هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

كانت لأبي الحسن علي بن أحمد الفالي الأديب نسخةٌ من كتاب الجمهرة لابن دُريد في غاية الجود فَدَعَتْه الحاجة إلى بيعها فاشتراها الشريف المرتضى علي بن الطاهر بستِّين دينارًا وتصفَّحها فوَجَدَ بها أبياتًا بخطِّ بائِعِها أبي الحسن الفالي وهي :

أنستُ بها عشرين عاما وبعتُها
لقد طال وجدي بعدها وحنيني

وما كان ظنّي أنني سأبيعها
ولو خلّدتني في السجون ديوني

ولكن لضعفٍ وافتقار وصبية
صغار عليهم تستهلّ شجوني

فقلتُ وقد فاضت مدامعُ عبرةٍ
مقالةَ مكويِّ الفؤاد حزيني

وقد تخرجُ الحاجاتُ يا أمّ مالك
كرائم من ربّ بهن ظنيني


فأرجَعَ النسخة إليه وترك له الدنانير رحمه الله

الغزل عند جرير فطريٌّ لاكُلفَة فيه يكاد أن يذوب رِقَّة فاستمع لقوله:

إِنَّ الَّذينَ غَدَوا بِلُبِّكَ غادَروا
وَشَلَاً بِعَينِكَ ما يَزالُ مُعِينا

غَيَّضنَ مِن عَبَراتِهِنَّ وقلن لي
ماذا لَقيتَ مِنَ الهَوى وَلَقينا

فَياحَبَّذا مَن لا أُسَمّيهِ غَيرَةً
وَبي مِن هَواهُ مُقعَدٌ وَمُقيمُ

فَكُلُّ ضَلالٍ في هَواكَ هِدايَةٌ
وَكُلُّ شَقاءٍ في رِضاكَ نَعيمُ

بهاء الدين زهير

وَقَد غَفَلَ الواشي وَلَم يَدرِ أَنَّني
أَخَذتُ لِعَيني مِن سُلَيمى نَصيبَها

الأبيوردي

بَكَرَت حَمامَةُ أَيكَةٍ مَحزونَةٌ
تَدعو الهَديلَ فَهَيَّجَت أَحزاني

لا زِلتِ في غَلَلٍ يَسُرُّكِ ناقِعٍ
وَظِلالِ أَخضَرَ ناعِمِ الأَغصانِ

جرير

لم يعد شيء من الأطلال نبكيه
كل الذي مات فينا كيف نُحييه

إن الأماني التي كانت تسامرنا
باتت رماداً وريح اليأس تذريه

والحرف مات مصلوبا بقافيةٍ
في يوم جاءت لسان الحال ترويه

فلا طُبٌ يداوي القلب من وجع
ولا الأشعار للألام تُنسيه

ماتت ضمائرنا في يد محتلٍ
قدسٌ ينادينا من الاعداء نحميه

والأمة الكبرى عن الاجرام صامتة
إلا بيانا على الأخبار تبديه

نفسي فداء لمن قد ثار في غضبٍ
أو قال في عملٍ بأن القدس يعنيه

....

إن الأماني التي كانت تسامرنا
باتت رماداً وريح اليأس تذريه

والحرف مات مصلوبا بقافيةٍ
في يوم جاءت لسان الحال ترويه

فلا طُبٌ يداوي القلب من وجع
ولا الأشعار للألام تُنسيه

ماتت ضمائرنا في يد محتلٍ
قدسٌ ينادينا من الاعداء نحميه

والأمة الكبرى عن الاجرام صامتة
إلا بيانا على الأخبار تبديه

نفسي فداء لمن قد ثار في غضبٍ
أو قال في عملٍ بأن القدس يعنيه

....

أشاقتك الشمائل والجنوب
ومن علو الرياح لها هبوب

أتتك بنفحة من شيح نجد
تضوّع والعرار بها مشوب

ومن بستان إبراهيم غنّت
حمائم تحتها فنن رطيب

فقلت لها وقيت سهام رام
ورقط الريش مطعمها القلوب

كما هيجت ذا طرب حزينا
إلى أوطانه فبكى الغريب


أبي هلال الأسدي

بأكناف الحجاز هوى دفين
يؤرّقني وقد هدت العيون

أحنّ إلى الحجاز وساكنيه
حنين الإلف فارقه القرين

وأبكي حين يهدأ كلّ خلق
بكاء بين زفرته أنين

وما جاران مؤتلفان إلّا
ستفرق بين جمعهما المنون


....

كفى حزنا أنّي ببغداد نازل
وقلبي بأكناف الحجاز رهين

إذا عنّ ركب للحجاز استفزّني
إلى من بأكناف الحجاز حنين

وتالله مافارقتهم قاليا لهم
ولكنّ ما يقضى فسوف يكون


....