هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏نسيرُ إلى الآجالِ في كلِ لحظةٍ
وأيامنا تطوى وهن مراحلُ

ترحل من الدنيا بزادٍ من التقى
فعمرك أيامٌ وهن قلائلُ

وما أقبح التفريط في زمن الصبا
فكيف به والشيب للرأس شاعلُ

....

من طرائف الشاعر المنحوس :

ورميتُ سهم الحبِّ أقصدُ قلبها
‏فأصاب سهمي عينها فاعورَّت

ورميتُ سهم الحبِّ أقصدُ قلبها
‏فأصاب سهمي أُذنها فاصنجت

فأردت تخفيفَ المُصاب بكِلْمةٍ
ناديتُها أنْ أقبلِي فتكعبلت فتكسرت

فأردتُ إبهارها فرميت سهم اللوع
فأصاب سهمي رأسها فتهشمت

فدفنتها ومن نار شوقي عندها
نشب الحريق بقبرها فتفحمت

فَكِل إلىٰ اللهِ ما أعياكَ مَطلَبُهُ
فسوفَ يأتي بمالا تَأمَلُ القدرُ

وأمرّ مالقيتُ من ألم الهوى
‏قرب الحبيب وما إليه وصول

رقِيقَةُ القَلبِ لولا حُزنها لَسَقَت
‏فُؤادَ عاشِقِها بالفِعلِ والكَلِمِ

وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنالُكَ نَفعُهُ
وَمِنَ الصَداقَةِ مايَضُرُّ وَيُؤلِمُ

أَراكِ فَتَحْلو لَدَيَّ الحَيَاةُ
‏ويملأُ نَفسي صَبَاحُ الأَملْ

‏وَعاندني الزّمانُ وعيلَ صبري
وَضاقَ بِعبدكَ البلدُ الرحيبُ

‏أجديدٌ أَم قديمٌ أنَا فِي هَذا الوُجود
هَل أنَا حُرٌّ طليقٌ أَم أسيرُ فِي قُيود

هَل أنَا قائدُ نفسِي فِي حياتِي أَم مَقُود
أتمنى أنّنِي أدرِي وَلكِن لستُ أدرِي

وَطَريقِي مَاطَريقِي أطويلٌ أَم قَصِير
هَل أنَا أصعدُ أَم أهبُط فيهِ وَأغُور

أأنَا السَّائر فِي الدَّرب أَم الدَّرب يَسير
أَم كِلانَا وَاقفٌ وَالدَّهرُ يَجرِي لستُ أدرِي


إيليا أبو ماضي

كليني لِهَمٍّ يا أُميمةَ ناصبِ
وليلٍ أُقاسيهِ بطيءِ الكواكبِ

تطاول حتّى قلتُ ليس بمنقَضٍ
وليس الذي يرعى النجوم بآيبِ

وصدرٍ أراحَ الليلُ عازِبَ هَمِّهِ
تضاعفَ فيهِ الحزنُ من كل جانبِ

النابغة الذبياني