هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وقِمَّةُ البؤسِ أنْ تُبكيكَ ذاكِرةٌ
بمنزلٍ كنتَ دومًا فيهِ تبتَسِمُ

أبو العتاهية

‏قال الإمام ثعلب
واسمه أحمد بن يحيى الشيباني
إنَّمَا سُمَّي الخَليلُ خليلاً
لأنَّ محبته تتخلَّل القلبَ
فلا تَدع فيه خَلَلاً إلَّا مَلأته

وأنشد قول بشار بن برد:

قَد تَخَلَّلتِ مَسلَكَ الرُّوحِ مِنّي
وبذا سُمِّيَ الخَليلُ خَليلا

‏تقول العرب في أمثالها
لقد ذل من بالت عليه الثعالب
ويضرب المثل في الذليل
قصة هذا المثل
كان لبني سُليم صنم يعبدونه في الجاهلية فبينما كان السادن جالس
إذ أقبل ثعلبان وبال على الصنم

فلما رأى الرجل ذلك أنشد

أرب يبول الثعلبان برأسه
لقد ذل من بالت عليه الثعالب

وإنّما الشِّعرُ لبُّ المرءِ يعْرِضُهُ
على المجالسِ إنْ كَيْسًا وإنْ حَمِقَا

وإنَّ أشْعَرَ بيتٍ أنت قائلُهُ
بيتٌ يُقالُ إذا أنْشَدتَهُ صَدَقَا

المنهال بن بُقَيْلة

وما النّاس إلا هالك وابن هالك
وذو نسب في الهالكين عريق

إذا امتحن الدّنيا لبيب تكشَّفت
له عن عدو في ثياب صديق

....

‏وقف أحمد السَّرخسيّ على
المبرّد يومًا مُسَلِّمًا
فقال المبرّد : أنت والله كما قال البحتري :

خِصَالُ النُّبْل في أهل المعالي
مُفَرَّقةٌ وأنت لها جمَاعُ

....

‏من الأبيات التي تصف الواقع اليوم جبيت المتنبي الفريد وما أكثر فرائده

وَمَن يَجعَلِ الضِّرغامَ بازاً لِصَيدِهِ
تَصَيَّدَهُ الضِّرغامُ فيما تَصَيَّدا

فهو يؤكِّد حقيقة تتكرَّر عقلاً وواقعاً وتأريخاً؛ فالذي يستخدم الضِّرغام وهو الأسد وسيلةً يصطاد بها
(الباز هو الذي يستخدم وسيلة للصيد)
فإنَّ الأسد سوف يصطاده فيما يصطاد بعد أنْ يقضي على فريسته الأولى
هذه القصيدة أعدَّها درَّةً في تاج شعر العرب؛ فكلُّ شطر يزن بيتاً بديعاً، وكلُّ بيتٍ ديوان بلاغة وحكمة
ومن ذلك قوله:

لِكُلِّ اِمرِئٍ مِن دَهرِهِ ماتَعَوَّد
وَعادَةُ سَيفِ الدَّولَةِ الطَعنُ في العِدا

هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً
عَلى الدُرِّ وَاِحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا

فَيا عَجَباً مِن دائِلٍ أَنتَ سَيفُهُ
أَما يَتَوَقّى شَفرَتَيْ ماتَقَلَّدا

رَأَيتُكَ مَحضَ الحِلمِ في مَحضِ قُدرَةٍ
وَلَو شِئتَ كانَ الحِلمُ مِنكَ المُهَنَّدا

وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ
وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا

إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
وَإِنْ أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا

وَوَضعُ النَّدى في مَوضِعِ السَّيفِ بِالعُلا
مُضِرٌّ كَوَضعِ السَّيفِ في مَوضِعِ النَّدى

تَرَكتُ السُّرى خَلفي لِمَن قَلَّ مالُهُ
وَأَنعَلتُ أَفراسي بِنُعماكَ عَسجَدا

وَقَيَّدتُ نَفسي في ذَراكَ مَحَبَّةً
وَمَن وَجَدَ الإِحسانَ قَيداً تَقَيَّدا

وما صبابة مشتاق على أملٍ
من اللقاء كمشتاقٍ بلا أملِ

متى تَزُر قوم من تَهوى زِيارَتَها
لايُتحِفوكَ بغير البيض والأسَل

والهجر أقتَلُ لي ممّا أُراقبُه
أنا الغريق فما خوفي من البَلَلِ

المتنبي

‏ولا تمشِ فوق الأرض إلّا تواضعاً
فكم تحتها قومٌ هم منك أرفعُ

فإن كنت في عزّ وخير ومنعةٍ
فكم مات من قوم هم منك أمنعُ

....

‏طرقتُ باب الرجا والناس قد رقدوا
وبتُ أشكو إلى مولاي ما أجدُ

وقُلت يا أملي في كل نائبةٍ
ومن عليه لكشف الضر أعتمدُ

أشكو إليك أمورا أنت تعلمها
مالي على حملها صبر ولا جلدُ

وقد مددت يدي بالذل مبتهلًا
إليك ياخير من مدت إليه يدُ

فلا ترُدّنها يارب خائبةً
فبحر جودك يروي كل من يردُ

....