هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وكيف يحزنُ قلبٌ أنتَ ساكنهُ
وكيف يجزعُ نبضٌ أنتَ نجواهُ

وكيف تبكي عيونٌ أنتَ رؤيتها
وفي عيونك تحقيقٌ لمسعاهُ

وكيف يسهرُ مشتاقٌ وأنتَ له
بين المسام وروحٌ في ثناياهُ

وكيف يمرض جسمٌ صار متكئاً
على أرائك حُضنٍ أنتَ مأواهُ

....

من اجمل ماكتب الشاعر العراقي
معروف الرصافي :

لو أنني طفتُ السماء مُحلقا
وبنيتُ قصرا في الفضاء وخندقا

أو أنني أصبحتُ أول حاكمٍ
بلغ الأعالي دون خوفٍ وارتقى

ورُزِقتُ خيراتِ الكواكب كلها
وملكتُ جيشاً كالنجوم وفيلقا

أيفيدُ هذا حين أول سكرةٍ
عند المماتِ بدون زادٍ أو تُقى

كلا فلن تجدي الممالك والدُنا
إلا الذي قدمتهُ قبل اللِقا

واعلم بأن العيش فانٍ إنما
سيفوزُ من باللهِ كان مُعلَّقاً

كم خاب ظني بمن اهديته ثقتي
‏فأجبرتني على هجرانه التُّهمُ

‏كم صرت جسرا لمن احببته فمشى
‏على ضلوعي وكم زلّت به قدم

‏فداس قلبي وكان القلب منزله
‏فما وفائي لخلٍ ماله قيمُ

لا اليأس ثوبي ولا الاحزان تكسرني
جرحي عنيد بلسع النار يلتئم

اشرب دموعك واجرع مرها عسل
يغزو الشموع حريق وهي تبتسم

والجم همومك واسرد ظهرها فرسا
وانهض كسيف اذا الانصال تلتحم

كريم العراقي

مالاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ

جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ماتَنطَفي
نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ

وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لايَعشَقُ

....

وإني أهيم شوقاً إن مررت بخاطري
فتسيل من فرط الهيام مدامعي

ويزيد مني أنين قلبي ونبضه
وتشتاق للصوت الجميل مسامعي

....

كَمْ بَاسِمٍ والحُزنُ يَمْلَأُ قلبهُ
والنَّاس تَحسبُ أنَّهُ مَسرورُ

وتَرَاهُ في جَبْرِ الخَوَاطرِ سَاعيًا
وفؤادُهُ مُتصَدِّعٌ مَكسورٌ

....

