هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ليستْ حياةُ المرءِ في الدنيا سِوىٰ
حُلمٌ يجرُّ وراءَه أحلامَا

والعيشُ في الدنيا جهادٌ دائمٌ
ظَبْيٌ يصارعُ في الوَغَى ضِرْغاما

تلكَ الشريعةُ في الحياةِ فلا
ترى إِلا نزاعًا دائمًا وصِداما

....

عيناهُ حقّاً بِالجَّمالِ تَفَرَّدَت
وتمردَت حتى سُقيتُ هواهُ

عيناهُ اللهم فإِغفِر لي زلتي
إني فُتِنت ولَم اتُب ربّاهُ

....

بأفعالِ التَّفاهَةِ كَمْ تَبارى
حَقيرٌ في النَّذالَةِ لا يُجارى

غَدا للسَّخَفِ عُنوانٌ عَريضٌ
نَذالَتُهُ يُمارِسُها جِهارا

وَصَدَّقَ نَفْسَهُ أَضْحى حَكِيما
كَصاحِبِنا الَّذي دَفَنَ الحِمارَا

وَحَطَّ عليهِ ديباجاً وَشاشا
فَأَضْحى القَبْرُ لِلْحَمْقى مَزارا

....

وَراحَ يَطوفُ حَوْلَ القَبْرِ يَبْكي
وَيَدْعُو اللهَ يَمْنَحُهُ اصْطِبارا

عَلى فَقْدِ العَزيزِ أَبِي المَعالِي
أَبِي البَرَكاتِ رَمْزُ الطُّهْرِ صارَا

وَأَقْسَمَ أَنَّ صاحِبَهُ شَهيدٌ
بِجَوْفِ اللَّيْلِ لِلْفِرْدَوْسِ طارَا

وَقالُوا رَمْسُهُ مِفْتاحُ خَيْرٍ
وَمَنْ يَهْوَى الجِنانَ إِلَيْهِ سارَا

....

فَصَدَّقَهُ رُعاعُ النَّاسِ فَوْراً
وَراحُوا يَخْلَعُونَ لَهُ النَُضارَا

وَما عَتَبي عَلَى الدَّجالِ لَكِنْ
عَلَى مَنْ فيهِ يَنْتَفِجُ افْتِخارا

....

رُوحي للقاك يا مُناها اشْتَاقَتْ
والأرضُ عليّ كاختيالي ضَاقَتْ

والنفسُ لَقَدْ ذابَتْ غراماً وجوىً
في جنب رضاك في الهوى ما لاقَتْ

....

قالوا نساؤكمُ تقود رجالكم
قلت الغيوث تسوسها الأرياحُ

يأتينَ في مثل النَّسيم لطافةً
و لهنَّ دلٌّ خالبٌ ومزاحُ

....

إن قوما لم يروا
حالتي لما سروا

وعظامي قد بروا
ليت شعري هل دروا

أي قلب ملكوا
قد جرى لي ما جرى

بعدهم بين الورى
آه من لي لو أرى

وفؤادي لو درى
أي شعب سلكوا

أنا صب مغرمُ
واصطباري عدمُ

وهم القوم هموا
أتراهم سلموا

أم تراهم هلكوا
عنهم الرواي روى

إنهم في المستوى
ثم من فرط الجوى

حار أرباب الهوى
في الهوى وارتكبوا

....

بُثَيْنَةُ قَالَتْ يَاجَمِيلُ أَرَبْتَنِي
فَقُلْتُ كِلَانا يابُثَيْنَ مُرِيبُ

وَأَرْيَبُنَـا مَنْ لَايُؤَدِّي أَمَانَةً
وَلَا يَحْفَـظُ الْأَسرَارَ حِينَ يَغِيبُ

بَعِيدٌ عَلَى مَنْ لَيْسَ يَطْلُبُ حَاجَةً
وَأَمَّا عَلَى ذِي حَاجَةٍ فَقَرِيبُ

جَميل بثينة

هُوَ المَوتُ فَاِختَر ماعَلا لَكَ ذِكرُهُ
فَلَم يَمُتِ الإِنسانُ ماحَيِيَ الذِكرُ

وَلا خَيرَ في دَفعِ الرَدى بِمَذَلَّةٍ
كَما رَدَّها يَوماً بِسَوءَتِهِ عَمروُ

أبو فراس الحمداني