هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

فَدَتْ نَفْسي وما مَلَكَتْ يَمِيني
فَوَارِسَ صَدَّقَتْ فيهمْ ظُنُونِي

فَوَارِسَ لايَمَلُّونَ المَنَايَا
إذا دَارَتْ رَحَى الحَرْبِ الزَّبُونِ

ولا يَجْزُونَ مِن حَسَنٍ بِسَيْءٍ
ولا يَجْزُونَ مِن غِلَظٍ بِلِينِ

ولا تَبْلَى بَسَالَتُهُمْ وَإِنْ هُمْ
صَلُوا بالحَرْبِ حِينًا بعدَ حِينِ

هُمُ مَنَعُوا حِمَى الوَقْبَى بِضَرْبٍ
يُؤَلِّفُ بين أَشْتَاتِ المَنُونِ

فَنَكَّبَ عنهمُ دَرْءَ الأَعَادِي
وَدَاوَوْا بالجُنُونِ مِن الجُنُونِ

ولا يَرْعَوْنَ أَكْنَافَ الهُوَيْنَى
إذا حَلُّوا ولا أَرْضَ الهَدُونِ


أبو الغول الطُّهَوي

هل الأمر إلا أن ألاقي مدجّجًا
فأَضْرِب أو أُرمى فأُصْمي وأُقتَل

ونحن بني الإسلام نولد للردى
فيبطئ عنا تارة ويعجّل

إذا ماكميٌّ كعّ خوفا وجدتنا
نخوض ودرعَ الإزدرا نتسربَلُ


محمد ديبان

رجعنا ياحماةُ فلا تقولي
نسيتُ وجوهَكم بعْدَ الفِراقِ

وأنتِ الأُمُّ كيف الأُمُّ تنسى
وجوهَ صِغارِها عند التَّلاقي

بكَينا عندما افترَقَتْ دروبٌ
فمَن يبكي لنا عندَ العِناقِ

صَداقُ هواكِ أنْ نحيا كِراماً
وأكرِمْ بالكرامةِ مِن صَداقِ


أنس الدغيم

أحبّكِ مَوطِنَاً والشِّعرُ يَرْوي
حِكايَاتِ الغَرَامِ عَلَى القَوَافي

وعَينُك مَوطِني وبِلادُ عِشْقي
وثَغْرُك وِجْهَتِي بَينَ المَنَافي

فَلَو طالَ الفُرَاقُ بِنَا سِنينَاً
وحَالَتْ بَيْنَنا سُبُل التَّجَافي

سَيَبْقى الشِّعْرُ في عَينَيكِ يُرْوى
وَيَبْقَى العِشْقُ عِشْقكِ ﻻتَخَافِي

....

يَاسَاكِنَاً بينَ الضلوعِ وفي الحَشَا
مَن ذا بِسِرّكَ للقَصائدِ قَد وَشَى

عيني أم القَلبُ المتيّمُ عِندَمَا
أخفاكَ سِراً في الشغافِ وَقد فَشَا

لِتَصيرَ إلهامَ الغَرامِ بِخَاطِري
وأصوغ شِعراً بِاشتياقكَ مُدهِشا

أنَاْ في غَرامِكَ قَد وَجَدتُ بِدَايتي
إذْ كنتُ قبلكَ في الشعورِ مُهَمّشا

لاحُبّ لي كي أشتَكيهِ صَبَابَتي
وأجوب في ليلِ النَوى مُستوحِشَا

حَتّى عَرفتُكَ وَابتليتُ وَخافقي
أمسَى بِحبّكَ هَائِماً مُتَعَطِّشَا

إنّي أحبّكَ هَلْ عَرَفتَ شكايَتي
وَجنونُ وَصلِكَ في الحُشاشةِ عَشعَشا

وَأصَابَني سهمُ العيونِ وَهَا أنا
أشكو الهُيامَ بِما جَنى طرف الرَشا

فأتيتُ مُعتَرِفَاً بِحبّكَ وَالجَوَى
وَمُنايَ أن تطفي لَهيبكَ في الحَشَا

....

