هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

شهرُ الفضائلِ فيه الخيرُ مُنطلقٌ
للمتقين طريقُ السَّعي والقِيَمِ

فيه المنازلُ بالذكرى تُزَينُها
نفحاتُ عفوٍ من الرحمن ذي النِّعَمِ

فاغتنموا شهراً بالبرِّ يرفقكم
للصالحاتِ طريقُ القربِ والحِكَمِ

.....

أَسقِ الفُؤَادَ مَحَبَّةً وَسَلاَمَا
‏وَارْسُمْ عَلَى وَجْهِ الغَرِيبِ وِئَامَا

‏وَاصْنَعْ جَمِيلاً فِي الحَيَاةِ فَإِنَّمَا
‏بِاللُّطْفِ نَبْلُغُ فِي القُلُوبِ مَقَامَا

.....

وروحُ الصُّبحِ بالأذكارِ تَحيا
ويُنعِشُ كُلَّ مهمومٍ صداها

وتَرفَعُ مؤمِناً وتَحطُّ إثمَاً
ويُطفِئُ حُرقَةَ البَلوىٰ نَداها

.....

لاتعجِلنَّ فليس الرزقُ بالعجَلِ
الرزقُ في اللوحِ مكتوبٌ مع الأجل

فلو صبرنا لكان الرزقُ يطلبنا
لكنّه خُلِقَ الإنسانُ من عَجَلِ

.....

عِشْ راضيًا واِهجُر دَواعِي الألَمْ
واِعدِل مع الظّالِمِ مَهما ظَلَمْ

نِهَايَةُ الدُّنيا فَناءٌ فَعِشْ
فِيها طَليقًا واِعتَبِرها عَدَمْ

.....

تأمَّلْ في عيوبكَ ذاكَ أَولى
وغُضَّ الطَّرْفَ عن عيبِ العِبادِ

فَقُبْحُ العَينِ في كَشْفِ الخبايا
وحُسْنُ العَينِ في غَيْنٍ وضادِ

.....

وإذا أُصيبَ القَومُ في أخلاقِهم
فأقم عَليِهم مَأتمًا وعويلا

وإذا النساءُ نشأنَ في أُمّيَّةٍ
رضعَ الرجالُ جهالةً وخمولا

انَّ اليَتيمَ هوَ الذي تَلقَى لَهُ
أمَّا تخلَّت أو أبًا مَشغولا

أحمد شوقي

فيمَ التشاؤمُ والحياةُ جميلةٌ
وعطاءُ ربِّكَ عنكَ ليس بزائلِ

اشكُر عطاياهُ وعِشْ متفائلاً
ما ارتاحَ في الدنيا سوى المتفائلِ

.....

وإذا ابتُليتَ بجاهلٍ متعنِّتٍ
فاجعل سكُوتَكَ في النِّقاشِ سبيلا

فالكبرُ حَجَّرَ عقلَهُ وفؤادَهُ
وكلامُهُ لايقبلُ التبديلا

إن رُمتَ ترويضَ الوحوشِ فممكنٌ
ولَكَم شَهِدنا الطِّفلَ لاعبَ فيلا

فَلَذَاكَ أبسطُ مِن حوارِ مَن ارتدى
ثوبَ الحماقةِ فاستحالَ جهولا

.....

كَمْ أَزْعَجْتْكَ أُمُورٌ كُنْتَ تَحْسَبُهَا شرًّا
‏حَتَّى رَأَيْتَ مِنْ الرَّحْمَنِ حِكْمْتَهَا

‏فَوّضْ لَهُ الْأَمْرُ فِي كُلِّ الشُّؤُونِ تَجِد
‏لِلصَدْرِ شَرْحًا وَلِلنَّفْسِ سَكِينَتَهَا

.....