هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لَقَدْ نَامَ أَهْل الأَرْضِ لَمْ يَبْقَ غَيْرُنَا
عَلَى عَتَبَاتِ العِشْق بالشوقِ نَسْهَر ُ

وَلَيْسَ لَنَا فِي الـنَّـومِ خَصْمٌ وَإِنَّمَا
لَنَا مِنْ هُمُومِ اللَّيلِ مَالَا يُقَدَّر ُ

لنا موطنٌ دامٍ وشعبٌ مشرد ٌ
ومستقبل في الجبِّ بيت مفجَّر ُ

وجرحٌ براه الدهرُ ما زال مثخناً
وحلْم ومثل القمح ِ في الريح ِ يُنثَر ُ

وحبٌّ بلا قصدٍ أضعناهُ عندما
صرخنا بصوت الموت ألله أكبرُ

وقلنا غداً يأتي بما في نفوسِنا
وجاء ولم يأتِ الذي نحن ننظرُ

ومُتنا ولا ندري على أيِّ مذهبٍ
عشقنا وفي أيِّ القبورِ سنُقبَرُ

عميد المهيوبي

قلبُ أُمٍّ بكَى فُراتًا ونِيْلا
فاللقاءُ القَصِيرُ أضحَى رَحِيلا

لَملَمَت صَوتَها الجَريحَ وقالت
يابِلادَ الأسَى قَتَلْتِ القَتِيلا

وأَبٌ ضاقَ صَدرُهُ حِينَ لَاقَى
بالعِناقِ الأَخِيرِ حُزنًا ثَقِيلا

لم تَزِدهُ الدُّمُوعُ إلَّا شُجُونًا
كادَ مِنهُنَّ قلبُهُ أَن يَسِيلا

ورِفاقٌ وإخوةٌ لم يُطِيقُوا
أن يَكُونَ الوَداعُ إلَّا عَوِيلا

وهو مازال ظامِئًا لِلتَّلاقِي
حامِلًا شَوقَهُ العَريضَ الطويلا

باحِثًا عَن بِلادِهِ وهو فيها
لم يُفارِق سُهُولَها والحُقُولا

عادَ مِن أَرضِ غُربةٍ كي يَرَاها
بَعدَ عَشرٍ قَدِ انقَضَتْ تَأمِيلا

عادَ شَهرًا كأنه نِصفُ يَومٍ
كان فيه الزَّمانُ جِدًّا بَخِيلا

ثُمَّ وَلَّى وما اشتَفَى مِن غَلِيلٍ
لَيتَ وَصْلَ البِلادِ يَشفِي الغَلِيلا

إنَّ مَن طالَ بُعدُهُ عَن حَبيبٍ
لايُحِبُّ العِناقَ إلَّا جَزيلا

يابلادي وكُلُّ شَيءٍ يُنادِي
باشتِياقٍ يُريدُني أَن أُطِيلا

لا الفؤادُ ارتَوَى ولا الوَصلُ داوَى
شَوقَ قلبٍ أتاكِ صَبًّا عَلِيلا

لم أَزلْ عالِقًا بتلكَ الرَّوابي
لم أَجِد للرَّحيلِ عنها سَبيلا

إِبُّ تَزدَادُ خُضرَةً في خَيالِي
والمَآقي تُحِيلُها سِجِّيلا

جِئتُ شَوقًا وكان قَلبي دَلِيلِي
أَين أَمضِي وقد فَقَدتُ الدَّلِيلا

لو قَطَعتُ السّماءَ والأَرضَ سَعيًا
نَحوَ قَلبي لَمَا استَطَعتُ الوُصُولا

حُزنُ كُلِّ الخَلائِقِ اليَومَ حُزنِي
َليتَني مَن يُطِيقُ صَبرًا جَمِيلا

يابِلادَ الأسَى ويا خَيرَ أرضٍ
ضَمَّنَ اللهُ وَصْفَها التَّنزيلا

لم تَزلْ ذِكرَياتُنا فيكِ تَنمُو
غَيرَ أَنّا هنا نُعانِي الذُّبُولا

وَزَّعَتنا الحُرُوبُ شَرقًا وغَربًا
واقتَفَانا الحَنِينُ جِيلًا فَجِيلا

ماهَجَرناكِ رَغبةً بَل نَجاةً
بعد أَن صارَ عَيشُنا مَستَحِيلا

إنَّنا الغائِبُونَ في كُلِّ حالٍ
إِن وَجَدناكِ أَو وَجَدنا البَديلا

فاعذُرِينا إِذا بَكَينا اشتِياقًا
واعذُرِينا إِذا ابتَسَمنا قَلِيلا

أنتِ تَدرِينَ أَنّنا ما ابتَعَدنا
عَنكِ إِلَّا وقد فَقَدنا العُقُولا

محمد الفضل

طرقتُ باب الرجا والناس قد رقدوا
وبتّ أشكو إلى مولاي ما أجدُ

وقلت يا أملي في كلّ نائبةٍ
يامن عليه لكشف الضر اعتمدُ

أشكو إليك أمورًا أنت تعلمها
مالي على حملها صبر ولا جلدُ

وقد مددت يدي بالذل مفتقرًا
إليك ياخير من مدت إليه يدُ

فلا تردنها ياربِ خائبةً
فبحر جُودك يروي كل من يردُ

....

