هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏ورأيتُ حلمًا أنني ودَّعْتُهم
فبكيتُ مِن ألم الحنين وهُم معي

مُرٌ عليَّ بأن أُودّعَ زائرًا
كيفَ الذينَ حمَّلتُهم في أضّلعي

....

جَحَدَتْ عَيْنَاكَ زَكِيَّ دَمِي
أَكَذَلِكَ خَدُّكَ يَجْحَدُهُ

قَدْ عَزَّ شُهُودِي إِذْ رَمَتَا
فَأَشَرْتُ لِخَدِّكَ أُشْهِدُهُ

....

‌‎وإذا صَفا لكَ من زمانِكَ واحِدٌ
فهو المُراد وعِش بذاكَ الواحدِ

وإذا تألَّفَتِ القلوبُ على الهوَى
فالناسُ تضربُ في حديدٍ بارِدِ

يامن يلومُ على الهوَى أهلَ الهوى
هل تَستَطيعُ صلاحَ قلبٍ فاسِدِ

....

حييتُ سفحك عن بُعد فحييني
يادجلةَ الخيرِ يا أمّ البساتـين

حييتُ سفحك ظمأناً ألوذُ به
لوذَ الحمائمِ بين الماءِ والطينِ

يادجلةَ الخير يانبعًا أفارقُهُ
على الكراهةِ بين الحينِ والحينِ

إني وردتُ عيونَ الماءِ صافيةً
نبعًا فنبعًا فما كانت لترويني

الجواهري

وتَغَيّرَتْ منكَ الطِّباعُ ولمْ تَعُدْ
تَحنو عليَّ وبي تُحِسُّ وتَشعُرُ

أنكَرتَ ما بيني وبينَكَ في الهَوى
أوَمِثلُ مابيني وبينَكَ يُنكَرُ

كيفَ النجاةُ لي وبَحرُكَ هائجٌ
وأكادُ من أمواجهِ أتكسرُ

سعيد يعقوب

دَعِ الحِرصَ عَلى الدُنيا
وَفي العَيشِ فَلا تَطمَع

وَلا تَجمع مِنَ المالِ
فَلا تَدري لِمَن تَجمَع

وَلا تَدري أَفي أَرضِكَ
أَم في غَيرِها تُصرَع

فَإِنَّ الرِزقَ مَقسومٌ
وَسوءُ الظَنِّ لايَنفَع

فَقيرٌ كُلُّ مَن يَطمَع
غَنيٌّ كُلُّ مَن يَقنَع


علي بن ابي طالب رضي الله عنه

يَظُنُّنِي مَنْ يَرَانِي ضَاحِكَاً جَذِلاً
أَنِّي خَلِيٌّ وَهَمِّي بَيْنَ أَضْلاعِي

وَلا وَرَبِّكَ مَاوَجْدِي بِمُنْدَرِسٍ
عَلَى البِعَادِ وَلا صَبْرِي بِمِطْوَاعِ

لَكِنَّنِي مَالِكٌ حَزْمِي وَمُنْتَظِرٌ
أَمْرَاً مِنَ اللَّهِ يَشْفِي برْحَ أَوْجَاعِي

أَكُفُّ غَرْبَ دُمُوعِي وَهْيَ جَارِيَةٌ
خَوْفَ الرَّقِيبِ وَقَلْبِي جدُّ مُلْتَاعِ

البَارُودِي

‏بيتان قِيلا في شكاية أحـداث الدّهـر ونكباته لا أدري أيهما أبلغ
الأول قول مهيار الديلمي :

‏إن كان عندكَ يازمانُ بقيّةٌ
‏ممّا يُهان به الكِرامُ فهاتِها


‏والثاني قول الأعمى التطيلي :

والدّهرُ قد هدَّ القلوبَ فأصبحت
‏مشغولةً حتى عنِ الخَفَقانِ

‏إن كان عندَكَ في الحياةِ أحبةٌ
يَدرونَ عنكَ وإن شكوتَ توجّعوا

وإذا البشائرُ صَبَّحَتْكَ اسْتَبْشَروا
وإذا وَشَى بكَ حاسدٌ لم يَسمعوا

فاصفَعْ قَفَا الأحزانِ لاتأبَهْ بها
واضحَكْ لحظِّكَ إن حَظَّكَ أروَعُ

د. فواز اللعبون

قَد زُرتِنا مَرَّةً في الدَهرِ وَاحِدَةً
عودي وَلا تَجعَليها بَيضَةَ الديكِ

إِنَّ الَّذي راحَ مَغبوطا بِنِعمَتِهِ
كَفٌّ تَمَسُّكِ أَو كَفٌّ تُعاطيكِ

وَلَو وَهَبتِ لَنا يَومًا نَعيشُ بِهِ
أَحيَيتِ نَفسا وَكانَتْ مِن مَساعيكِ

بشار بن برد