أَطاعَ لَهُ الدَهر قَسراً أَبيّ

تَمَلَّ العُلى ما بَدا كَوكَبٌ
وَما أَعقَبَ اللَيلَ صُبحَ ذَكيّ


التهامي

ليهن كلاك مَداها القَصيّ
وَمجد يُؤَثَّل عَنها سَنىِّ

لَقَد حَلَّ سؤددك المُرتَقى
الَّذي لايَروم إِلَيهِ الهوادِجَ

وَذَلَّ بِعَزمِكَ صرف الزَمانِ
حَتّى أَطاعَكَ منه العَصيّ

وَرُضتَ الحَوادِثَ ذا حِنكَةٍ
فَصَيَّرَت ما اِعوَجَّ مِنها سَوي

وَأَنتَ عَميد العُلى لَم تَزَل
وَأَنتَ لك اليَعمل الشَد قَميّ

وَقائلة رَعَتها خِلَّة
أَلَيسَ لَكَ اليَعمل الشَد قميّ

وَهَذا ابن يَحيى إِلى فَضلِهِ
تُنَضُّ الرِكابَ وَتنظى المَطيّ

فَعِش في ذُراهُ فَإِنَّ الوَرى
لَهُم رغد العيش مِنهُ الهَنيّ

جناب مَريع لِوُرّادِهِ
بِوادٍ خَصيب وَشُربٍ رَويّ

فَلَمّا تيممته قاصِداً
تكنَّفني مِنه جود سَنيّ

وَقابَلَني البَدرُ من وَجهِهِ
وَناطقني مصقع هبرَزيِّ

يَجُرُّ العُقول بِأَلفاظِهِ
فَيَرتَدُّ عَقلاً لَدَيهِ الدَهيِّ


التهامي

إذا طلعت شموس الراح فينا
وهبنا كل مسرجة اللجام

أبحر الجود في بحر الأماني
وبدر الملك في بدر التمام

ومن عبد ابن يوسف صير اسمي
وصير للندى مولى السلامي

إذا ركبت أناملنا كميتاً
من الجنب المفضض في لجام

تحيينا بذكرك وانتقلنا
بمدحك دون سادات الانام

طربت فما أبالي ما ورائي
وقار الراح مشعلة أمامي

جفون المزن مذ عدمت بواك
لرحمتنا وخد للورد دامي


ابو الحسن

لي فيك التي ترى البحتري
امتاز في نظمها أبا تمامِ

فهي لفظ سهل ومعنى بديع
غرة الفكر درة في النظام

كلما أنشدت شهدت بان
الشعر أمر مسلم للسلامي


ابو الحسن

يشبهه المداح في البأس والندى
بمن لو رآه كان اصغر خادم

ففي جيشه خمسون ألفاً كعنتر
وأمضى وفي خزانه ألف حاتم


ابو الحسن