هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

بشّر حماةَ بفتحٍ قابَ قوسينِ
يشفي الصدورَ ويقضي سالفَ الدَّينِ

الأخضرُ الحرُّ قد أرسى خرائطهُ
وأنتِ من حظِّهِ ياقُرّةَ العينِ

تلكَ الأعاجمُ من إيرانَ قد هربت
بعدَ الهزيمةِ إذلالاً بخزيَيْنِ

فجهّزوا الفرحَ من أقصى طرابُلسٍ
لعرسِ أمّ الفدا والمجدِ والزَّينِ

حذيفة العرجي

ويهزُني شوقٌ إليكَ أصدّه
‏فيعودُ أقوى إذ صدَدّتُ ويكبَرُ

‏وأُشيحُ عنكَ نواظري لكنني
‏في خِلسةٍ أهفو إليكَ وأنظرُ

....

فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي
وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَنعَمتِ بالِيا

وَأَنتِ الَّتي مامِن صَديقٍ وَلا عِداً
يَرى نِضوَ ماأَبقَيتِ إِلّا رَثى لِيا

....

ملأ القلبَ غراماً ورَحَل
بالهوى والهجرِ أحيا وقتَل

أيقظَ الخوفَ بصدري ومضى
مُحرقاً من خلفهِ كلَّ أمَل

إنني أهدي الحيارى في الهوى
أن يضِلّوا كيفَ حدسي فيكَ ضَل

لستُ أُحصي بالذي عشَّمتني
كم رأى قلبي وكم منكَ احتَمل

قاتلَ اللهُ انتظاري لاتَعُد
بل تمادى إنَّ شوقي لكَ مَل

بعتني الوهمَ إلى أن نِلتَني
ياكثيراً لستُ أدري كيفَ قل

ألفُ شكرٍ كنتَ أمناً زائفاً
والذي قد خِفتُهُ منكَ حصل

....

الدهرُ ذو دُولٍ والموتُ ذو عِللٍ
‏والمرءُ ذو أَملٍ والناسُ أشباهُ

‏يبكي ويضحكُ ذو نفسٍ مُصرَّفةٍ
‏واللهُ أَضحكَهُ واللهُ أبكاهُ

‏نلهو ولِلموتِ ممسانا ومصبحنا
‏مَن لم يُصبِّحهُ وجهُ الموتِ مَسّاهُ

‏وكلُّ ذي أَجَل يومًا سيبلُغُهُ
‏وكلُّ ذي عمَلٍ يومًا سيلقاهُ

....

وأبحثُ عنّي رويدًا رويدًا
‏ويغلقُ دوني سبيلُ التمنّي

‏ولازلتُ جَلدًا أخوضُ الحياةَ
‏وكم كان سهلًا سبيلُ التجنّي

‏فأُجرحُ يومًا وأَفرح يومًا
‏وأُكسرُ يومًا ويومًا أغنّي

‏وكانت أغانيّ لحنًا خفيّا
‏رسائلَ حبٍّ إليّ ومنّي

أحسُّ وكلّ الأحاسيسِ كذبٌ
فبين الدروبِ وحيدًا كأنّي

ولازالَ كالقفرِ شكلُ الحياةِ
ولازلتُ بالبيدِ أبحثُ عنّي

....

وأنا أُحبُّك دُون أيِّ تَحفظٍ
واعِيشُ فيك ولادتي ودماري

إنّي اقتَرفتُك عامِداً مُتَعمِّداً
إنْ كُنت عاراً يالروعةِ عارِي

....

ماذنبُ قَلبي إن وهبتُكَ موطِنًا
‏فأبيتَ إلّا أن تكونَ غريبا

‏لِمَ كُلّما أدنو إليكَ تصُدُّني
‏تغتالُ مَن للجُرحِ جاءَ طبيبا

‏إن كُنتَ تسألُ عن دليلِ مشاعري
‏سَترى دُموعي النّازِفاتِ مُجيبا

‏إن كُنتَ تَبحثُ عَن صَديقٍ مُخلصٍ
‏لَمْ تلقَ مِثلي صادقًا وقريبا

‏وإذا أردتَ لنبضِ قَلبِكَ مَسكنًا
‏هذا فُؤادي فاتّخِذهُ حَبيبا

....

‏ماذا أقول ودِدتُ البحر قافيتي
‏والغيم محبرَتي والأفق أشعاري

‏إن ساءلوك فقولي كان يَعشقني
‏بكلِّ مافيه من عُنفٍ وإصرَارِ

‏وكانَ يأوي إلى قلبي ويَسكنُهُ
‏وكان يَحمِلُ في أضلاعهِ دَاري

‏وإن مضَيتُ فقولي لم يكن بطَلاً
‏لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ

....

لعمري كم حويتُ الناسَ قلبًا
‏وما في الناسِ قلبًا يحتويني

‏أنا الحُزن الذي لاحُزن بعدي
‏ولا يُغني حنينٌ عن حنينِ

‏فلا مَن كان قبلي كان قبلي
‏ولا مَن قد يليني قد يليني

‏أنا المملوءُ حُزنًا وانكسارًا
‏وما فرطتُ في عِرضي وديني

‏أنا من ذاقَ ملْء الأرضِ هونًا
‏وما أخضعتُ للدنيا جبيني

....