هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أُعادي صَرفَ دَهرٍ لا يُعادى
وَأَحتَمِلُ القَطيعَةَ وَالبِعادا

وَأُظهِرُ نُصحَ قَومٍ ضَيَّعوني
وَإِن خانَت قُلوبُهُمُ الوِدادا

أُعَلِّلُ بِالمُنى قَلباً عَليلاً
وَبِالصَبرِ الجَميلِ وَإِن تَمادى

تُعَيِّرُني العِدا بِسَوادِ جِلدي
وَبيضُ خَصائِلي تَمحو السَوادا

عنترة بن شداد

أقاويل أهل الحب يُفنى نشيُدها
وأما الذي تُملي الدموع فخالدُ

وما الشعر إلا مايزان به الهوى
كما زَيّنت عطل النحور القلائدُ

الجواهري

‏وَلَا عَيبَ فِيهِم غَيرَ أَنَّ قُلُوبَهُم
كَأَنسَامِ لَيلٍ بَل أَرَقُّ وَأَعذَبُ

وَلَا سَوءَ فِيهِم غَيرَ أَنَّ حُضُورَهَم
يَرِفُّ لَهُ قَلبِي وَلِلرُّوحِ يَسلُبُ

امرؤ القيس

وَإِنّي لَأَنوي هَجرُهُ فَيَرُدُّني
هَوىً بَينَ أَثناءِ الضُلوعِ دَفينُ

فَيَغلُظُ قَلبي ساعَةً ثُمَّ أَنثَني
وَأَقسو عَلَيهِ تارَةً وَأَلينُ

وَقَد كانَ لي عَن وِدِّهِ كُلُّ مَذهَبٍ
وَلَكِنَّ مِثلي بِالإِخاءِ ضَنينُ

وَلا غَروَ أَن أَعنو لَهُ بَعدَ عِزَّةٍ
فَقَدرِيَ في عِزِّ الحَبيبِ يَهونُ

أبو فراس الحمداني

‏أَجِدُ الجَفاءَ عَلى سِواكِ مُروءَةً
‏وَالصَبرَ إِلّا في نَواكِ جَميلا

‏وَأَرى تَدَلُّلَكِ الكَثيرَ مُحَبَّباً
‏وَأَرى قَليلَ تَدَلُّلٍ مَملولا

المتنبي

أرأيتَ حيّاً ميتاً متماسكاً
متفائلاً وله الأماني قوتُ

علمٌ أنا والريح باست هامتي
من باركته الريح كيف يموتُ

كريم العراقي

كالخيلِ يمنعُنا الشّمُوخُ شِكايةً
وتئِنُ من خلف الضلوعِ جروحُ

كم دمعةٍ لم تدرِ عنها أعينٌ
ونزيفها شهدتْ عليهِ الروحُ

المتنبي

كَم قَد كَتَمتُ هَواكُم لا أَبوحُ بِهِ
وَالأَمرُ يَظهَرُ وَالأَخبارُ تَنتَقِلُ

وَبِتُّ أُخفي أَنيني وَالحَنينَ بِكُم
تَوَهُّمًا أَنَّ ذاكَ الجُرحَ يَندَمِلُ

كَيفَ السَبيلُ إِلى إِخفاءِ حُبِّكُمُ
وَالقَلبُ مُنقَلِبٌ وَالعَقلُ مُعتَقَلُ

المتنبي

كَأنَّمَا الشَّامُ فِي قَلبِي وتَنزِفُنِي
وأنَّ قَلبِي عَلَى مَافِيهِ بغدادُ

مَافِيَّ مَوضِعُ آهٍ لَيسَ فِيهِ هَوى
كَأنَّنِي القدسُ والتَّارِيخُ جَلَّادُ

.....

‏أقولُ وقد شاقتنيَ الريحُ سُحرةً
ومن يذكرِ الأوطانَ والأهلَ يشتقِ

ألا هل تعودُ الدارُ بعد تشتّتٍ
ويُجمعُ هذا الشملُ بعد تفرّقِ

الجواهري