هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

صَبٌّ لو أنّكَ تُسعِدُهُ
لم يَسْهَرْ ليلاً تَرْقُدهُ

قَد أَنحَلَهُ الهجرانُ أسىً
فالطّرفُ لِذاكَ مُسَهّدهُ

كم أنشَدَ ليلاً طال بهِ
ياليلُ الصّبُّ متى غَدُهُ

يُغريهِ العذلُ فَعاذِلهُ
لايُصلِحهُ بل يُفسِدُهُ

مولايَ مُحِبُّكَ كم يدنو
في الحبِّ إليكَ وتُبعدُهُ

وَعلامَ تبوحُ مدامِعُهُ
وَجداُ بِهَواكَ وتَجْحَدُهُ

حاشاك وليسَ لهُ سَكَنٌ
عن بابِكَ يَوماً تَطرُدُهُ

لاتَحسبْ لائِمَهُ أبداً
بِملامٍ فيكَ يُفَندهُ

....

مَتى يَشتَفي مِنكَ الفُؤادُ المُعَذَّبُ
وَسَهمُ المَنايا مِن وِصالِكِ أَقرَبُ

فَبُعدٌ وَوَجدٌ وَاِشتِياقٌ وَرَجفَةٌ
فَلا أَنتِ تُدنيني وَلا أَنا أَقرَبُ


قَيس بْن الملَوِّح

إِذا جِئتُها وَسطَ النِساءِ مَنَحتُها
صُدودًا كَأَنَّ النَفسَ لَيسَت تُريدُها

وَلي نَظرَةٌ بَعدَ الصُدودِ مِنَ الهَوى
كَنَظرَةِ ثُكلى قَد أُصيبَ وَحيدُها

فَحَتّى مَتى هَذا الصُدودُ إِلى مَتى
لَقَد شَفَّ نَفسي هَجرُها وَصُدودُها

فَلَو أَنَّ ما أَبقيتَ مِنّي مُعَلَّقٌ
بِعودِ ثُمامٍ ماتَأَوَّدَ عودُها


قيس بن الملوح

من أي فردوسٍ أتتْ عيناهُ
وبأي كوثر يرتوي جفناهُ

هل كُنتَ خلقًا من محاسنِ أُمةٍ
أم كنت حُسنًا مالهُ أشباهُ

مذْ لاح طيفُكَ لم أبح بمقولةٍ
إلا مقولة جلَ من سواهُ

....

‏وعذرتهُ لمّا تساقط دمعهُ
‏ونسيت أيّامًا بـها أبكاني

‏وأخذتهُ في الحضن أهمسُ راجيًا
‏جمرات دمعك أيقظت نيراني

‏أتريدُ قتلي مرّتين ألا كفى
‏فامنع دموعك واحترم أحزاني

....

‏يُغريكَ هذا النّور بي لاتقتربْ
‏ نارٌ أنا في موطنٍ رثٍّ خَرِبْ

‏ لو كنتَ تحسبُني بلادًا إنّنِي
‏ مَنفَى إذا منْهُ اقتربتَ ستغتربْ

‏ أوْ كنت تحسبُني هدوءًا ما أنا
‏ إلا الهياج فلو دنوتَ ستضطربْ

....

فَلا تَحسَبي أَنّي عَلى البُعدِ نادِمٌ
‏وَلا القَلبُ في نارِ الغَرامِ مُعَذَّبُ

‏وَقَد قُلتُ إِنّي قَد سَلَوتُ عَنِ الهَوى
‏وَمَن كانَ مِثلي لايَقولُ وَيَكذِبُ

‏
عنترة بن شداد

قَد كُنتَ عُدَّتيَ الّتي أسطو بِها
ويدي إذا اشتدَّ الزّمانُ وساعِدي

فرُميتُ مِنكَ بغيرِ ما أمّلتُهُ
والمرءُ يشرَقُ بالزُّلالِ البارِدِ

....

‏أريدُ الحياةَ ربيعًا وفجرًا
‏وحُلمًا أعانِقُ فيهِ السّماء

‏فماذا تفيدُ قيود السنينِ
‏نُكبّلُ فيها المُنى والرجاء

‏تُرى هل تريد سِجنًا كبيرًا
‏وفي راحتيهِ يموتُ الوفاء

‏أريدُ الحياةَ كطيرٍ طليقٍ
‏يرى الشّمسَ بيتًا يرى العُمر ماء

‏أريدهُ صُبحًا على كل شيءٍ
‏كفانا معَ الخوفِ ليلَ الشّقاء

....

‏أَصلَى هواكَ وعينِي فيكَ ساهرةٌ
وأنتَ لا لوعةً تشكو ولا سهرا

نَمْ هانئًا ليس عندي ما أبوحُ بهِ
مات الكلامُ على جفنَيكَ منتحرا

واخيبةَ القلبِ إنْ أَودَعتُ أغنيتي
عذبَ الشعورِ ومَن أهواهُ ماشَعَرا

ماكان ظنِّي بمن أهواهُ يخذُلُني
لو كنتُ أسمعتُ ألحانَ الهوى حَجَرا


د. فواز اللعبون