هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي

.....

أنا في الليلِ مُنْفَرِدٌ أُنادي
خَيَالاتِ الذينَ مَضَوا وغابُوا

وقد تَرتدُّ لي أصداءُ صَوْتي
فأحسَبُ أنّ أحبابي أجابُوا

.....

أضحى التنائي بديلا عن تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا

.....

مازال صوتك في ثنايا مسمعي
‏والشوق في صدري يفتت أضلعي

‏والله إنّ الشّوق فاق تحمّلي
‏ياشوق رفقاً بالفؤاد ألا تعي

‏يازهرتي إن مرّ إسمك عابراً
‏يزداد من فرط الحنين توجّعي

‏حاولت أن أخفي هواك وكلّما
‏أخفيته في القلب فاضت أدمعي

‏بالبين قد قضت الليالي بيننا
‏لكنّ روحك لم تغب دوماً معي

.....

‏وأنا متعبٌ يا أمي
‏مجهدٌ كثيراً من وطأةِ الأيام
‏وقلِقٌ مِمّا سيؤولُ إليهِ مصيري
‏أريدُ أن أبكي كيّ أتنفسَ أكثر
‏فالغصّةُ تملأ قلبي إلى فمهِ النازف
‏وحلقي جافٌ كصحراء خامدةٍ في الداخل

‏محمود درويش

‏لاتطفئوا أملَ النفوسِ بشؤمكم
إنَّ التفاؤل في الحياةِ حياةُ

وترفقوا لاتهدموا أفراحَها
إن الحياة مع اليؤوسِ مواتُ

.....

ولقد عشقتُ الشِعرُ لاجلِك ناظِما
اكتب لوجِهك والخدود الناعِما

من عاشقٍ يهواك كل دقيقةٍ
ياروح وسط الروح دارِكِ قايِما

ماعھان شعري فيك شعراً قائلاً
بل كل اشعاري ءأتتك تناغِما

تعزف لحون الشوق عزف محبةً
عزف الحبايب في مكانٍ غائما

تحتَ الظلال تهب انسامُ الهوى
شرفً لمن ياتي المكان تعاظما

والشعرُ يعجز في وصوف حبيبةٍ
مامثلها في خلق هذا العالما

.....

إنّي رضيتُ بأقداري وما حمَلَتْ
رِضًا يوافِقُ مايجري بهِ القلمُ

أمضي مع العُمرِ لاخوفٌ ولا قَلقٌ
مادامَ قلبي بحبلِ الله يعتصمُ

.....

هذا المساء على جلالك شاهدُ
‏وعلى جمالك في الخلائقِ رائدُ

‏وعلى كمالك ناطقٌ بحقائقٍ
‏فيها لِمَن شهدوا المساء فوائدُ

‏وبأنّك الحيُّ المُدبِّرُ أمرَهُ
‏وبأنّك اللهُ الغنيُّ الواجدُ

‏تعنو إليك وجوهُ من عشقوا السّنا
‏طمعاً يؤمِّلهم وأنتَ الماجدُ

سبحانه جل جلاله

‏إلى اللهِ فِي ضيقِ الحيَاةِ وعُسْرِها
ومَنْ غَيرُ ربِّي فِي المُلِمَّاتِ فارِجُ

.....