هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يَطُولُ اللَّيلُ والذِّكرَى تَطُولُ
وَقَد ذَهَبَت مِنَ الشَّوقِ العُقُولُ

ولَا قَمَرٌ يُنِيرُ ولا حَدِيثٌ
يُسَلِّينَا ولَا هَمٌّ يَزُولُ

.....

وَتَرى الشَّوكَ في الوُرودِ وَتَعمىٰ
أَن تَرى فَوقَها النَّدىٰ إِكليلا

وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ
لايَرى في الوُجودِ شَيئًا جَميلا

فَتَمَتَّعْ بِالصُّبحِ مادُمتَ فيهِ
لاتَخَف أَن يَزولَ حَتّى يَزولا

وَتَعَلَّمْ حُبَّ الطَّبيعَةِ مِنها
وَاتْرُكِ القالَ لِلوَرىٰ وَالقيلا


إيليا أبو ماضي

‏لَو كُنتُ أَعجَبُ مِن شَيءٍ لَأَعجَبَني
‏سَعيُ الفَتى وَهُوَ مَخبوءٌ لَهُ القَدَرُ

‏يَسعى الفَتى لأُِمورٍ لَيسَ مُدرِكَها
‏وَالنَفسُ واحِدَةٌ والهمُّ مُنتَشِرُ

‏وَالمَرءُ ماعاشَ مَمدودٌ لَهُ أمَلٌ
‏لاتَنتَهي العَينُ حَتّى يَنتَهي الأَثَرُ

.....

أَمّا الهِجاءُ فَدَقَّ عِرضُكَ دونَهُ
وَالمَدحُ عَنكَ كَما عَلِمتَ جَليلُ

فَاِذهَب فَأَنتَ طَليقُ عِرضِكَ إِنَّهُ
عِرضٌ عَزَزتَ بِهِ وَأَنتَ ذَليلُ

مسلم بن الوليد

‏أَما تَرى اليَومَ ما أَحلَى شَمائِلَهُ
صَحوٌ وَغيمٌ وَإِبراقٌ وإرعادُ

كَأّنَّهُ أَنتَ يامَنْ لاشَبِيهَ لَهُ
وَصلٌ وَهَجرٌ وَتَقريبٌ وَإبعادُ

علي بن الجهم

‏عَلَىٰ نَغَمِ الصَّبَاحِ تُفِيْقُ رُوْحٌ
وَتَرْجُو أَنْ يَفِيْضَ نَدَىً عَلَيْهَا

تَكَادُ تَذُوْبُ فَوْقَ يَدَيْهِ شَوْقاً
وَكَمْ بَانَ الظَّمَا مِنْ مُقْلَتَيْهَا

صباح الخير أَعْذَبُ مَايُغَنَّىٰ
فَيَشْرَبُ كُلُّ مَنْ يُصْغِيْ إِلَيْهَا

.....

انت الجنان ونهرها ونعيمها
انتي الجمال بحسنها معجونِ

قالت كفاك تمدحاً وتكلفاً
اني بهجرك قد ارى مضموني

فضحكت ضعفاً خائفاً متوجعاً
مابال قلبك خائباً بظنوني

طال الحديث بقلبها وحنينها
والوقت ناراً يرتمي بجفوني

ذهبت وقول وداعها يرمي الى
انا لست موجوده فلا ترجوني

انا لا اريد بأن تراني نجمةً
او جنتاً تجري بها وعيونِ

انا ذاهبه لاتنتظرني وهلةً
أنا ناصحة هلا نسيت فتوني

وبكل فخرٍ شامخ وافقتها
لكنها قد خالفت موزوني

كانت تحب بأن تراني ضاحكاً
لكنها قصدت بكاء عيوني

كان الرحيل بفكرةٌ مجنونةً
من جنها صار الجنون جنوني

.....

قولوا لها إن الفراق يميتني
ولهيب شوقي في الفؤاد تمردا

كالطير يبكي حين يفقد إلفه
يشدو قصيدا في الحنين مغردا

والناس هبوا يطربون لشدوه
وأنينه بين الضلوع ترددا

فيعيش دهرا هائما في ذكرها
ويجود دمعا إذ يبيت مفردا

ذكراك تفتك بالشغاف وتبتلي
وأعيش ليلا بالفلاة مسهدا

ياصاحبي كف العتاب ولا تلم
جلد الوشاة على الفؤاد تعددا

قالوا تهيم بذكرها وتتيه لو
راحت تبيت على العراء مشردا

كانت مناي بذي الحياة وفرحتي
كانت على رأس الحسان زبرجدا

واليوم راحت لا الحياة تطيب لي
ففراقها أقسى علي من الردى

.....

إِنَّ لي في الهَوى لِساناً كَتُوماً
وَجَناناً يُخفي حَريقَ جَواه

غَيرَ أَنّي أَخافُ دَمعي عَلَيه
سَتَراهُ يُفشي الَّذي سَتَراه

عبيد الله بن أحمد

عهدي بهم ورداءُ الوصل يجمعنا
والليل أطوله كاللمحِ بالبصرِ

فالآن ليليَ مذ غابوا فديتهمُ
ليلُ الضرير وصُبحي غيرُ منتظرِ

أبو طاهر الواسطي