هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

اصبر إذا ماعَرَتك نائبةٌ
لاتَستَعِن ساقطاً ولا تخضَع

فالموتُ في ماءِ دجلةٍ غَرَقاً
أَولَى من المستَغاثِ بالضُّفدع

ابن هندو

فَقَدنا عَميدَ الحَيِّ فَالرُكنُ خاشِعٌ
لِفَقدِ أَبي عُثمانَ وَالبَيتُ وَالحِجرُ

وَكانَ هِشامُ بنُ المُغيرَةِ عِصمَةً
إِذا عَرَكَ الناسَ المَخاوِفُ وَالفَقرُ

بِأَبياتِهِ كانَت أَرامِلُ قَومِهِ
تَلوذُ وَأَيتامُ العَشيرَةِ وَالسفرُ

فَوَدَّت قُريشٌ لَو فَدَتهُ بِشَطرِها
وَقَلَّ لَعَمري لَو فَدَوهُ لَهُ الشَطرُ

نَقولُ لِعَمرٍو أَنتَ مِنهُ وَإِنَّنا
لَنَرجوكَ في جلِّ المُهِمّاتِ ياعَمرُو


ابو طالب في رثاء هشام بن المغيرة

لم نعتزل بوحَ القلوب تعمُّداً
‏لكن قليلٌ من له نرتاحُ

‏ذهب الذين إذا رميتَ بنظرةٍ
‏لقِفوا الحديثَ وهم له مفتاحُ

....

أنتَ الذي يَقضي الحوائجَ كلها
‏أنت الذي يُعطي العطاءَ ويَمنعُ

‏فإذا وهَبْتَ فذاك فضلٌ سابقٌ
‏هذا الذي أرنو إليه وأطمعُ

‏وإذا مَنعتَ فأنت ربي خالقي
‏حاشا يداي لغير جودك تُرفعُ

....

وَوَاللَهِ ما أَضمَرتُ في الحُبِّ سَلوَةً
وَوَاللَهِ ما حَدَّثتِ نَفسِيَ بِالصَبرِ

فَإِنَّكَ في عَيني لَأَبهى مِنَ الغِنى
وَإِنَّكَ في قَلبي لَأَحلى مِنَ النَصرِ

فَيا حَكَمي المَأمولَ جُرتَ مَعَ الهَوى
وَيا ثِقَتي المَأمونَ خُنتَ مَعَ الدَهرِ

ابو فراس الحمداني

اصْبِرْ عَلَى مُرِّ الْجَفَا مِنْ مُعَلِّمٍ
فَإِنَّ رُسُوبَ الْعِلْمِ فِي نَفَرَاتِهِ

وَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً
تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِ

وَمَنْ فَاتَهُ التَّعْلِيمُ وَقْتَ شَبَابِهِ
فَكَبِّرْ عَلَيْهِ أَرْبَعًا لِوَفَاتِهِ

وَذَاتُ الْفَتَى وَاللهِ بِالْعِلْمِ وَالتُّقَى
إِذَا لَمْ يَكُونَا لَا اعْتِبَارَ لِذَاتِهِ

الشافعي

أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا
أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا

غيظَ العِدا مِن تَساقينا الهَوى فَدَعَوا
بِأَن نَغَصَّ فَقالَ الدَهرُ آمينا

فَاِنحَلَّ ماكانَ مَعقوداً بِأَنفُسِنا
وَاِنبَتَّ ماكانَ مَوصولاً بِأَيدينا

وَقَد نَكونُ وَما يُخشى تَفَرُّقُنا
فَاليَومَ نَحنُ وَما يُرجى تَلاقينا

ابن زيدون

وَما كُلُّ مَخضوبِ البَنانِ بُثَينَةٌ
وَما كُلُّ مَسلوبِ الفُؤادِ جَميلُ

وَيا عاذِلي قَد قُلتَ قَولاً سَمِعتُهُ
وَلَكِنَّهُ قَولٌ عَلَيَّ ثَقيلُ

بهاء الدين الزهير

المرء يُعرف في الأنام بفعله
وخصائل المرء الكريم كأصلهِ

اصبر على حُلوِ الزمان ومُرِّهِ
واعلم بأن الله بالغ أمره

لاتستغب فتستغاب ورُبّما
من قال شيئاً قيل فيه بمثله

وتجنّب الفحشاء لاتنطق بها
مادمت في جدّ الكلام وهزله

وإذا الصديق أساء عليك بجهله
فاصفح لأجل الله ليس لأجله

كم عالمٍ متفضلٍ قد سَبَّهُ
مَن لايُساوي غُرزةً في نَعلِهِ

البحرُ تَعْلو فوقَهُ جِيَفُ الفَلا
والدُّرّ مطمورٍ بأسفلِ رَمْلِهِ

وأعجبُ لِعُصفورٍ يُزاحِمُ باشِقاً
إلاّ لطيشته وخفّة عقله

إيّاك تَجْني سُكّرًا مِن حنظلٍ
فالشيء يرجع بالمذاقِ لأصلِهِ

في الجو مكتوبٌ على صُحُفِ الْهَوى
من يعمل المعروف يُجزَ بِمثلِهِ

....

‏ونصمُتُ ليسَ يعني أن رضِينا
ولكن ليسَ يُجدي مانقولُ

فَلا أنا مُفصِحٌ عَمّا أُعاني
ولا وَجعِي عَلى صَمتِي يَزولُ

....