هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

فداك القلبُ لاتحزن لشيءٍ
لأنَّك إن حزنتَ فأنتَ منّي

ولا تُسبل دُموعكَ كلَّ حينٍ
وخُذ دمعي وخُذ إن شئتَ عيني

....

يقول البارودي :

ماكُنتُ أعلمُ قَبل بادرةِ النّوى
أن الأسودَ فرائسُ الغزلانِ

‏أسامِرُ نجُمَاً في الليلِ وَحدي
‏ وأُبْصِرُ نورَ وجهَكِ في الهِلالِ

‏أَيَصبَحُ وصلُكِ الغالي خَيالاً
‏ وطيْبُ لقائكم صَعبُ المَنالِِ

....

‏إنِّي أحبُّك بَينَ القَلبِ وَالوَرَعِ
‏مَابَينَ مُندَفِعٍ مِنِّي وَمُرتَدِعِ

‏الشَّوقُ يَدفعُنِي وَالعَقلُ يَمنَعُنِي
‏وَالحَالُ تُخبرُنِي ذَا مَوضِعُ الوَجَعِ

‏ذِكرَاك دِفءٌ وَبَردٌ فَرحَةٌ وَأسَىً
‏نُورٌ وَنَارٌ كمَوصُولٍ وَمُنقَطِعِ

....

أماناً أيها القمر المطلُّ
‏على جفنيك أسيافٌ تُسلُّ

‏يزيد جمال وجهك كل يومٍ
‏ولي جسدٌ يذوب ويضمحلُّ

‏وما عرف السقام طريق جسمي
‏ولكن دلَّ من أهوى يَدُلُّ

‏إذا نُشرت ذوائبه عليه
‏ترى ماءً يرفُّ عليهِ ظِل

....

كن بلسمًا فالجارحون كثيرُ
‏ومواسيًا إنّ الزمانَ مريرُ

‏كن طيِّبَ الآثارِ إنك راحلٌ
‏فلعلها يومَ النشور تُجيرُ

....

‏أريد الحياةَ ربيعًا وفجرًا
‏وحُلمًا أعانِقُ فيهِ السّماء

‏فماذا تفيدُ قيود السنينِ
‏نُكبّلُ فيها المُنى والرجاء

‏تُرى هل تريد سِجنًا كبيرًا
‏وفي راحتيهِ يموتُ الوفاء

‏أريدُ الحياةَ كطيرٍ طليقٍ
‏يرى الشّمسَ بيتًا، يرى العُمر ماء

‏أريدهُ صُبحًا على كل شيءٍ
‏كفانا معَ الخوفِ ليلَ الشّقاء

....

‏لقد أوسعتُ أرض الله ضربا
‏يريدون الوصول أريدُ دربا

قريبٌ أنتَ ياقلبي بعيدٌ
‏أزيدُ ترحلاً فتزيدُ قُربا

‏تمرُّ الأمنياتُ بنا فُرادى
‏ولكن الهموم تمرُّ سِربا

‏وما قصّرتُ قصّرَ بعضُ حظي
‏أسير مُشرّقاً ويسيرُ غربا

‏وما استسلمتُ من يأسٍ ولكن
‏يحن لراحةٍ من خاض حربا

‏سلطان السبهان

وَبعد الصبرِ يادُنيا التقينا

‏تعانقنا وَمِن فرحٍ بكينا

‏تناسينا الخِصام ومَاعتِبنا

‏وودعنا الملامَ ومااشتكينا

‏تضافحنَا فمِنا ألف جدول

‏وعادَّ ربيعنا أحلى وأجمَل

‏غزلنا العُمر أحلامًا وشِعرًا

‏ومَاعُدنا عن الأيامِ نسأل

‏تلاقينا بكى الحُب وغارا

‏وغنَينا فأسكرنا الصحارى

‏ليَالِينا عصافيرٌ تُغنِي

‏ودُنيانا مواويلٌ سُكارى

‏ومِن شوقي إليكَ سبقتُ عُمرِي

‏أتيتُ إليك مِن فرحي أُغني

‏وكُل حرائق العُشّاق فيّا

‏ولولا الخوف مِن عتب الليالي

‏لجئتُك والنجُومُ على يَديّا

‏لِماذا نترُك الدُنيا تُعذبنا وتُشقِينا

‏ونحنُ إذا ملكناها أحلناها بساتِينا

....

واغنم من الحاضر لذاته
فليس في طبع الليالي الأمان

....