هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏كمْ بَاسِمٍ والحُزنُ يَمْلَأُ قلبهُ
‏والناس تَحسبُ أنَّهُ مسرورُ

‏وتراهُ في جبْرِ الخَواطرِ سَاعياً
‏وفؤادُهُ مُتصدعٌ مكسورٌ

‏كمْ من كتابٍ لم يكنْ عُنوانُهُ
‏يحكي الذي في طيِّهِ مَسطُورُ

‏ولكم مُداوٍ ماتَ من مرضٍ بهِ
‏وهو الذي في طبه مشهورُ

....

وَلَمَّا رأَيتُ الهَجرَ أَبقَى مَوَدَّةً
وَطَارَت لأَضغَانٍ عَليّ قُلُوبُ

هَجَرتُ اجِتنَاباً غَيرَ بغض وَلاَقِلىً
اُمَيمَة مَهجُورٌ إِليَّ حَبِيبُ

ابن الدمينة

أُقِرُّ لَهُ بِالذَنبِ وَالذَنبُ ذَنبُهُ
وَيَزعَمُ أَنّي ظالِمٌ فَأَتوبُ

وَيَقصِدُني بِالهَجرِ عِلماً بِأَنَّهُ
إِلَيَّ عَلى ماكانَ مِنهُ حَبيبُ

وَمِن كُلِّ دَمعٍ في جُفوني سَحابَةٌ
وَمِن كُلِّ وَجدٍ في حَشايَ لَهيبُ

....

كُن اِبنَ مَن شِئتَ واِكتَسِب أَدَباً
يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ النَسَبِ

فَلَيسَ يُغني الحَسيبُ نِسبَتَهُ
بِلا لِسانٍ لَهُ وَلا أَدَبِ

إِنَّ الفَتى مَن يُقولُ ها أَنا ذا
لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي

علي بن أبي طالب رضي الله عنه

فَإِن غَدَرَت بِكَ الأَيامُ فَاِصبِر
وَكُن بِاللَهِ مَحمودَ المَعاني

وَلا تَكُ ساكِناً في دارِ ذُلٍّ
فَإِنَّ الذُلَّ يُقرَنُ بِالهَوانِ

وِإِن أَولاكَ ذو كَرَمً جَميلاً
فَكُن بِالشُكرِ مُنطَلِقَ اللِسانِ

....

‏أيارَبُّ ياذا العرْشِ أنت حكيمُ
‏وأنتَ بما تخفي الصدورُ عليمُ

‏فَيارَبُّ هَبْ لي مِنكَ حِلماً فإنّني
‏أرَى الحِلْمَ لم يندم عَلَيهِ حليمُ

....

وقد تَنْطِقُ الأشياءُ وهْيَ صَوَامِتٌ
وما كُلّ نُطْقِ المُخْبِرينَ كلامُ

أبو العلاء المعري

فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً
‏وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِبُ

‏إنْ سلَّ صارمهُ سالتَ مضاربهُ
‏وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُبُ

....

‏أيا بَعيدًا وَقَد قُرِّبْتَ مِن قَلبِي
‏والناسُ تأكُلني عَدَلاً وإيلامًا

‏قالوُا جُنِنتَ إذا أَحبَبتَ مُبتعِدًا
‏أُجِيبُ أعشَقُهُ لو كانَ أَوهامًا

‏احيَا بقُرِبكَ يَامَن لَستُ المِسُه
‏إلا بِحُلمٍ وَقَدْ أبليتُ أحلامًا

‏أنا وأنتَ مَتى الأيامُ تَجمعُنا؟
‏إنّي كَبْرتُ بِهذا البُعدِ اعوَامًا

....

أبكيكِ فاطمُ والبكاءُ بكاني
أتغيبُ شمسي في عُرى الأكفانِ

أرثيكِ بل يَرثي عليٌّ نفسَهُ
ياليتهُ ثغرَ الحبيبِ رثاني

ماكانَ ظني أن أُكفِّنَ مُهجتي
وأُرقرقُ الدمعاتِ كُلَّ زماني

أوما عجِلتِ على عليٍّ بالأسى
فأراكِ ميِّتةً وكنتُ الثاني

رحَلتْ بهائجُنا وجنّةُ دارِنا
لم يبقَ في داري سوى الأشجانِ

لاروحَ لي لاعُمرَ لي لا أُنسَ لي
ذا كلُّ حُلوٍ في الديارِ جفاني

أين الهمومُ أحطُّها ياسلوتي
ياقِبلةَ المثقولِ بالأحزانِ

قد كنتُ عندَ البابِ أُلقي ثقلَها
لم يبقَ عندَ البابِ مَن يلقاني

فلمن أعودُ إذا الديارُ تصحّرتْ
وبمن ألوذ إذا الضنى أعياني

وعلى تلاوةِ مَن تطيبُ مسامعي
يا أجملَ الأصواتِ في الأكوانِ

أين الدعاءُ وأين ترنيمُ الدُّجى
يانجمةً تدمى لها العينانِ

بالأمسِ كان لقاؤنا يافاطمٌ
ما أسرعَ الترحالَ عن أوطاني

لهفي عليكِ وقد أتيتِ كريمةً
وغدوتِ راحلةً بجرحٍ قانِ

محزونةً مهمومةً مهشومةً
محمولةً بالنعشِ للتُربانِ

هذا وداعي من حزينٍ مُعدَمٍ
ياكلَّ عمري قد مَضتْ أزماني

....