أمُعذّبي مَالي وَمالكَ وَالنَوى
ذَرني وَحيدَاً في السَماءِ أحلّقُ

أغلَقتُ بَابَـاً للغَرامِ أذلّني
لكنَ جُرحيْ في الحشَا مُتعَمِّقُ

ضَمّدتهُ عُمْرَاً وَعُوفيَ وَاكتَوَى
وَبقيتُ مِن نارِ الهَوَى أتحرقُ

في دَاخلي تيهٌ وَأنتَ تَسيرُ بي
أخشَى عَليَّ إذا نَطقتُ سَأعشقُ

وأنا خَريفٌ وَالريَاحُ عَصفنَ بي
صَعبٌ عَلى غُصني اليَبوسِ يُورّقُ

....

القَلبُ صَامَ عَنِ الكَلامِ ليَسمَعَكْ
واخْتَارَ مِن بَينِ المَراتِعِ مَرتعَكْ

هلَّا احتَويتَ عَلى الغَرامِ جَنانَهُ
وجَعلتَ حُراس المَحَبَّةِ أضْلُعَكْ

مَالِي أرَاكَ تَركتَ مِيثاقَ الوَفَا
ونَسِيتَ قَلبًا كَان يومًا مُولعَكْ

العَينُ تَكتبُ حبَّهَا بِمِدادِهَا
والرُّوحُ ظلٌ دائمًا يَمشِي مَعَكْ

أتَقولُ أنِّي فِي الصَّبابَةِ مُجحِفٌ
أدمَيتَ قَلبِي عامدًا مَا أبشعَكْ

‏شِعرِي الَّذِي سَطَّرتهُ مَا راقَكُم
بَوحِي الَّذِي طوَّعتَه مَا أقنَعَكْ

‏أنتَ الضِّياءُ إذَا تَحَالك ليلُهُ
مَازَالَ يرقُبُ فِي الصَّبيحَةِ مَطلعَكْ

تَكْفِي مَدامِعَهُ دَليلًا للهَوَى
يَامَنْ بَخِلتَ بأنْ تُسيِّل أدمُعَكْ

مَاضَاقَ لَمَّا ضَاعَ مِنهُ فؤادَهُ
لكنَّهُ قَد ضَاقَ لمَّا ضَيَّعَكْ

....

قالوا أباَلكَ مشغولٌ فقلتُ لَهمُ
وكيفَ يَهدأ لي بالٌ وقد رحلوا

كلّ التفاصيلِ ماَزلتُ بذاَكرتي
فالشوقُ في داخلِي ماَعادَ يُحتَملُ

مُذُ خلفونِي وحيدً الروُحِ بعْدهمُ
والعينُ تَبكي ونبضُ القلبِ مُشتعلٌ

غابوا وَلكننِي ماَزلتُ أحفظهم
أحبةٌ ليسَ في قلبي لَهمْ بدلٌ

أناَ المُحبُ الذي بالعهدِ ملتَزمُ
أناَ الوفيّ لَهمُ حتى وإنْ رَحلوُا

....

هل يعلمُ المحبوبُ أنّ قلوبنا
تهفو إليه وتستلذُ رُؤاهُ

وبأنّنا في شوقِنا وودادِنا
نتصنّعُ الأسباب كي نلقاهُ

....

يامانعاً مقلتي من لذة الوسن
روحي تقيك من الأسواء والحزن

واللَه لاسكنت روحي إلى سكنٍ
إلا إليك ولا حنت إلى وطن

ولن أقول ولو أضنى الهوى كبدي
رداً لقولك لي قد خنت لم أخن

هبني غريباً ألام اليوم فيك ألم
أكن حقيقاً بأن أعدى على الزمن

فلا تدع رعي ماقد كنت تعلمه
مني يقيناً وتهجرني على الظنن

فلم تزل مذ عرفت الحب في كبدي
أحب واللَه من روحي إلى بدني

....