وَأنا عندَما أكونُ برفقَتك

أشعرُ بأنَّ لا شيءَ سَيفوتني

لأنّ كلُّ مايَهُمُّ موجودٌ هنا

....

ما لذي العين لا تَمَلُّ الدموعا
أتذكَّرت شادناً أم ربوعا

وعلام القوام منك نحيف
أعلى السقم قد طويتَ الضلوعا

يا سميري بلى تذكَّرتُ ظبياً
أُولِع القلب في هواه ولوعا

أهيفَ القدِّ بابليَّ لحاظٍ
لست أسطيع من هواه الهجوعا

أفصَدَ القلبَ إن رنا بسهام
بل إذا غضَّ هاجراً لا خشوعا

إن أتى واصلاً ليشفيَ ما بي
صرت من ساعة الفراق هلوعا

يا عذوليَّ إن تروعا فؤادي
ببعاد الحبيب عني فروعا

عنديَ الوصل والصدود سواء
إذ فؤادي أضحى بكلٍّ جَزوعا

لستُ ممن يروم بالحبِّ لهواً
لستُ ممن يروم فيه الوقوعا

بل ضروريّة محبة مثلي
لست أسطيعُ عن غرامي رجوعا


السويدي

ما بال حِبِّك للتجافي حاملُ
فإلامَ أنت لمن أحبَّك هامل

وعلام ترميني لحاظك أسهماً
أجهلتُ قدرك يكفني يا نابل

إن كنتَ في شرع المحبة جائراً
فلأنت عن سنَنِ الشوادن عادل

يا مفرداً والخال عمَّمَ حسنَه
والضدغ جدّد ما عسى هو نائل

إني وعمرُك لست عنك بحائل
فعلام إنك عن وصالي حائل

أرأيتَ نقصاً فيّ غير جوى الهوى
أو له صغَيتَ لما يقول العاذل

إن كنت تسمع ما يشين من امرئ
كذِّبه فهو بكل أمري جاهل

فإذا الوشاة روت حديثي تبرسمي
فخذ النقيض بأن حبّك عاقل

وإذا أتتك مذمّتي من ناقصٍ
فهي الشهادة لي بأنّي كامل


السويدي

خميلة الفضل أضحت وهي باسقةٌ
بنا ومن طيبنا الأنجاب ناشقة

وإننا وبنا الأكوان شارقة
لنا نفوس لنيل المجد عاشقة

ولو تسلَّت أسلناها على الأسل
أكابر الصيد دُسنا في عواملنا

وكم خفضنا كماةً في عواملنا
فقل لمن ناب دعوىً عن مباهلنا

لا ينزل المجد إلا في منازلنا
كالنوم ليس له مأوى سوى المُقَل


السويدي

علام فديتك هذا الغضَب
ومِمَّ الصدود فماذا السبب

بأيّ كتاب أُحِلَ الصدود
وأيّ رسولٍ أباح الغضب

دع الترَّهات وصِل مُدنفاً
بحبك قد حاز كل النصب

أمات الفؤاد بإحيائه
ليالي هجر يقاسِ الكُرَب

لذاك تراه نحيف القوام
قويّ الغرام كثير الوصَب

ربيع الهيام حليف السهاد
سمير النجوم أليف النُوَب

سباه لمى شفتيك التي
بها الظَّلمُ أضحى يفوق الضَرَب

وحقك يا من غرامي به
وشوقي ووجدي وكل الإرب

لئن كنت تدعى بعبد الرسول
فها أنا عبد اللمى والشنَب


السويدي

هل بعد هجر الدار تسعةَ أشهرٍ
تنسى المحبة ليس ذا في الأشهر

ما أنت إلا عاشقٌ متصنّع
ما أنت ذو قلب شج متكدّر

لو كنت ذاك لكان وجهك شاحباً
وغدا قوامك مثل صعدة سمهري

فاقصر ودع عنك الأنين ولا تقل
إني محبٌ أنت أنت المفتري


السويدي

لم يعرفوا السلطان بل لم يسمعوا
ذكر اسمه في محتدٍ أو نادي

فالعزّ ثمّة أكسبته شبا القنا
في يثربيات تُراشُ حِداد


السويدي