هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا أَيُّها السائِلُ عَمّا مَضَى
مِن عِلمِ هَذا الزَمَنِ الذاهِبِ

إِن كُنتَ تَبغي العِلمَ أَو أَهلَهُ
أَو شاهِداً يُخبِرُ عَن غائِبِ

فَاِختَبِرِ الأَرضَ بِأَسمائِها
وَاِعتَبِرِ الصاحِبَ بِالصاحِبِ


المغيرة بن عبد الله بن مُعرض

وَسَأَلتَني يَومَ الرَحيلِ قَصائِداً
فَمَلَأتُهُنَّ قَصائِداً وَكِتابا

إِنّي صَدَقتُكَ إِذ وَجَدتُكَ كاذِباً
وَكَذَبتَني فَوَجَدتَني كَذّابا

وَفَتَحتُ باباً لِلخِيانَةِ عامِداً
لَمّا فَتَحتَ مِنَ الخِيانَةِ بابا


المغيرة بن عبد الله بن مُعرض

قد تم ما حملتني من آلةٍ
أعيا الفلاسفة الجهابذ دوني

لو كان بطليموس ألهم صنعةً
لم ليثقل بجداول القانون

فإذا رأته الشمس في آفاقها
بعثت إليه بنورها الموزون

ومنازل القمر التي حجبت معاً
دون العيون بكل طالع حين

يبدون فيها بالنهار كما بدت
بالليل في ظلماتهن الجون


عباس بن فرناس

إن تلك التي أحن إليها
وعذابي وراحتي في يديها

نظر الناس في الهلال لفطرٍ
فتبدت فأفطروا إذ رأوها

ذاك في سبعةٍ وعشرين يوماً
فذنوب العبار طراً عليها

ولحيني بانت ولم تشف قلباً
مستهاماً يطير شوقاً إليها


عباس بن فرناس

بلغ سلامي لمن مازلت احسبهم
على مودتنا في البعد بل زادوا

إن عاتبوني عرفت الحب يدفعهم
وإن عتبت على ماقصروا عادوا

فلا افارقهم حتى تفارقني
نفسي ويتعبني بالشوق إبعادي

.....

أجبْ أيّها القلبُ الذي لستُ ناطقاً
إذا لم أُشاورْهُ ولستُ بسامعِ

وَحدِّثْ فانَّ القومَ يَدْرُونَ ظاهراً
وتخفى عليهمْ خافياتُ الدوافِعِ

يظُنّونَ أنّ الشِّعْرَ قبسةُ قابسٍ
متى ما أرادُوه وسِلعةُ بائعِ

أجب أيُّها القلبُ الذي سُرَّ معشرٌ
بما ساءهُ مِنْ فادحاتِ القوارِعِ

بما رِيع منكَ اللبُّ نفَّسْتَ كُربةً
وداويتَ أوجاعاً بتلكَ الروائعِ

قُساةٌ مُحبّوك الكثيرونَ إنَّهمْ
يرونكَ إنْ لم تَلْتَهِبْ غيرَ نافعِ

.....

كُنّا نُعاتِبُكُم لَيالِيَ عَهدُكُم
حُلوُ المَذاقِ وَفيكُمُ مُستَعتَبُ

فَاليَومَ حينَ بَدا التَغَيُّرُ مِنكُمُ
ذَهَبَ العِتابُ وَلَيسَ عَنكُم مَذهَبُ

.....

كم مرَّ عامٌ على قلبي الذي ظُلمَا
‏أتذكرينَ أنا لا أذكرُ الألمَا
‏
‏أنا التَفاؤلُ مهمَا كانَ من قَدرٍ
‏وأنتِ جُرحٌ إذا أهملتُهُ التَأما

.....

البرد أبرد مايكون
والليل أسهد مايكون

ماذا هنا غير الدجى المشبوه
وحشيَّ السكون

والليل يبتدع التهاويل
الغريبات الفنون

والصمت يستقصي
كأسئلةٍ قريحات الجفون

وكأن كل دقيقةٍ
تبدو ملايين القرون

كل الكواكب لاتدور
وكل ثانيةٍ حرون

للقلب ياديجور قلبٌ
من أساطير الفتون

لن يَعدِم الأرقُ النجوم
ولن ينام العاشقون

البردوني

لا تهنِينِي بِعامٍ ليس عَامِي
‏لستُ قِسيسًا ولا جَدي ابْنُ حامِ

‏أنا يَاهذا حَنيفٌ مُسلمٌ
‏رأس عَامِي غرةُ الشَّهر الحَرامِ

.....