هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ماعُدتُ أرجو أن تكونَ حبيبي
فأرحل بلا لومٌ ولا تثريبِ

ولو ألتقينا صدفة فل نلتقي
مثل الغريبُ إذا إلتقى بغريبِ

....

أفنيْتُ فيهِ مَشاعِري ماضَرَّهُ
لَو قَابلَ الإحسَان بالإحسَانِ

عزّت عليّ مَشَاعِري فَدَفنتُها
بَعد الذُّبول فَمُتُّ قَبلَ أوانِي

لاشَيء يُطفئُ عَبرةً مَخنوقَةً
في القَلبِ إلَّا رَحمةً تَغشَاني

لِلظُّلم ألفُ طَريقةٍ وأشَدُّها
أن يَعبثَ الإنسَانُ بالإنسانِ

....

‏سارٍ هَوَاك بِمُهجتي كعروبَتي
‏تجري بِدمّي والدماءُ فِدَاكا

‏وأكادُ مِن شَغَفِي أموتُ توجدًّا
‏فالشوقُ فِي رُوحِي يُريدُ لقاكا

‏وإذا سرَى فِي الناسِ أنكَّ مُتلفي
‏إتلافُ قَلْبِي فِيك مثلُ هناكا

‏مهما رأيتُ مِن الأنامِ محاسنًا
‏في القلبِ عينٌ لَاتَرَى إلّاكا

....

ماضٍ وأعرف مادربي وما هدفي

والموت يرقصُ لي في كل منعطفِ

وحياتنا أنشودةٌ صيغت على لحن الكفاح

وطريقنا محفوفةٌ بالشوكِ بالدمِ بالرماح

يادربنا يامعبر الابطال يادرب الفلاح

إنّا إذا وُضع السلاح في وجهنا ضجّ السلاح

وإذا تلعثمت الشفاه تكلمت منا الجراح

....

شيءٌ من الشّوق مرسومٌ أُخبِّئهُ
سطْرٌ بعيني وفي قلبي دواوينُ

....

جاءَ الشتاءُ بغيمهِ متحجبا
أهلاً بلسطانِ الفصولِ ومرحبا

أعظم به ملكا عليه مهابةً
عمّت كتائبه الأباطحَ والربا

....

مما يروى عن حلمِ وعفو قيس بن عاصم
أن قد أتوه يومًا بأخٍ له قد قتل ابنه فجاؤوا به مكتوفًا
فقال: ذعرتم أخي
أطلقوه واحملوا إلى أم ولدي ديته فإنها ليست من قومنا
ثم قال :

أقولُ للنفس تصبيرًا وتعزيةً
إحدى يدي أصابتني ولم تُرِدِ

كلاهما خَلَفٌ من بعدِ صاحبهِ
هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي

أهلاً وسهلا كلما نسنسَ الصبا
بنيتم بأقصى القلبِ ملهىً وملعبا

فأعشـبَ واديه وطابـت ثمارهُ
وأمرغ مرج كان بالأمس مُجدبا

مني لكم مع التحية

مما يروى عن جرير أنه قال مامن بيت قاله الفرزدق فيَّ إلا قلبته عليه
إلا قوله في لاميته :

‌ليسَ ‌الكرامُ ‌بناحليكَ أباهمُ
حتى تردَّ إلى عطيةَ تعتلُ

وزعمتَ أنكَ قدْ رضيتَ بما بنى
فاصبرْ فما لكَ عنْ أبيكَ محولُ

ولئنَ رغبتَ سوى أبيكَ لترجعن
عبداً إليهِ كأنَّ أنفكَ دملُ

قال الفرزدقُ في رثاء نفسه :

‏إذا متّ فابكيني بما أنا أهله
‏فكل جميل قلته فيّ مصدّقُ

‏وكم قائلٍ مات الفرزدق والندى
‏وقائلةٍ ماتَ الندى والفرزدقُ