هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

شكا رجلٌ لزوجتِه همومًا
فقالَ لها أرى في الحفظِ عُسرا

فقالتْ ياحبيبي خُذْ حلولي
وقدْ حاكتْ له في الليلِ أمرا

إذا حفظَ الحبيبُ كتابَ ربّي
فزوجتُهُ تزوّجُهُ بأُخرى

ولمّا حقّقَ المطلوبَ منهُ
وجاءَ لها وفي الكفّينِ بشرى

حفظتُ كتابَ ربّي ياحياتي
فقالتْ زادَكَ الرّحمنُ قدرا

وقد أقسمتُ لو أتممتَ حفظًا
سأخطُبُ حرّةً حسناءَ بِكرا

ولكنّي رأيتُ الصومَ يعلو
على النسوانِ إيمانًا وطهرا

فصُمْتُ ثلاثةً تكفيرَ ذنبٍ
وأسألُ خالقي يعطيكَ أجرا

فهذا ياحبيبي بعضُ حبي
وبعضُ محبّتي تأتيكَ مكرا

ان كيدهن عظيم

وغدًا سيجري دمع عينك فرحةً
‏وترى السحائب بالأماني أمطرت

‏وترى ظروف الأمس صارت بلسمًا
‏وهي التي أعيتْك حين تعسّرتْ

‏وتقولُ سبحان الذي رفع البلا
‏مِن بعدها أن فُقد الرجاء تيسرت

....

كَم مِن حَديثٍ في الفُؤادِ مُكَبَّلٍ
‏وَكَم مِن سُؤالٍ في اللِّسانِ أَسيرُ

‏وَكَم مِن دُموعٍ في المَآقي حَبيسَةٍ
‏تَكادُ مِنَ الكِتمانِ فينا تَغورُ

‏حَمَلنا جِراحاً لا تُداوى بِمَرهَمٍ
‏وَأَوجاعَ رُوحٍ ليسَ يُداويها الطَبيبُ

....

‏وَمًا كُلّ فَعّالٍ يُجَازَى بِفِعْلِهِ
ولا كلِّ قوّالٍ لديَّ يُجابُ

وَرُبَّ كَلامٍ مًرَّ فَوقَ مَسامِعي
كَما طَنَّ في لَوحِ الهَجيرِ ذُباب

ابو فراس الحمداني

‏احذرْ مقاربة اللئامِ فإنهُ
‏ ينبيكَ عنهمْ في الأمورِ مجرِّبُ

‏قومٌ إذا أيسرتَ كانوا إخوة
‏وإذا تربتَ تفرقوا وتجنبوا

‏اصبرْ على ريبِ الزمانِ فإنهُ
‏بالصّبرِ تُدْرِكُ كلّ ماتَتَطَلّبُ

ابو فراس الحمداني

أُقِرُّ لَهُ بِالذَنبِ وَالذَنبُ ذَنبُهُ
وَيَزعَمُ أَنّي ظالِمٌ فَأَتوبُ

وَيَقصِدُني بِالهَجرِ عِلماً بِأَنَّهُ
إِلَيَّ عَلى ماكانَ مِنهُ حَبيبُ

وَمِن كُلِّ دَمعٍ في جُفوني سَحابَةٌ
وَمِن كُلِّ وَجدٍ في حَشايَ لَهيبُ

ابو فراس الحمداني

فَعَلَ الجَميلَ وَلَم يَكُن مِن قَصدِهِ
فَقَبِلتُهُ وَقَرَنتُهُ بِذُنوبِهِ

وَلَرُبَّ فِعلٍ جاءَني مِن فاعِلٍ
أَحمَدتُهُ وَذَمَمتُ مَن يَأتي بِهِ

ابو فراس الحمداني

أَيا قَومَنا لاتَنشُبوا الحَربَ بَينَنا
أَيا قَومَنا لاتَقطَعوا اليَدَ بِاليَدِ

عَداوَةُ ذي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً
عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ

فَيا لَيتَ داني الرَحمِ مِنّا وَمِنكُمُ
إِذا لَم يُقَرِّب بَينَنا لَم يُبَعِّدِ

ابو فراس الحمداني

حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُ
وَفَعالي مَذَمَّةٌ وَعُيوبُ

وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ
وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيبُ

كُلُّ يَومٍ يُبري السُقامَ مُحِبٌّ
مِن حَبيبٍ وَما لِسُقمي طَبيبُ

عنترة بن شداد

‏مَن لَم يَعِش مُتَعَزِّزاً بِسِنانِهِ
سَيَموتُ مَوتَ الذُلِّ بَينَ المَعشَرِ

لابُدَّ لِلعُمرِ النَفيسِ مِنَ الفَنا
فَاِصرِف زَمانَكَ في الأَعَزِّ الأَفخَرِ

عنترة بن شداد