هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

ياغائباً حاضراً في النفس منزلُهُ
وفي الفؤادِ لهُ عرشٌ وأركانُ

وفي الغيابِ لهُ طيفٌ يؤرّقني
وفي الحضورِ له شوقٌ وتَحنانُ

ارفقْ فإنّكَ بالهُجرانِ تقتُلُني
وارحم فإنّكَ يا إنسانُ إنسانُ

.....

كم خاب ظني بمن اهديته ثقتي
‏فأجبرتني على هجرانه التُّهمُ

‏كم صرت جسرا لمن احببته فمشى
‏على ضلوعي وكم زلّت به قدم

‏فداس قلبي وكان القلب منزله
‏فما وفائي لخلٍ ماله قيمُ

لا اليأس ثوبي ولا الاحزان تكسرني
جرحي عنيد بلسع النار يلتئم

اشرب دموعك واجرع مرها عسل
يغزو الشموع حريق وهي تبتسم

والجم همومك واسرد ظهرها فرسا
وانهض كسيف اذا الانصال تلتحم

كريم العراقي

لَمّا رَأَيتُ الدَمعَ يَفضَحُني
وَقَضَت عَلَيَّ شَواهِدُ الصَبِّ

أَلقَيتُ غَيرَكِ في ظُنونِهِمُ
وسترتُ وَجهَ الحُبِّ بِالحُبِّ

ابن المعتز

هاتِ أنغاماً جميلة ْ
تسعدُ النفسَ العليلة ْ

هاتِها أنغامَ حبٍّ
سهرةُ النجوى طويلة ْ

هاتِ أنْشد ياصديقي
علّني أطفي حريقي

أنتَ في دربي رفيقي
هاتِ أشعاراً كحيلة ْ

هاتِ ألحانَ الخلودِ
في ديار ابن ِ الوليد ِ

إنها بيتُ القصيد ِ
إنها حمصُ البطولة ْ

أنتِ داويتِ قروحي
ياحماة فاستريحي

فيك يامهجة روحي
يقرع النصر طبوله ْ

يارفيقَ الدربِ رفقا
إذْ تغنيّ عن دمشقا

إنني قد ذبتُ شوْقا
دمعةُ الشوق ِ عليلة ْ

إنِّ في درعا فؤادي
هائم في كل واد ِ

قد دنا يوم الحصاد ِ
والأهازيج الجميلة ْ

إنِّ في إدلب قلبي
ساكن في كل درب ِ

هبي ياخضراء هبي
جَهَّزَ النصر خيوله ْ


عبد المعطي الدالاتي

عدتِ لي ياطولها من غُربةٍ
‏خدرَ الصبرُ بها والألمُ
‏
‏كيف ألقاكِ وهل يرضيكِ أن
‏يتعرَّى جرحيَ الملتئمُ
‏
‏أمنياتي ذهبَ الماضي بها
‏وخيالاتي طواها العدمُ
‏
‏وبقايا ذكرياتي تعبتْ
‏فهي لاتبكي ولا تبتسمُ
‏

‏عمر أبو ريشة

عليكَ بإغبابِ الزّيارةِ إنّها
‏إذا كَثُرتْ كانتْ إلى الهجرِ مَسْلَكَا
‏
‏ألم ترَ أنَّ الغيثَ يُسْأمُ دائما
‏ويُسألُ بالأيدي إذا هُوَ أَمْسَكَا
‏
.....

أفنيتُ العُمرَ بتثقيفي
وَصَرفتُ الحِبرَ بتأليفي

وحَلُمتُ بعيشٍ حَضَريٍّ
لُحمَتُهُ دينٌ بدَويٌّ

وَسُداهُ ندى طبعٍ ريفي
يعني في بحْرِ تخاريفي

ضِعتُ وضيَّعتُ مجاديفي
كمْ بَعُدَتْ أهدافي عنّي

مِنْ فرطِ رداءةِ تهد يفي
ورَجفتُ من الجوعِ لأنّي

لا أُحسِـنُ فنَّ ألترجيفِ
فأنا عَقلـي ليسَ بِرجْلي

وأنا ذهني ليسَ بِبطني
كيفَ إذَنْ يُمكِنُ توظيفي
في زَمَنِ الفيفا والفيفي

احمد مطر

ياصاحبي رِفقًا بقلبكَ ما الذي
زرعَ الأسى في مُقلتَيْكَ وأدمعَكْ

لِمَ ماتت الآمالُ وانقطعَ الرّجا
ومَخاوفُ الأيامِ تسكنُ أضلُعك

عُد للحياةِ وكُن لآخر لحظةٍ
مُتفائِلًا فلَطائفُ المولى معَك

أيامُ عُمركَ لَن يطولَ بلاؤها
وغدًا ستنسى كُلّ همٍّ أوجعَكْ

.....

غازلتُها فازدادَ شِعْرِي رِقّةً
وتوجهت كُلُّ القصائدِ نَحْوَها

عربيةٌ زانَ القصيدُ بِذِكْرها
فكأنها وزنُ البيوتِ ونَحْوُها

.....

في مُقلَتَيها تَسكُنُ الأَكوانُ
وَبِها تَدورُ الشَّمسُ وَالأَزمانُ

تَحكي حَكايا الغابِرينَ كَأَنَّها
كِتابُ تاريخٍ بِهِ عُنوانُ

فيها مَلاحِمُ مِن حُروبِ عَشيرَةٍ
وَقَصائِدٌ كُتِبَت وَفُرسانُ

.....