هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ولا ندري عن الأقدارِ شيئًا
‏وفي الأقدارِ منفعةٌ وضُرُّ

‏فقد يأتي من المكروه خيرٌ
‏كما يأتي من المحبوبِ شَرُّ

....

أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ

بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ
ولكنَّ مثلي لايذاعُ لهُ سرُّ

أبي فراس الحمداني

‏يمنيةٌ في بهو عينيها مشتْ
بلقيسُ تخْطُرُ في ثياب البُنِّ

وقفتْ على صنعاء نادتْ يا أبي
إنْ متَّ هل أبكيك قالَ وغنّي

البردوني

أحبّتنا عطفًا علينا فإنّنا
بنا ظمأٌ والمورد العذب أنتمُ

البردوني

عبيد الهوى يحكمون البلاد
ويحكمهم كلّهم درهم

وتقتادهم شهوة لاتنام
وهم في جهالتهم نوّم

ففي كلّ ناحية ظالم
غبيّ يسلّطه أظلم

أيا من شبعتم على جوعنا
وجوع بنينا ألم تتخموا

ألم تفهموا غضبة الكادحين
على الظلم لابدّ أن تفهموا

البردوني

لا اليأسُ يُسلبني عن العليا
ولا الآمالُ تُجدي

بيني وبينَ مآربي
أقصى النوى
وأشقُّ بُعدِ

ما فاتَ مجدي
إنّما..
في ذمّةِ الأيّامِ مجدي

البردوني

مُتألّمٌ ممّا أنا متألّم
حار السؤال وأطرق المستفهم

ماذا أحسّ وآه حزني بعضه
يشكو فأعرفه وبعضٌ مبهم

بي ماعلمت من الأسى الدامي
وبي من حرقة الأعماق ما لا أعلم

بي من جراح الروح ما أدري وبي
أضعاف ما أدري وما أتوهّم

وكأنّ روحي شعلة مجنونة
تطغى فتضرمني بما تتضرّم

وكأنّ قلبي في الضلوع جنازة
أمشي بها وحدي وكلّي مأتم

أبكي فتبتسم الجراح من البكا
فكأنّها في كلّ جارحة فم

البردوني

ماعاد يسبِقُني الحنينُ
إليكِ أو ينجَرُّ خلْفي

ماكان جبَّاراً هواكِ
وإنَّـما قـوَّاهُ ضَعـفـي

واليوم لا أبكي نَوَاكِ
ولا اقترابي مِنكِ يَشفي

سأقولُ شيئاً تافهاً
يكفي الذي قد كان يكفي

البردوني

أغيبُ عنك لعلّ الشوق ينطفئُ
فلستُ اسكبهُ إلا وَيمتلئُ

من بعد أن سرتُ عن عينيك مُبتعداً
أراني اليوم في عينيك أختبئُ

البردوني

‏وأنا هٌنا في الليلِ لاقمرٌ معي
كل الذي في حوزتي ظُلُمَاتِ

وفمي ينادي دون عمرٍ واضحٍ
هل في المكان بقية لحياتي

أو هل سأنجو من براثن ليلةٍ
يبدو عليها شكلُ موتٍ آتِ

البردوني