قِف بِالدِيارِ وَصِح إِلى بَيداه
فَعَسى الدِيارُ تُجيبُ مَن ناداها

دارٌ يَفوحُ المِسكُ مِن عَرَصاتِه
وَالعودُ وَالنَدُّ الذَكِيُّ جَناها

دارٌ لِعَبلَةَ شَطَّ عَنكَ مَزارُه
وَنَأَت لَعَمري ما أَراكَ تَراها

مابالُ عَينِكَ لاتَمُلُّ مِنَ البُكا
رَمَدٌ بِعَينِكَ أَم جَفاكَ كَراها

ياصاحِبي قِف بِالمَطايا ساعَةً
في دارِ عَبلَةَ سائِلاً مَغناها

أَم كَيفَ تَسأَلُ دِمنَةً عادِيَّةً
سَفَتِ الجُنوبِ دِمانَها وَثَراها

ياعَبلَ قَد هامَ الفُؤادُ بِذِكرِكُم
وَأَرى دُيوني ما يَحُلُّ قَضاها

ياعَبلَ إِن تَبكي عَلَيَّ بِحُرقَةٍ
فَلَطالَما بَكَتِ الرِجالُ نِساها

ياعَبلَ إِنّي في الكَريهَةِ ضَيغَمٌ
شَرِسٌ إِذا ما الطَعنُ شَقَّ جِباها

وَدَنَت كِباشٌ مِن كِباشٍ تَصطَلي
نارَ الكَريهَةِ أَو تَخوضُ لَظاها

وَدَنا الشُجاعُ مِنَ الشُجاعِ وَأُشرِعَت
سُمرُ الرِماحِ عَلى اِختِلافِ قَناها

فَهُناكَ أَطعَنُ في الوَغى فُرسانَه
طَعناً يَشُقُّ قُلوبَها وَكُلاها

وَسَلي الفَوارِسَ يُخبِروكِ بِهِمَّتي
وَمَواقِفي في الحَربِ حينَ أَطاها

وَأَزيدُها مِن نارِ حَربي شُعلَةً
وَأُثيرُها حَتّى تَدورَ رَحاها

وَأَكُرُّ فيهِم في لَهيبِ شُعاعِه
وَأَكونُ أَوَّلَ واقِدٍ بِصَلاها

وَأَكونُ أَوَّلَ ضارِبٍ بِمُهَنَّدٍ
يَفري الجَماجِمَ لايُريدُ سِواها

وَأَكونُ أَوَّلَ فارِسٍ يَغشى الوَغى
فَأَقودُ أَوَّلَ فارِسٍ يَغشاها

وَالخَيلُ تَعلَمُ وَالفَوارِسُ أَنَّني
شَيخُ الحُروبِ وَكَهلُها وَفَتاها

ياعَبلَ كَم مِن فارِسٍ خَلَّيتَهُ
في وَسطِ رابِيَةٍ يَعُدُّ حَصاها

ياعَبلَ كَم مِن حُرَّةٍ خَلَّيتُه
تَبكي وَتَنعى بَعلَها وَأَخاها

ياعَبلَ كَم مِن مُهرَةٍ غادَرتُه
مِن بَعدِ صاحِبِها تَجُرُّ خُطاها

ياعَبلَ لَو أَنّي لَقيتُ كَتيبَةً
سَبعينَ أَلفاً مارَهِبتُ لِقاها

وَأَنا المَنِيَّةُ وَاِبنُ كُلِّ مَنِيَّةٍ
وَسَوادُ جِلدي ثَوبُها وَرِداها

عنتره بن شداد

أَفاطم لو شهدتِ ببطن خبتٍ
وقد لاقى الهزبر أخاكِ بشرا

إذن لرأيتِ ليثاً رام ليثاً
هزبراً أَغلباً لاقى هزبرا

يدل بِمخلبٍ وبحد نابٍ
وباللحظاتِ تحسبهن جمرا

وأَنتَ تريد للأشبال قوتاً
ومطلبي لبنتِ العمِّ مهرا

وفي يمناي ماضي الحدّ أَبقى
بضرب قراع الخطبِ إِثرا

أَلم يبلغكَ ما فعلت ظباهُ
بكاظمةٍ غداة لقيتُ عمرا

نصحتك فالتمس يا ليث غيري
طعاماً إِن لحمي كان مُرا

فلما ظن أَنّ الغش نصحي
وخالفني كأنّي قلت هجرا

فمشى ومشيت من أَسدين راما
مراماً كان إذ طلباه وعرا

هززت له الحسام فخلت أَنّي
شققتُ به لدى الظلماء فَجرا

فخرَّ مضرجاً بدم كأني
هدمت به بِناء مشمخرا

وقلت له يعز عليَّ أَني
قتلت منافسي جلداً وقهرا

ولكن رمت شيئاً لم يرمه
سواك فلم أُطق يا ليث صبرا

فلا تجزع لقد لاقيت حراً
يحاذر أن يعاب فمت حرا

....

‏فتفائلي ياحلوةً أحببتها
إن التفاؤلَ للجَمال رَفيقُ

عيناكِ لم تخلقْ ليسكنها الأسى
أبداً وليسَ بها البكاء يليقُ

فتبسمي إن الحياة جميلةٌ
كالورد من شفتيك حين يفيقُ

....

العَينُ بَعدَكَ لَم تَنظُر إِلى حَسَنِ
وَالنَفسُ بَعدَكَ لَم تَسكُن إِلى سَكَنِ

كَأَنَّ نَفسي إِذا ما غِبتَ غائِبَةٌ
حَتّى إِذا عُدتَ لي عادَت إِلى بَدَني

....