هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏تأتي الشَّدائدُ ساعةً وتغيبُ
‏وتلُوعُكَ الأيَّامُ ثُمَّ تطيبُ

‏هيَ هكذا الدُّنيا وهذا حالُها
‏ماكُلُّ شِرْبٍ في الزمانِ عَذِيبُ

‏إنَّ الرِّضا عند النوائبِ سلْوَةٌ
‏والصبرُ إنْ حلَّ الأسى تطبيبُ

....

فَلا أَترُكُ الإِخوانَ ماعُشتُ لِلرَدى
كَما أَنَّهُ لايَترُكُ الماءُ شارِبُه

وَلا يُستَضامُ الدَهرَ جاري وَلا أُرى
كَمَن باتَ تَسري لِلصَديقِ عَقارِبُه

وَإِن جارَتي أَلوَت رِياحٌ بِبَيتِها
تَغافَلتُ حَتّى يَستُرَ البَيتَ جانِبُه

....

هَل في تَذَكُّرِ أَيّامِ الصِبا فَنَدُ
أَم هَل لِما فاتَ مِن أَيّامِهِ رِدَدُ

أَم هَل يُلامَنَّ باكٍ هاجَ عَبرَتَهُ
بِالحِجرِ إِذ شَفَّهُ الوَجدُ الَّذي يَجِدُ

....

أَجارتَنا إنَّ الخُطوبَ تَنوبُ
وإني مُقيمٌ ما أقامَ عَسِيبُ

أجارتنا إِنّا غَريبان ها هُنا
وكلُّ غَريبٍ للغريبِ نَسيبُ

فَإن تَصِلينا فالقَرابة بينَنا
وإن تَصْرِمينا فالغريبُ غَريبُ

أجارتَنا مافات ليسَ يؤؤبُ
وما هو آتٍ في الزَّمانِ قريبُ

وَليسَ غَريبا من تناءَتْ دِيارُهُ
ولكنَّ مَنْ وارى التُّرابُ غَريبُ

....

قالت أعرابيّةٌ ترثي ولدَها :

ياقرحةَ القلبِ والأحشاء والكبِدِ
ياليت أمَّكَ لم تحبَلْ ولم تلِدِ

لما رأيتُكَ قد أُدرِجْتَ في كفَنٍ
مُطيَّبًا للمَنايا آخرَ الأبدِ

أيقنتُ بعدَكَ أنِّي غير باقيةٍ
وكيف يبقى ذراعٌ زال عن عَضُدِ

‏وَلَيسَ خَليلي بِالمَلولِ وَلا الَّذي
إِذا غبتُ عَنهُ باعَني بِخَليلِ

وَلَكِن خَليلي مَن يَدومُ وِصالُهُ
وَيَحفَظُ سِرّي عِندَ كُلِّ دَخيلِ

....

يَاقَلْبُ لَاتَعْشَقُ مَلِيحَاً وَاحِدَاً
تَحْتَارُ فِيهِ تَدَلْلَا وَتَذَلْلَا

إِهْوَى المِلَاحَ جَمِيعُهُمْ تَلْقَاهُمْ
إِنْ صَدَّ هَذَا كَانَ ذَلِكَ مُقْبلا

....

نَظرت فأقصَدت الفؤادَ بِسهمَها
ثُمَ انثنَت نَحوِي فكِدتُ اهيمُ

وَيلاهُ ان نَظرت وإن هِي اعرَضت
وَقعَ السِهام وَنزعهن ألَيمُ

....

نادَيتُ قلبي بِحُزنٍ ثُمَ قِلتُ لهُ
يامَن يُبالي حَبيباً لايُباليهِ

هَذا الذي كُنتَ تهواهُ وتَمنحهُ
صَفوَ المَودةِ قَد غالَت دَواهيهِ

....

‏بلّغوها إِذا أَتيتُم حِمَاها
‏أنني مِتُ في الغرامِ فِدَاها

‏واذكروني لها بِكُلِّ جميلٍ
‏فعساها تَحِن علي عساها

....