هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أتذكرين قُبيل الفجرِ مجلسنا
‏كأنما النجمُ عقدٌ بين أيدينا

‏نبوحُ لليلِ عن أسرارِ قصّتنا
‏بِتنا نسلّيهِ والذكرى تُسلينا

‏لم يبقَ شيءٌ من الذكرى نخبّئه
‏إلا الحنين ودمع في مآقينا

‏كنا بوصلٍ فأمسى الوصل أمنية
‏متى سنبلغ يا قلبي أمانينا

.....

‏وَكَم أُحَمِّلُ قَلبي في مَحَبَّتِكُم
‏مالَيسَ يَحمِلُهُ قَلبٌ فَيَحتَمِلُ

‏وَكَم أَصَبِّرُهُ عَنكُم وَأَعذِلُهُ
‏وَلَيسَ يَنفَعُ عِندَ العاشِقِ العَذَلُ

‏وارَحمَتاهُ لِصَبٍّ قَلَّ ناصِرُهُ
‏فيكُم وَضاقَ عَلَيهِ السَهلُ وَالجَبَلُ

.....

‏ياربّ نسألك بكلِّ تفاؤلٍ
‏أنْ لاتُخيّب ياكريمُ رجانا

‏فاكتب لنا خيراً وزدنا أنعُماً
‏حقِّق على كلّ الدروب مُنانا

‏ماكُنت تحرمُ من أتاك مُرادهُ
‏أو كُنت تكسرُ يا جواد دُعانا

.....

وجرح الجسم تضمّده الليالي
وجرح الروح ليس له طبيب

ولا أثر لما فعل الأعادي
يظل إذا أساء لك الحبيب

وقد يأتيك خيرٌ من بعيدٍ
وقد يأتيك بالشرّ القريب

وقد تدعو القريب فلا يلبي
وقد تدعو البعيد فيستجيب

.....

رثاء...

حقاً رحلتَ وغاب وجهك والسَّنا
وتصرَّمت أيامك العطِراتِ

حقاً رحلت ولم تعد أرواحنا
تمتاح من عبقٍ ومن نفَحاتِ

كيف التصبُّر والجراح عميقةٌ
وصليل صوتك ليس في الأصواتِ

ولئن مضيت فإن ذكرك لم يزل
يحيي من الأمجاد كل مواتِ

أرثيك بل أرثي المكارم والنُّهى
أرثي الشجاعة تُوِّجت بثبات

إن عزَّ في الدنيا اللقاء فدعوتي
أن نلتقي في أرفع الجنَّاتِ

علي الناصري

بُثَّ الصَّنائعَ لاتَحْفلْ بموقِعِهَا
في آملٍ شَكَرَ المعروفَ أو كَفَرَا

كالغيثِ ليس يبالي حيثُما انسكبتْ
منه الغمائمُ تُرْبًا كانَ أو حَجَرَا

سراج الأندلسي

علمتني أن الصلاة هي الأصل
لمن شام في العبادة أصلا

هي سر الخلود ماعرف
الخُلدَ جنان عن بابها قد تولى

صلة القلب بالذي جعل
القلب ملاذا وموئلا ومُصلّى

كل مسعاك لايُعدّ إذا فاتتك
فارعَ الصلاة فرضًا ونفلا

أنور العطار

مِمَّا قِيلَ فِي عِزّةِ النَّفْسِ:

‏لَوْ رَشفَةُ المَاءِ بَعْضُ المَنِّ كدَّرَهَا
مَاتُوا عُطَاشَى عَلَى الرَّمضَا ومَا رَشَفُوا

كلُّ المصائبِ مبدأها من النظرِ
ومعظمُ النارِ من مستصغرِ الشررِ

كم نظرةٍ فتكت في قلبِ صاحِبِهَا
فتكَ السّهامِ بلا قوس ولا وَتَرِ

يسرّ مقلَتهُ ماضرّ مهجتّهُ
لامرحباً بسرورٍ عادَ بالضَّرَرِ

.....

وَيَوم ثَلجٍ بِه قَوسُ السّحابِ رَمى
حَتّى بَدا فيهِ وَجهُ الأَرضِ مَلآنا

كَأَنَّما السّحب فيهِ قَد تَقولُ لَنا
بِالبَردِ موتوا فَقَد حيَّكتُ أَكفانا


المفتي عبداللطيف فتح الله