هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

تُعتبـر من أرقّ التحايا...

سَلامٌ وَإنْ كَانَ السّلامُ تَحِيَّةً
فوَجْهُكَ دونَ الرّدّ يكفي المُسَلِّمَا
- البحتري


نسيت من يدهِ أن أستردُ يدي
طال السَلام وطالت رفَةُ الهُدُبِ
- منصور الرحباني

عامٌ مضى والخوفُ تحت وسادتي
لاتبتُ عنك ولا كسرتُ قيودي

عامٌ مضى وأنا أعدّ هزائمي
وأعيدُ رسم خرائطي وحدودي

.....

مُنذ عامٍ كانَ موعِدُنا غدًا
كَم غَدٍ ولّى وما حانَ لِقَاء

وانقضى صيفٌ وصيفٌ وأنا
صيفُ أحلامي خريفٌ وشِتاء

.....

وَمِنَ الْبَلِيَّةِ أَنْ تُحِبَّ
وَلا يُحِبُّكَ مَنْ تُحِبُّهْ

وَيَصُدُّ عَنْكَ بِوَجْهِهِ
وَتُلِحُّ أَنْتَ فَلا تُغِبُّهْ

.....

وإذا مررتِ فسلّمي في خفْيَةٍ
كي لايراكِ الحاسدونَ أمامي

وإذا تعذّرَ فالسّلامُ بنظرةٍ
لاخيرَ في الماشين دون سلامِ

.....

لو كنتَ تَسمعُ ما يقولُ تكلَّما
دَنِفُ الفؤادِ إليكَ منكَ تظلَّما

لم تخشَ فِيه اللَه يومَ منعتَه
حقّ التحيةِ حيثُ مرَّ مسلِّما

هجرَ الكَرى عَينيهِ حينَ هَجرتَهُ
فهناكَ إن كَراه منكَ تعَلما

مَلَّ الحياةَ مِن الذي في قلبهِ
فلئِن تمتَّعَ بالحياةِ فقَلما

.....

ياتائهَ النفسِ في بحرِ الأسى غرقا
تجوبُ وحدكَ بينَ الشكِّ والقلقِ

يامن ظننت بأن العقل مرشدُكَ
لكنه اليوم أضحى مصدر الغرقِ

تسألُ القلب عن معنى الحياةِ فلا
يلقى سؤالكَ غيرَ الصمتِ في الطرقِ

مابينَ حلمٍ قديمٍ كنتَ تملِكه
وبـينَ واقعكَ المرِّ الذي اختنقِ

.....

فكرامتي محفوظةٌ ومشاعري
أولى لغيرك بعد ما أهملتَها

عُد للغيابِ فإنّ عيني لم تعُد
تلك التي تَبكيكَ حين تركتَها

فلكُلِّ قلبٍ في الحياة كرامةٌ
ولكلّ حبٍ لا يُراعى مُنتهى

ما عادت الذكرى تُكدّرُ خاطري
أكمِل غيابكَ فالحنينُ قد انتهى

.....

أينَ العهودُ التي كانتُ تُظَلِّلُنا
يا لِلقلوبِ التي تُرجى وتُفتقَدُ

كم مِن غَريبٍ تُوَافِينا مَودّتُهُ
ومَن نُؤمِّلُ منهُ القُربَ يبتعدُ

.....

ماليس يُعقَلُ أَنْ تغيبَ لِبُرْهَةٍ
فأَذوبَ شوقًا نازفًا وحنينا

وأَعيشَ أَوجاعَ المُفارقِ ريثما
تَأْوِي إليَّ ولا أزالُ حزينا

وأُزاحِمَ العشَّاقَ أَمرَ قلوبِهم
وأَفيضَ دَمعًا ساخنًا وأَنِينا

فكأنَّ بُرْهَةَ من يُحبُّ بساعةٍ
وكأنَّ في بعضِ الغيابِ سِنِيْنا

.....