هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

سافرت نحوك كي أراك وأسمعك
‏مضناك ودّع قلبه مذ ودّعك

‏دنياي ما دنياي أي حلاوة
‏لكؤوسها إن لم أكن فيها معك

....

ياحادي العيسِ في تِرحالِكَ الأملُ
ياحادي العيسِ قد نفنى وقد نَصِلُ

قد يحتوينا سُهيل أو يرافقنا
وقد يمدُّ لنا أبعادُهُ زُحَلُ

إذا انتهينا على الأيام حجّتنا
وإن وصلنا يغنّي الرَّحْلُ والجمَلُ

ياحادي العيس فلنرحل هلمّ بنا
فالحائرون كثير قَبْلنَا رحلوا

....

الروح حيرى والمدى أشباح
‏رحل الجميع وأطفِئ المصباح

‏والغائبون الحاضرون تزاحموا
‏في خاطري دفنوا الهوى وارتاحوا

‏لا روح لي يا قلبُ هل كانت هنا
‏كيف استهانت بالنوى الأرواح

‏في الحي عرّاف قديم قال لي
‏من ألف حزن ماتت الأفراح

....

لايُدرك الأملَ الأسنى سوى رجلٍ
يشقُّ بحرَ الرّدى عن جوهرِ الأملِ

ولا ينالُ المعالي الغُرَّ غيرُ فتًى
يدوسُ شوكَ العَوالي غيرَ مُنتعِلِ

....

‏أراكَ شمسًا وأفلاكي تطوفُ بها
‏طافت بحُبِّك يا دُنيايَ أقماري

‏واللهِ لستُ أرى إلّاكَ مُنفردًا
‏كالبدرِ مُكتملاً أشغلت أنظاري

....

ماكُلُّ من ذاقَ الهوى عرفَ الهوى
‏ولا كلُّ من شَرِبَ المُدامَ نديمُ

‏ولا كلُّ من طلَبَ السعادةَ نالَها
‏ولا كلُّ من قرأ الكِتابَ فَهيمُ

....

يقول أحدهم :

خاصمتها إثر ذنبٍ في المساء قد حصل
ورحتُ دونَ وداعٍ أقصدُ العمل

وفي الظهيرةِ عُدتُ البيت مُكتئِب
وصلتُ لكن سرور الروحِ ما وصل

رأيتها عندَ فتحِ الباب باكية
ودمعُها أغرقَ الخدّينَ والمُقل

عانقتها عندَ ظني أنها ندِمت
وصرتُ أسردُ في توصيفها غزل

يا أقرب الناس مِن قلبي كفى ألم
فدمعُ عينيكِ لولا الحبّ ما نزل

فقاطعتني وقالت لم يكُن ألم
بل كنتُ أقطَّعُ بالسكّـينةِ البصل

‏تناظرني فتُفقدني اتِّزاني
وأنسى ما تقول وما يكونُ

وأُبصِرُ طرفها يا ويح حالي
وقد جُمِعت لدى النظر العيونُ

فرِمشٌ كالرماح يصيب قلبي
تُكحّلُه البلايا والمنونُ

وأنظر مرة أخرى إليها
كطفلٍ قد تملَّكه الفتونُ

فينعقد اللسانُ لفرط عشقٍ
ويمسكه الذهول فلا يُبينُ

....

أشتاقُ لي ‏فلعَلّي فيكَ ألقانـي
‏يا طيفَ بِلقيس ‏في دنيـا سليمانِ

‏يا تـاجَـها‏ويـــدُ الأسرار سابــِحةٌ
‏غابت مع الشمس ‏عن عرشي وسلطاني

‏قد كنت رؤيا ‏سرى بالغيبِ هُدْهدُها
‏حتى رمت بسرابِ الوصلِ ‏أجفاني

‏وكانَ صَمتكِ ناياً ‏صـَبّ غربَتَهُ
‏بين الضلوعِ ‏وفي عينيكِ دَلاّني

....

‏وبِيْ شَوقٌ إلىٰ عَينَيكِ جِدًّا
‏كشَوقِ الزَّارعِينَ إلىٰ السَّحابِ

‏وشَوقِ الرَّاحلينَ بأرضِ قفرٍ
‏إلىٰ نبعِ الحقيقةِ لا السرابِ

‏وشَوقِ الماكثينَ بقُطبِ أرضٍ
‏إلىٰ شَمسٍ أطالتْ في الغيابِ

‏وشَوقِ التَّائهِ الحَيرانِ طِفلًا
‏إلىٰ أهْلِيهِ أو بعضِ الصِّحابِ

....