هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

كأنها مِثلَ ما تهواهُ قد خُلقت
في رونق الحُسنِ لا طولٌ ولا قِصَرُ

الوردُ من خدِّها يَحمرُّ من خَجَلٍ
والغصنُ من خدِّها يزهو بهِ الثَّمَرُ

البدرُ طلعتها والمِسكُ نكهتها
والغُصنُ قامتها ما مثلها بَشَرُ

كأنها أُفرِغَت من ماء لؤلؤةٍ
في كلِّ جارِحةٍ من حُسنها قَمرُ

....

أيا رفيقةَ دَرْبي لو لديَّ سِوَى
عُمْرِي لقلت فَدَى عينيكِ أعْمَاري

أحببتنِي وَشَبَابي في فُتُوّتهِ
وما تغيّرتِ والأوجاعُ سُمَّاري

منحِتني من كنوزِ الحُبِّ أنفَسَها
وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري

ماذا أقولُ وَدَدتُ البحر قافيتي
والغيمَ محبرَتي والأفقَ أشعاري

....

إنّ المفاتنِ في عينيك مخمرةٌ
من نظرةٍ منك يغدو المرءُ سكراناً

عيناكِ منظومةٌ تحوي قصائدها
كي تبعث السّحر نتلو منه ديواناً

قل للقوافي إذا مالت بأحرفها
الشّوق بحرٌ وفي عينيك مرسانا

ريحانةَ الشّعر طوفي نحو منزلنا
لُطفاً ليُثمر في الأرجاء بستانا

....

محبُوبتي مغرورةٌ لاتُهزمُ
لاتنحنِي لاتنثني لاترحمُ

مُحتالةٌ وعنيدةٌ لكنّها
ما إن تراني ثائراً تتبسمُ

....

مالي أرى فِي عُيونِ الناس عَيناهُ
مالي أرى حيثُ ما أمضي مُحياهُ

أإختار سَكنًا لهُ في وَسط أعيُنِهم
أم أصبح الخلقُ للمَعشوقِ أشباهُ

أحبهُ بل احبُ كُل شئٍ بِهِ
أَحَببْتُ مِنْ حُبِّهِ حتىٌ خطايَاهُ

....

يَا سَارِقَ الأنفاسِ كيفَ عَبثتَ بي
وأنا الكتومُ الحَاذِقُ المُتَحَذّرُ

جِدْ لي جَوَاباً للسؤالِ لكي تَرى
إنّي أحبَّكَ فوقَ ما تتصوَّر

آمَنتُ أنَّ الحُبَّ فيكَ نُبوءَتي
وَهواكَ شبه الموتِ لا يَتَكرَّرُ

....

عَجَزَ اليَرَاعُ بِوَصفِها وَكَأَنَّهَا
قَمَرٌ يُطِلُّ كأنَّها تِشرينُ

قَد خُصَّ بالناسِ الجَمَالُ بأربَعٍ
أمَّا جَمَالُ مَليحَتي سَبعينُ

تَمشي كَأَنَّ اللَيلَ يَتبَعُ خَلفَهَا
تَتَراقَصُ الأَقمارُ حِينَ تَزينُ

....

حباها المليكُ عيناً كحيلةٍ
فاقت صنف ما انجبت حواءُ

خلت القرون من شبيه رسمها
كما تَفرّدَ البدرُ بجلالهِ السماءُ


....

ميَّزْتُها مِنْ بين ألفِ جميلةٍ
البدر بدرٌ والنجومُ سواءُ

وعرفتُها مِنْ بين مَنْ حملوا اسمها
في القلب لا تتشابه الأسماءُ


....

فأنتِ النساءُ وأنتِ التمني
وأنتِ البدايةُ أنتِ المفرْ

وأنتِ التواضع والكبرياءُ
وأنتِ السكينةُ أنتِ المطرْ

أراكِ بكل الوجوه أمامي
ووجهكِ يسكن كل الصورْ

ولستُ أناقش حبكِ يوما
وهل من يعاندُ حكم القدرْ

فقولي أحبكً ثم استريحي
فليس لغيركِ أهوى النظرْ


....