هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أما زلت تصبو إلى قربها
رويدا فما أنت من صحبها

تخطيت سبعا من المثقلات
بما لست تدري إلى حبها

تركت الأهلة عن جانبيك
حيارى تشكى إلى ربها

أكانت سدى كل تلك السنين
وقد هدنا السير في دربها

أيطوي مداها إلى حبه
فتى ما رأيناه في ركبها

تخطيت سبعا فكم من ضحى
وكم من مساء وليل بها

وكم نبضة من فؤاد التي
تشوقت للعطف من قلبها

بدر شاكر السياب

حسناء صوّرها الهوى في صورةٍ
كادت تعيدُ عبادةَ الأصنامِ

الرافعي

تاهت حروف الشعر في معناك
واستبشرت عيناه حين رآكِ

يا أنت ياوعد السحاب بدمعه
يسقي لهيب الأرض من نجواك

في شرفة الأيام وجهك قبلة
وعلى جبين الفجر نور بهاك

شريان حبك صاغ سر هويتي
فكتبت في سفر الهوى أهواكِ

عبدالله السفياني

‏نادَيتُ قَلبي بِحُزنٍ ثُمَّ قُلتُ لَهُ
يامَن يُبالي حَبيبًا لايُباليهِ

فَرَدَّ قَلبي عَلى طَرفي بِحُرقَتِهِ
هَذا البَلاءُ الَّذي دَلَّيتَني فيه

ابو نؤاس

ياليل أرَّقني الغيابُ فقُل له
أنِّي أكادُ من الحنينِ أجِنُّ

أخبِرهُ أنِّي لا أطيقُ فراقهُ
فعساهُ يرحمُ خاطري ويحنُّ


.....

أغارُ عليكِ من همسِ النسيمِ
إذا مرَّ فوقَ خصلاتِ النسيمِ

وأخشى عليكِ من ضوءِ القمرِ
إذا لامسَ خدَّكِ في ليلٍ عقيمِ

أُراقبُ ظلَّكِ حينَ يمضي
وأرى فيهِ سراً لايزولُ ولا يريمِ

فكيفَ لقلبي أن يهدأَ يوماً
وأنتِ الشِّعرُ والمغنى العظيمِ

أُعاتبُ نفسي حينَ أغارُ
وأقولُ أهذا الحبُّ أم حُكمُ السَّقيمِ

لكنَّ روحي إذا استكانتْ
تراكِ في حلمِها وتعودُ للنعيمِ

فيا زهرةً في كفِّ الرُّوحِ أُخفي
أخافُ أن تذبلَ من شوقِ الرجيمِ

تُقيمين في أضلاعي مَلاذاً
وفي القلبِ لكِ العرشُ المُقيمِ

.....

إذا رأيتَ إبنَ الكِرامِ ذليلاً
ومقامُهُ في الناسِ قليلاً

ورأيتَ للُّؤماءِ قدراً عالِياً
وقصائِداً لاتنتهي تطبيلاً

فاعلمْ بأنَّ الدَّهرَ حانَ غرُوبهُ
وتبدَّلت أحوالُهُ تبديلا

.....

قيل لأعرابي مَن لم يتزوج امرأتين لم يذق حلاوة العيش
فتزوج امرأتين ثم ندم
فأنشد يقول:

تَزَوَّجْتُ اثنتينِ لِفَرطِ جَهْلِي
بِمَا يَشْقَى به زَوجُ اثْنتينِ

فقلتُ أصيرُ بينهما خروفًا
أُنَعَّمُ بين أَكْرَمِ نَعْجَتَيْنِ

فصِرْتُ كَنَعجَةٍ تُضحِي وتُمسِي
تُدَاوَلُ بينَ أَخْبَثِ ذِئْبَتَيْنِ

شبِيهة البدرِ منذ بانت محاسِنُها
‏تبدَّدَ الوصفُ فيما قلتُ مِن غزَلِ

‏يغَارُ مِن ثَغرِها الرَّيحَانُ إن ضحِكت
‏فيَرسُم الوَرد بين الثَّغرِ والمُقَلِ

‏عقدٌ مِنَ اللؤلؤ المفتون يحرسه
‏ثغرٌ من الشّهدِ والنعناع والعسلِ

‏أناظرُ الوقتَ كي أحظى بطلَّتِها
‏فيقتل الصَّمت منها رقَّة الجُمَلِ

.....

يقولون بُعدُ الدارِ يُنسيّ الغَوالِيَاَ
فيُبْرى مَجرُوحَاً لِيصبِحَ شَافِياَ

فلا البُعدُ أنسانِي ولا الجُرّحُ قد برا
ولا بِتُ يوماً للأحِبَةِ ناسِيا

وإنِي إِذا حاولتُ نِسيانَ ساعةٍ
تُعاوِدُوني الذكرى فأسقُطُ باكِيا

وإنيّ لصبَارٌ لِكُلِ مُصيبةٍ
ولكِنْ نوى الأحبابِ هَدَّ الرّواسِيا

ونسيانُ نفسِي عندَ نفسِي لَهيَّنٌ
ونسيانُ مَنْ أهوى مُحالٌ ثَوانِيا

.....