هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

سامحتُهُ وسألتُ عن أخبارهِ
‏وبكْيتُ ساعاتٍ على كَتِفيهِ

‏وبِدونِ أن أدرِي تَركتُ لهُ يدي
‏لِتنامَ كالعُصفورِ بين يديهِ

‏ونسيتُ حقدي كلهُ في لحظةٍ
‏من قالَ أنّي قد حَقِدتُ عليهِ

‏كم قُلتُ إنّي غيرُ عائدةٍ لهُ
‏ورجعتُ ما أحلى الرّجوع إليهِ


نزار قباني

بَل مَاقَرأت كتابًا منْكِ يبلغنِي
إلَّا ترقرقَ ماءُ العَيْن أو دمَعَا

أدعُو إلى هَجرهَا قلبي فَيتبعنِي
حتَّى إذَا قلت هَذا صَادق نَزعَا

لاأستَطيع نُزوعًا عن مَودتِهَا
أو يَصنَع الحب بِي فَوق الذِي صنَعَا


قيس بن الملوح

أتاني طيفُ عبلةَ في المَنامِ
فقبَّلني ثلاثاً في اللَثامِ

وودعَّني فأودعني لَهيباً
أُسَتِّرُهُ ويشعلُ في عِظامي

ولولا أنَّني أَخلو بنفسي
وأُطفئ بالدموع جَوى غرامي

لمتُّ أَسىً وكم أَشكو لأنِّي
أغار عليكِ يابَدرَ التَمامِ


عنترة بن شدّاد

يَهُونُ عليْكَ بعدَ الهَجْرِ مَوْتي
‏وقَبْلًا كنْتَ تخشَىٰ من فراقي

‏بربِّكَ ما الذي أنْسَاكَ عَهْداً
‏قطعناهُ علىٰ أمَلِ التّلاقِي


....

ومسحتُ دمعي في الزوايا
‏ثمّ قمتُ تبتخرًا
‏في ملمحي يأسٌ ‏وحزنٌ يستتر

‏وطفقتُ أبسم للوجوهِ وللمرايا
‏مجروحةٌ روحي ‏وناري تستعرّ

‏صخبٌ أنا في داخلي‏تتصدّعُ
الأيامُ في جسدي ‏وقلبي ينكسر

دمعي نتاجُ محافلٍ في محجري
‏صمتي علامةُ أنني قد أصطبر

‏لكنني ‏رغم التصبّر متعبٌ
‏رغم احتفالاتِ التبرعمِ والشجر

‏تخشى عليّ تكسرّي لكنني
‏أخشى عليك تأملَ الصخر الأشرّ

‏هذا أنا إن مرتِ الأحزانُ بي
‏والناسُ غيري في المحافل تحتضر

....

في لَحظِ عَينَيكَ أوزاني وأبياتي
وبينَ جِـفنَيكَ ذابت كلُّ حالاتي

فأنت شَمسي التي بالدفءِ تَغمُرُني
ونورُ وجهكَ بدري في سماواتي

شعري بكاءٌ وأشجانٌ تمزقني
والحِبر في قلمي لَوعِي وأنَّاتي

إن كان قصدكَ ياذا الهجرِ تقتلني
فاقتل وَقَدِّم لأهلِ العشقِ ديَّاتي

مالذةُ العيشِ في بُعدٍ يُلَوِّعُنِي
وَقَبضةُ القلبِ منهُ نِصفُ مأساتي

وهل من العَدلِ تشقيني وتُحزِنُنِي
أبيتُ تغمرني بالليلِ خَيباتي

ياليتَ حُبّكَ أسيافٌ وتقتلني
فنارُ حبِّك بعد المَوتِ جناتي

لكن حُـبُّكَ أشواقٌ تُنَغِّصُي
في النَّومِ تفزع أحلامي ورؤياتي

مُلتَاعَةٌ وطموحُ القُربِ يَعصِرِني
مابينَ واقِعِنا والخَوفِ من آتِ

فَاشعُر بِجَمرِ الهوى والنار في كَبدِي
وارحَم حنينَ الجَوَى ياكُلَّ غَاياتي

....

‏بكل اتجاهٍ أراكِ كطيفٍ
يُلازمُ عينيْ فأرنُو إليكْ

فليتَ الطيوفَ تكون حقائق
وليتَ الشعورَ يكونُ يديكْ

....

إذا ما بكيت أراك ابتسامه
وإن ضاق دربي أراك السلامة

وإن لاح في الأفق ليل طويل
تضيء عيونك خلف الغمامة

....

أضعنا العمرَ شوقاً وانتظاراً

وتحملني الأماني حيث كنا

فأسأل عن زمان ضاع منا

وأعجب من ترى يغنيك عنا

فهان الحبُّ ياقلبي وهِنَّا

....

‏قدَّمتَ عمركَ للأحلامِ قربانَا
‏لاخنتَ عهدًا ولا خَادعتَ إنسانَا

‏والآن تحملُ أحلامًا مبعثرةً
‏هل هانَ حُلمُكَ أم أنتَ الذى هانَا

....