هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

كمْ عَاذلٍ في هَوَاكَ اليَوم يَعذِلُني
وشَامتٍ في جَفَاكَ اليومَ آذاني

نَالوا من القَلبِ مَانالَ الجَفاءُ بِهِ
وأوقدوا النارَ في روحي وأركاني

قَالوا سَيَنساكَ قُلتُ القَلب يَعشَقُهُ
ليَقَنع القَلبُ لَو أبديتُ نِسيَاني

هُمْ حَقّهم فيكَ لو قالوا وَلو عَذلوا
مَافَسّروا فيكَ أشعَاري وَألحَاني

لَم يعرفوا الحُبّ مَعذورونَ إذ جَهلوا
بأنكَ النَبضُ في قَلبي وشِريَاني

وأنّك الحُبّ مَهمَا زِدتَ مُبتعدًا
وبَاعدَ الهَجرُ عَن لُقيَاكَ أجفَاني

وأنّكَ السِرّ في شِعـري وَقَافيَتي
إلاكَ ماقالَ بيتَ الشِعرِ وجداني

عُدْ لي كمَا الفَجرُ لو حَلّتْ دَقائِقُهُ
واشطبْ منَ العمرِ تأريخي وأزماني

فَدونكَ الموتُ كمْ أرجوهُ يَأخُذُني
يَاكُلّ أهْلي وسُمّاري وَخِلاني

مَاضّر لو عُدتَ مَحبوبي لتُسكِتَهُم
وَتَنزعَ اليأسَ مِن صَدري وأحزاني

يافِطرةَ الحبِّ مُذ شَبّتْ مُراهَقتي
يا أولّ العِشقِ لاقَبلٌ ولا ثَـانِ

.....

مُر وامسَحِ الدَمعَ عن عَينَيّ يَاوَجعَاً
في كتمِهِ الآهُ لاتُبقي ولا تَذَرُ

مُر بالعِجافِ الّلواتي نِلنَ مِن صِغَري
وداوِني حَيثُ نالَ الداءُ والكدَرُ

مَاكُنّ سبعاً سنينُ القَحْطِ في حُلُمي
بَل كُنّ دَهراً طواهُ التَيهُ والسَفرُ

كلّ العَنَاوينِ والأمصَارِ طفْتُ بِهَا
وأنتَ زادُ ارتحَالِ الخَطوِ والصورُ

حَتّامَ أمضي غريبَ الأهلِ يا أمَلاً
مِن دونهِ النّاسِ ماعفّوا وإن كثروا

كُنْ يوسُفاً لي وكُف الضرّ عَن بَصَري
وألقِ ثَوباً لَعلّ العُمرَ يَزدَهِرُ

كفَاكَ بُعدَاً أمَا للهَجرِ مِنْ أمَدٍ
ادرِك بَقايَايَ إنّي بتّ أحتَضِرُ

.....

في الحب تجتمعُ القلوبُ ببعضها
قبل الوجوه ولا تخونُ الموعدا

فائذن لقلبي أن يُؤخر بَوحهُ
لكَ ساعة أو ساعتين ويرقدا

وائذن لروحي حين تُنهي طقسها
في العشقِ بين يديكَ أن تتمددا

أنت الذي لولاك عشتُ بلا غدٍ
وبقيتُ بالأمسِ البعيدِ مُقيَّدا

أَوَ كلما أبدعتُ فيكَ قصيدة
كلماتها خَرَّتْ أمامي سُجَّدا

خُذني إلى دنيا هواكَ فإنني
سَأعيشُ في محرابهِ مُتعبِّدا

خُذني إليكَ فلو أضعتُكَ مرةً
أُخرى سأصبحُ بالضياعِ مُهدَّدا

خذني اليك ولا تعدني كالذي
يعد الغريق بأن يمد له اليدا

.....

