هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وَرَأَيتِ رُمحي في القُلوبِ مُحَكَّم
‏وَعَلَيهِ مِن فَيضِ الدِماءِ نُقوشُ

‏أَلقى صُدورَ الخَيلِ وَهيَ عَوابِسٌ
‏وَأَنا ضَحوكٌ نَحوَها وَبَشوشُ

‏إِنّي أَنا لَيثُ العَرينِ وَمَن لَهُ
‏قَلبُ الجَبانِ مُحَيَّرٌ مَدهوشُ

‏إِنّي لَأَعجَبُ كَيفَ يَنظُرُ صورَتي
‏يَومَ القِتالِ مُبارِزٌ وَيَعيشُ

.....

وَأَطمَعُ مِن دَهري بِما لا أَنالُهُ
وَأَلزَمُ مِنهُ ذُلَّ مَن لَيسَ يَرحُمُ

وَأَرجو التَداني مِنكِ يا اِبنَةَ مالِكٍ
وَدونَ التَداني نارُ حَربٍ تَضَرَّمُ

وَلا تَجزَعي إِن لَجَّ قَومُكِ في دَمي
فَما لِيَ بَعدَ الهَجرِ لَحمٌ وَلا دَمُ

.....

شَكوْتُ إلى بَدري هوَاهُ فقالَ لي
ألسْتَ ترَى بدرَ السَّماءِ الذِي يَسري

فقلتُ بلى قالَ الْتَمِسهُ فإنَّهُ
نَظِيري وشِبهي في عُلوِّي وفي قَدري

فإنْ نِلتَهُ فاعلَمْ بأنَّكَ نائِلي
وإنْ لمْ تَنلْهُ فابغِ أمرًا سِوَى أمري

فكانَ كِلا البَدريْنِ صَعبًا مَرامُهُ
ليَ الوَيلُ مِن بَدرِ السَّماءِ ومِن بَدري

.....

الشَّوقُ يَقتُلُنِي إلَيكِ وحِيلَتِي
‏فِي عَتمَةِ اللَّيلِ البَهِيمِ دُعَاءُ

.....

أسُكّان بَطْن الأرْض لو يُقْبَلُ الفِدَا
‏فَدَينا وأعْطينا بكم ساكِني الظَّهْرِ

‏فيا ليتَ مَن فيها عليها وليتَ مَن
‏عليها ثَوَى فيها مُقِيماً إلى الحَشْرِ

.....

ويمحيهِ بِذَاكِرَتي الغيابُ
فَلا شَوقٌ لَديَّ ولا اكتِئابُ

وإنْ مَرَّ فَلَيسَ لَديَّ بَيتٌ
وَإنْ دَقَّ فَلَيسَ لَديَّ بابُ

.....

بَكى حَتى بَكَيتُ على بُكَاهُ
جَرِيحٌ عينُهُ نَزَفَتْ دِماهُ

يُسائلُ أَينَ حَلَّ رِكابُ لَيلى
ويَنسَى أنَّ لَيلَى في حشاهُ

هَوَى قلبٍ تَعَلَّقَهُ اختيارًا
فَصارَ عَنِ اضطِرارٍ مُنتَهاهُ

ونارُ الحُبِّ يُوقِدُها غُرُورٌ
ولكنْ ليسَ يُخمِدُها انتبِاهُ

.....

فلو فَهِمَ الناسُ التلاقي وحسنهُ
لحببَ من أجلِ التلاقي التفرقُ

.....

أَدهَى الْمَصَائِبِ غَدْرٌ قَبْلَهُ ثِقَةٌ
‏وَأَقْبَحُ الظُّلْمِ صَدٌّ بَعْدَ إِقْبَالِ
‏
‏قَلْبِي سَلِيمٌ وَنَفْسِي حُرَّةٌ وَيَدِي
‏مَأْمُونَةٌ وَلِسَانِي غَيْرُ خَتَّالِ

‏لَكِنَّنِي فِي زَمَانٍ عِشْتُ مُغْتَرِبَاً
‏فِي أَهْلِهِ حِينَ قَلَّتْ فِيهِ أَمْثَالِي

محمود البارودي

عِشْ راضيًا واِهجُر دَواعِي الألَمْ
‏واِعدِل مع الظّالِمِ مَهما ظَلَمْ

‏نِهَايَةُ الدُّنيا فَناءٌ فَعِشْ
‏فِيها طَليقًا واِعتَبِرها عَدَمْ

.....