هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ونفسُك إن هانَتْ عليك فإنّها
على كلِّ مَنْ تلقى أذلُّ وأهْوَنُ

.....

فَلا تَبْتَئِسْ إِنْ فَاتَ حَظٌّ فَرُبَّمَا
أَضَاءَتْ مَصَابِيحُ الدُّجَى وهْيَ أُفَّلُ

فَقَدْ يَبْرَأُ الدَّاءُ الْعُضَالُ ويَنْجَلِي
ضَبَابُ الرَّزَايَا والْمُسَافِرُ يَقْفُلُ

وكَيْفَ يَخَافُ الْمَرْءُ حَيْفَاً ورَبُّهُ
بِأَحْسَن مَايَرْجُو مِنَ الرِّزْقِ يَكْفُلُ

البارودي

نبكيهم ولكنهم والله فائزون
نبكيهم في لحظة وتليها لحظة نقول يابختكم تركتم عالمنا المجرم إلى عالم الآخرة الوسيع الفسيح الأرحب والأرحم


أَبكيهِ ثُمَّ أَقولُ مُعتَذِراً لَهُ
وُفِّقْتَ حينَ تَرَكتَ أَلْأَمَ دارِ

جاوَرتُ أَعدائي وَجاوَرَ رَبَّهُ
شَتّان بَينَ جِوارِهِ وَجِواري

‏أتغارُ أنت وأنت كُل أحِبّتي
عجبًا أمَن مَلَكَ الفؤادَ يغارُ

.....

وإن كُنتُ مَجنونًا بِعشقِكَ هَائمًا
‏فإنِّي بنَبلِ المُقلَتَينِ مُصابُ

تعبِّرُ عَن وجدِي سُطورُ مَدامِعي
كأنَّكَ يَاخدِّي لهُنَّ كِتابُ

.....

‏ماذا تَقولُ لِعَينٍ فيكَ مُغْرَمةٌ
مُذْ أبصَرَتكَ وَما رَفَّتْ مِنَ النَّظرِ

قدْ صارَ يَقبحُ فيهَا كلُّ ما نَظرَتْ
وَأنتَ في عُرفِها أبهَى مِنَ القَمَرِ

.....

‌‎له في القلبِ شوق ليس يوصف
وفي الروحِ ارتسامٌ لايضاما

إذا نادى الحنينُ رقيقَ صوتٍ
تجاوبَ في الفؤادِ صدى الكلاما

وكيف أطيقُ بُعدَكَ ياحبيبي
ملأتَ العمرَ احساس الغراما

فوجهُك لو بدى منهُ ابتسام
تعيّد الروح في الدنيا سلاما

أيا بدرَ السماءِ إليكَ شوقي
يُضيءُ الليلَ يملأه هياما

.....

( مات العاشق ذاك الغلام )

القلبُ يَخفِقُ باكِياً
بينَ الجَميعِ ولا يُلام

ياليتهُ مات ولم
يَبكِ ويَشكِ في الضَلام

والحُزنُ في صفَحَاتهِ
قد هَلَّ فِيها كالغَمَام

الجُرحُ يَنزِفُ منْ ألمْ
والعمُ فِيهِ كالرُكَام

حديقَتُ القَلبِ رَوَت
لكِنهَا ماتت غرَام

والعاشِقُ المِسكينُ كان
مـن عِشقهِ صَار انتِقام

حبَّ المَليَحةَ وهوى
بعشقها وقعَ الغُلام

قال لَها حِينَّ إلتقى
انا عَشِقتُك يامدام

رائيتُكِ وعَقلي صَار
في هواكِ تائِهاً لايَنام

قَالت لَهُ ياليتَ تدري
مافي القلب من وئام

ياليت تدري أنني
هويتُ غيركَ ياحَرام

يئِسِ الغلامُ ودمعُهُ
كالسيلِ على خَدِ الهُمَام

وتوقفت تِلك اللسان
والصمتُ خيمَ والكلام

أمسى يُنادي قائلاً
ياليتني كُنت حُطام

وقَهرُهُ بلغ الجِنان
من عشقهِ صار عِضام

بالليل يَهذي والنهار
وماتَ في حُبِّ المدام


بشار القحوم

‏وأسألُ نَفسِي لِماذا أُحبُّك
رُغمَ اعترافِي بأن هَوانا مُحالٌ مُحال

ورغم اعترافي بأنك وهمٌ
وأنك صبحٌ سريع الزوال

ورغم اعترافي بأنك طيفٌ
وأنك في العشقِ بعض الخيال

ورغم اعترافي بأنك حلمٌ
أُطاردُ فيه وليس يطال

وأسألُ نفسي لماذا أحبك
إذا كنت شيئًا بعيد المنال


.....

أينَ تِلكَ الأمَيِرةُ يافَاتِنِيْ
ماعاد قَلبي ياجِراحُ يُهِمُنِي

هَجَرَ الحَبيبُ فَجَارَ مُودعاً
والأنَ قَلبيَّ فِيْ الظَلامِ يَئُزونِي

هيهاتُ يَارُوحِيْ لِمَاذا
بِاللهِ أخْبِرنِيْ بِرَبِكَ دُلنَيْ

.....