آمنتُ أنّكَ مُبدئُ الخَلْقِ
ومُدبّرُ الأفلاكِ في الأفْقِ

مُذْ كنتُ في الأرحَامِ ليسَ مَعي
نورٌ يُبَدّدُ وَحشةَ الضَيْقِ

ولِذَا حَسَسْتُكَ حينَما نَظَرَتْ
عينايَ تكوينَ الفَضَا الطَلْقِ

في النَفسِ واالآفاقِ كُنتَ مَعي
وبِفِطرةِ الإحساسِ والصِدْقِ

رَبّاً رَحيمَاً وَاحِداً أحَداً
عَونَاً رؤوفَاً غَادِقَ الرِزْقِ

وبِأوّلِ الخُطُواتِ كُنتَ لَهَا
حصنَاً وسِترَاً مِنْ هَوى النَزقِ

أدرِكتُ فيكَ العِشقَ حينَ تَلَتْ
شَفتايَ بِاسمِكَ أوّلَ النطقِ

اللهُ أنسُ حينَ ألفظُهَا
وأسرُّ حينَ يَخُطّهَا مشقي

.....

نَسَبي دمشقُ ومن دمشقَ يراعي
والحب قافلتي وكل متاعي

في داخلي يحيا نزار وفي دمي
هذي دمشقُ فلي دمشقُ نخاعي

شعري نبيُّ الله في زمن الغِوَا
والقافيات جميعها أتباعي

الحبُّ منذ ولدت يحيا داخلي
وينام مثل الطفل فوق ذراعي

ربته أمي بيننا من مهدنا
ورعته مثل مساكب النعناعِ

.....

قالت:

زدني بشعْرِكَ كي يَطيبَ المسْمَع
واقْصِدْ فؤادًا في حروفِكَ مولَعُ

كمْ كنتَ تمنحني القصائدَ جمّةً
ماعادَ عندكَ من حروفٍ تُسمعُ

فأجبتُها :
لاتطلبي شِعرًا فأنتِ قصيدَتي
ما إنْ نظرتُ إلى عيونكِ أُبدعُ

كوني بقربي فالحياةُ قصيرة
إنَّ الفؤادَ بقربِكمْ يسـتَمْتِعُ

قولي أحبُّكَ قد أكونُ مُودّعًا
مَنْ للغرامِ إذا أتانا يمنعُ

إنّي أُحبُّكِ فاعذُريني قلتُها
نبَضاتُ قلبي بالهوى تتسرّعُ

.....

لعلِّي قد سمعتُ بشطر بيتٍ
يعيد النور في قلب المُعنّى

فجودوا بالقصائد لا أبالي
فإني قد جعلت الحزن فنّا

لكم أطربت من شعري رجالاً
فقام رزينهم جذِلاً وغنّا

.....

وَلَقَدْ كَتَمْتُ هَوَاكَ عَنْ نَفْسِيْ فَهَلْ
أُفْضِيْ بِهِ لِمَسَامِعِ الجُلَّاسِ

أَلْوَاحُ حُبِّكَ لَمْ تَزَلْ فِيْ أَضْلُعِيْ
تَابُوتُهَا فِيْ أَقْدَسِ الأَقْدَاسِ

وَتَرَكْتَنِيْ أَحْيَا عَلَى جَمْرِ الغَضَا
مِثْلَ المُصَابِ بِلَوْثَةِ الوَسْوَاسِ

.....

خَيَالُكِ مالِئٌ بَصَرِي وسَمعي
فأَينَ وكيفَ أَشعُرُ بالأَمَانِ

تُزاحِمُني عليكِ يَدِي ورُوحِي
وتَحسدني الدَّقائقُ والثّواني

أُحبُّكِ ما اشتَعلتُ إِليكِ شوقًا
وما انطَفَأَ الكلامُ على اللسانِ

أُحبُّكِ رُغمَ مابكِ مِن بُرُودٍ
وما بيَ مِن عِنادِكِ والتَّوَاني

وأَشهَدُ بانتِصِارِكِ أَيُّ فَخرٍ
إِذا انتَصَرَ الشُّجاعُ على الجَبَانِ



....

أغارَ على قلبي فلمّا أتيتُه
‏أطالبُه فيه أغارَ على عقلي

‏بنفسي التي ضَنّت بردِّ سلامِها
‏ولو سألتْ قتلي وهبتُ لها قتلي

‏إذا جئتُها صدّت حياءً بوجهِها
‏فتهجُرُني هجرًا ألذَّ مِن الوَصْلِ

‏وإن حكَمَتْ جارت عليَّ بحُكمِها
‏ولكنّ ذاك الجَور أشهى مِن العدلِ

.....