هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏وممّا يستطرف قول أحدهم في
جاريةٍ أرادت أن تقول :
أوْحشتني
فغلطت وقالت أوحستني
فأنشد يقول :

ظنَّ العذولُ وقد قالت مُؤانِسةً
(أوحستني) أنها تجفو و ذاك غلطْ

لم تبدل الشينَ سينًا لفظها خطأ
بل لم يسعْ ثغرها الزاهي ثلاثَ نُقطْ

حاولتُ أن أهدي الورودَ إليكِ
لكنَّ حُسنَ الوردِ كان لديكِ

ورأيتُ وجهكِ فاحَ منهُ عبيرًا
يامن يهيمُ الوردُ في عينيكِ

....

أيا حُلوَة الوجهِ أنتِ الهدى
ومن مقلتيكِ فؤادي اهتدى

وماذا سَيفعل قلبٌ جريحٌ
رمتهُ عيونك فَاستشهدا

....

ماكنتِ رائعةً ليسكنني الأسى
بعد الرحيل كأنه مأساتي

ماكنتِ دافئةً لأذكر في الشِّتا
عينيكْ بل ذكراكِ بردٌ آتِ

ماكنتِ مُلهِمةً فأشعر أنني
ضيعتُ وحيي وانطفت مشكاتي

ماكنتِ صادقةً فأتهم النوى
وأعود أنشدُ فيكْ من أبياتي

ماكنتِ مُخلصةً فيقتلني الوفا
بلْ جرح غدركِ لم يَزلْ بِسِمَاتي

ماكنتِ واحدةً وليس كمثلها
بل كنتِ وهماً عابراً بحياتي

كم عشتُ منطفئاً بقربِكِ خامداً
والبُعدُ عنكِ أعادَ حُلوَ صفاتي

فهواكِ فرضٌ تمَّ دون طهارةٍ
لابدَّ لي مِن أن أُعيدَ صلاتي


علاء سالم

دعي القلبَ يسمو إليكِ اشتياقاً
فحبُّكِ أنتِ سَماءٌ ونور

وأنتِ اختصارٌ لكلِّ الأماني
ووحيُ المعاني التي في الصدور

يطولُ الغيابُ فتشتاقُ روحي
وبين الحنايا حنينٌ يثور

فألمح وجهكِ نوراً بدربي
بدا مثلما في الليالي البدور

وأجملُ ما في الهوى يا حياتي
خيالاً يرفُّ وطيفٌ يزور

تمنيتُ لو كنتُ عِطراً لديكِ
فأدنو كما هي تدنو العطور

وأُمْزَجُ فيكِ نهاراً وليلاً
كجرْمٍ بِفُلْكِ هواكِ يَدُور

لَكَمْ هالني العشقُ شوقاً إليكِ
فيا ليتني كنت مثل الطيور

لأطوي السماءَ طريقاً إليكِ
وأحملُ بين يديَّ الزهور

وحين أراك تضمكِ عيني
ويهفو إليكِ فؤادي الأسير


علاء سالم

إذا ماكساكَ اللهُ سِرْبالَ صِحَّةِ
ولم تَخْلُ من قُوتِ يَحِلُّ وَيَعْذُبُ

فلا تغْبطَن المُترفين فإنهم
على قدْر مَايُعطِيهِمُ الدَّهْرُ يَسْلُبُ

....

هِي الروحُ مِن نَفسي ولِلعَينِ قُرَّةٌ
‏فِداءٌ لها نفسي وعيني وحاجِبي

‏فإِن يَكُ عَنّي وجهُها اليومَ غائِباً
‏فَليس فُؤادي مِن هواها بِغائِبِ

....

لَكَ الحَمدُ ياذا الجودِ والمَجدِ وَالعُلا
تَبارَكتَ تُعطي من تَشاءَ وَتَمنَعُ

إِلهي وَخَلّاقي وَحرزي وَمَوئِلي
إِليكَ لدى الإِعسارِ وَاليسرِ أَفزَعُ

إِلهي لَئن جُلتُ وَجَمَّت خَطيئَتي
فَعفوُكَ عَن ذَنبي أَجَلُّ وَأَوسَعُ

....

يامن يُعانِقُ دُنيا لابقاءَ لَها
يُمسي وَيُصبِحُ في دُنياهُ سَفّارا

هَلّا ترَكتَ لذي الدُنيا مُعانقَةً
حَتى تُعانِقَ في الفِردَوسِ أَبكارا

إِن كُنتَ تَبغي جِنانَ الخُلدِ تَسكُنُها
فَينبغي لَكَ أَن لاتَأمنَ النارا

....

إِنَّ الزَمانَ وَما يفنى لَهُ عَجَـبٌ
أَبقى لَنا ذَنَباً وَاِستُؤصِلَ الراسُ

أَبقى لَنا كُلَّ مَجهولٍ وَفَجَّعَنا
بالحالِمينَ فهم هامٌ وَأَرماسُ

إِنَّ الجَديدَينِ في طولِ اِختِلافِهِما
لايَفسدانِ وَلَكن يَفسُدُ الناسُ

....