هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أغدو على صحبٍ كأنَّ وجوههم

سُرُجٌ تزاهرُ أو نجومُ سماءِ

أبو تمام

كتبتُ له صيفًا فظنّ بأنني
كتبتُ له ضيفًا فقامَ إلى السّيفِ

فقلتُ خيرا فظنّ بأنني
ذكرتُ له خبزا فمات من الخوفِ

....

إنّ المعلمَ والطّبيبَ كلاهما
لايَنْصحانِ إذا هُما لم يُكْرما

فاصبر لدائك إنْ جفوتَ طبيبه
واصبر لجهلك إن جفوتَ معلّما

....

كان الشبابُ مطيّة الجهلِ
ومحسِّنَ الضّحكاتِ والهزلِ

كان الجمالُ إذا ارتديتُ به
وخرجتُ أخطِرُ صيّتَ النعلِ

كان البليغُ إذا نطقتُ به
وأصاختِ الآذان للمُمْلي

والآمري حتى إذا عزمتْ
نفسي أعان عليّ بالفعلِ

فالأن صرتُ إلى مقاربةٍ
وحططتُ عن ظهر الصّبا رحلي

أبو نواس

أُرَدِّدُ فيكَ طولَ اللَيلِ فِكري
فَأَبني ثُمَّ أَهدِمُ ثُمَّ أَبني

لَعَلّي قَد أَسَأتُ وَلَستُ أَدري
فَقُل لي ما الَّذي بُلِّغتَ عَنّي

مُرادي لَو خَبَّأتُكَ يا حَبيبي
مَكانَ النورِ مِن عَيني وَجَفني

وَفيكَ شَرِبتُ كَأسَ الحُبِّ صِرفاً
فَإِن تَرَني سَكَرتُ فَلا تَلُمني

....

أنا يُذوِّبُني الحَنينُ كشمعةٍ
لكن إذا حانَ الرَّحيلُ سأرحلُ

قلبي يعِزُّ علَيَّ لكِن عِزَّتِي
فوقَ اشْتياقي والمَذلَّةُ تَقتُلُ

وأنَا أصون كرامتِي قبلَ الهَوى
ولْتفعلِ الأشواقُ بي ماتفعلُ

....

أنا مُخطئٌ أنا مُذنبٌ أنا عاصي
هوَ راحمٌ هوَ غافرٌ هوَ كافي

قابلتهنَّ ثلاثةٌ بثلاثةٍ
ولتغلبن أوصافُه أوصافي

بقلمي

‏يارب حمـداً ليس غيرك يحمـدُ
‏يا من لـه كـل الخـلائق تصـمـدُ

‏أبواب غيرك ربنـا قـد أوصـدت
‏ورأيتُ بـابـك واسعـاً لا يوصـدُ

وَلكنَّها الأيّامُ تَجري بما جَرَت
فَيَسفُلُ أعلاها وَيَعلو الأسافِلُ

لقد قَلَّ أن تَلقى مِنَ الناسِ مُجملًا
وَأخشى قريبًا أَن يَقِلَّ المُجامِلُ

وَلستُ بِجهمِ الوَجهِ في وَجهِ صاحبي
وَلا قائِلٍ لِلضَيفِ هَل أنتَ راحِلُ

الحمداني

‏تُقِرّ دُمُوعي بِشَوْقي إلَيْكَ
‏ويشهدُ قلبي بطولِ الكرب

‏وإني لَمُجْتَهِدٌ في الجُحُودِ،
‏وَلَكِنّ نَفْسِيَ تَأبَى الكَذِبْ

‏وَإني عَلَيْكَ لجَارِي الدّمُوعِ،
‏وَإني عَلَيْكَ لَصَبٌّ وَصِب

‏وما كنتُ أبقي على مهجتي
‏لَوَ أني انْتَهَيْتُ إلى مَا يَجِبْ

‏ولكنْ سمحتُ لها بالبقاءِ
‏رَجَاءَ اللّقَاءِ عَلى مَا تُحِبْ

‏ويبقي اللبيبُ لهُ عدةً
‏لوقتِ الرضا في أوانِ الغضبْ

....